طالب جمال مبارك، رئيس المجلس الأعلى للسياسات بالحزب الوطنى، حكومة حزبه بوضع «بعض الضوابط الإضافية» التى تلزمها بما تتعهد به كل عام من تطبيق القانون على حالات الإرهاب فقط، وذلك «إذا اضطرت الحكومة إلى مد حالة العمل بقانون الطوارئ»، على حد تعبيره، مضيفا أن هناك أفكارا سيقدمها الحزب للحكومة بشأن هذه الضمانات. جاء ذلك فى اجتماع المجلس الأعلى للسياسات الذى بدأ فى التاسعة صباح أمس، واستمر أكثر من 4 ساعات بقاعة المؤتمرات بالقاهرة. من جهته، انتقد الأمين العام للحزب صفوت الشريف ما سماه «الاندفاع للمطالبة بإلغاء حالة الطوارئ»، كما هاجم ما وصفه بالشوشرة الإعلامية، التى تسعى لنقد أداء الحكومة وسياسات الحزب، وقال الشريف: إن «الإعلام مش مصطبة، لدينا إنجازات، لكن نتيجة لحالة الشوشرة الإعلامية فإن المزاج العام يحتاج إلى جهد لكى يتحقق شعور الرأى العام بالرضا». وشارك جمال مبارك، بالمؤتمر الصحفى عقب الاجتماع، فى الهجوم على الإعلام. وقال: إن «هناك إعلاما جديدا ولابد للحزب الوطنى أن يتعامل ويشتبك مع الإعلام، حتى لو لم نواكب هذا بالشكل الكافى فى الفترة الماضية. رغم الشوشرة، المحك فى النهاية هو المواطن والناخب فى الدوائر». وناقش الاجتماع برنامج الوطنى للانتخابات بشقيه العام والمحلى وفق احتياجات 67 دائرة ينافس فيها الحزب، وكما نشرت «الشروق» بالأمس يسعى الوطنى للاعتماد على «محصلة برنامج الرئيس الانتخابى» والذى تحقق منه كما يقول الوطنى 90% للترويج لنفسه على أنه «لا يبدأ من فراغ». وصنع الوطنى أفيشا خاصا للاجتماع، وعلى خلفية زرقاء أضيفت كلمتان على شعار الوطنى فى مؤتمره الماضى «من أجلك أنت»، لتصبح «برنامج الوطنى.. من أجلك أنت». وأقر جمال مبارك بوجود «اختلافات فى الرؤى والرأى بشأن كيفية تعامل الحكومة مع الإضرابات والاعتصامات، وهناك انتقادات لنا ولحكومتنا فى التعامل مع هذا الموضوع». وطالب الحكومة بأن «تتفاعل بشكل أكثر إيجابية مع هذه المطالب، خاصة المشروع منها». وتطرق صفوت الشريف فى كلمته إلى المطالب المتنامية بإجراء تغييرات فى الحياة السياسية، قائلا: إنه «ليس لأحد أن يختطف من الحزب الوطنى عملية التغيير»، مكررا ما قاله الأسبوع الماضى «نحن الذين صنعنا التغيير». أما الذين يطالبون بتعديل الدستور، «فلا أحد يفصل الدستور على مقاسه، سواء أراد ذلك فرد أو مائه». وتلتقى قيادات الوطنى الأحد المقبل مع رئيس الحكومة وعدد من الوزراء للاتفاق على خطة تحرك الوطنى خلال الحملة الانتخابية. وتوقع جمال مبارك أن «تعلو الأصوات للهجوم على الحزب وتشويه صورته». ووعد بما وصفه بتحرك «إعلامى سياسى» يواكب الانتخابات لتوضيح ما «أنجزه الحزب» فى السنوات الخمس الماضية.