هل آن الأوان لتشجيع المصريين سواء كانوا أشخاصا طبيعيين أو معنويين علي اقتناء الأعمال الفنية لفنانينا المصريين الذين عرف العالم قيمة أعمالهم, وقدرها خير تقدير بعد أن حطمت لوحة للفنان محمود سعيد الرقم القياسي العالمي لأعلي لوحة لفنان في الشرق الأوسط تباع في مزاد علني؟ أن بيع هذه اللوحة يفتح ملف اقتناء الأعمال الفنية ويجعلنا نتساءل: لماذا يدرك هواة الاقتناء ومحترفوه أهمية وقيمة أعمالنا الفنية بينما نتجاهلها نحن أو لا نعرفها أو لا نعترف بها أحيانا؟ ولماذا لا ننشر ثقافة اقتناء الأعمال الفنية حتي من باب الاستثمار؟! فقد استطاع الفنان التشكيلي الراحل محمود سعيد(7981 4691) أن يحطم للمرة الثانية الرقم القياسي لأغلي لوحة لفنان عربي حديث بعد ان بيعت لوحته الدراويش المولوية التي رسمها عام9291 في مزاد الأعمال الفنية العالمية الحديثة والمعاصرة الذي اقيم مؤخرا في دار كريستيز في دبي مقابل45.2 مليون دولار, أما اللوحة السابقة التي حطم بها محمود سعيد الرقم القياسي فهي الشادوف التي بيعت في ابريل الماضي مقابل4.2 مليون دولار بنفس المزاد بدبي. ولوحة الدراويش المولوية واحدة من روائع مقتنيات الدكتور محمد سعيد فارسي التي يعتبرها نقاد الحركة الفنية بالمنطقة العربية أهم مجموعة من الأعمال الفنية المصرية الحديثة والتي تضم أربعين لوحة عرضت في التاسع من نوفمبر الماضي في المزاد الذي أقيم في دار كريستيز في باريس. وبجانب لوحة الدراويش بيعت92 لوحة أخري من مجموعة مقتنيات د. محمد سعيد الفارسي في نفس المزاد الذي شارك فيه أكثر من002 مزايد من32 دولة06% من منطقة الشرق الأوسط, وهذا يعتبر دليلا علي تزايد الاهتمام العالمي بالأعمال الفنية المصرية بصفة خاصة وقد بلغت قيمة مبيعات مجموعة الفارسي37.6 مليون دولار, بينما بلغت قيمة اجمالي المبيعات في المزاد41 مليون دولار لعدد731 قطعة من361 قطعة تم عرضها. الأمر المثير للاهتمام في هذا المزاد هو أن مجموعة الدكتور محمد سعيد فارسي تضم مقتنياته من أهم وأعظم وأندر الأعمال الفنية المصرية الحديثة, وتضم أعمالا لنخبة من أشهر الرسامين المصريين أمثال محمود سعيد وراغب عياد وحامد ندا وعبدالهادي الجزار وسيف وانلي وأدهم وانلي وآدم حنين وهم من الفنانين الذين سجلت أعمالهم أرقاما قياسية في مزاد كريستيز السابق في ابريل الماضي, وهو مايجعلنا نتساءل: كيف لا نهتم في مصر بأعمال فنانينا التي يقدرها العالم؟, ولماذا لا نشجع اقتناء الأعمال الفنية المصرية التي يعرف هواة الفن والمتخصصون قيمتها الفنية والمادية أيضا؟ نعتقد أن امتلاك د. محمد سعيد فارسي لمثل هذه المجموعة القيمة دليل علي تقديره للفن المصري, وطرحه لهذه المجموعة في واحد من أكبر المزادات الفنية في العالم وهو دليل علي معرفته بقيمتها المعنوية والمادية ويجب أن نستخلص الدروس ولانكتفي بالدهشة فالفن المصري خير استثمار لنا وأفضل سفير يمثلنا, فهو ثروة قومية, يجب أن ننبه اليها المؤسسات والجهات المختلفة وكذلك رجال الأعمال الذين يجب ان تكون لديهم رؤية فنية وجمالية وليس فقط بحثا عن الربح المضمون.