حذرت منظمة أوكسفام، في تقرير اليوم الخميس، من أن خطر الإبادة الجماعية في غزة بات حقيقة، مضيفة: "نشعر بالصدمة إزاء التقارير التي تفيد بمقتل أشخاص في غزة أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية". وأضافت المنظمة أن إسرائيل، تتعمد استهداف المدنيين بعد تجويعهم في انتهاك صارخ للقوانين الإنسانية الدولية. ومنظمة أوكسفام هي اتحاد دولي للمنظمات الخيرية التي تركز على تخفيف حدة الفقر في العالم، بحسب موقع "الجزيرة.نت" الإخباري. وارتفعت حصيلة المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، في شارع الرشيد غرب مدينة غزة إلى أكثر من 104 شهداء ومئات الإصابات، بحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا". وجرى نقل نحو 57 شهيدا وأكثر من 254 مصابا إلى مجمع الشفاء الطبي، لكن هذه الأعداد تفوق قدرة المستشفى على التعامل معها، في ظل انعدام الامدادات الطبية. كما جرى نقل شهداء آخرين إلى مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، وما يزيد على 60 مصابا، فيما استقبل مستشفى العودة في جباليا، أكثر من 50 مصابا بينهم حالات حرجة. وبحسب مصادر طبية، فإن عشرات الشهداء والمصابين ما زالوا في المكان المستهدف، وتمنع قوات الاحتلال مركبات الإسعاف من الوصول إليهم. وكان مستشفى كمال عدوان، أعلن قبل يومين عن توقف خدماته بشكل كامل نتيجة عدم توفر الوقود، وتعنت الاحتلال بعدم وصوله لمستشفيات شمال غزة. ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، خرجت 31 مستشفى عن الخدمة جراء القصف والتدمير والحرمان من الإمدادات الطبية والوقود والكهرباء من إجمالي 36، كما استهدفت 152 مؤسسة صحية جزئيًا. ويعيش قطاع عزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل برا وبحرا وجوا، ظروفا إنسانية غاية في الصعوبة، تصل إلى حد المجاعة. وبحسب برنامج الأغذية العالمية، فإن فرقه أبلغت أن المواطنين يعانون من "مستويات غير مسبوقة من اليأس"، بينما حذّرت الأممالمتحدة من أنّ 2.2 مليون شخص باتوا على شفا المجاعة. منظمة الأممالمتحدة للزراعة والأغذية "الفاو"، قالت إن مواطني غزة يعانون مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي الحاد والجوع، وأن الظروف في غزة تشبه المجاعة. وأوضحت أن جميع مواطني غزة البالغ عددهم نحو 2.2 مليون نسمة ينتمون إلى أحد مستويات الجوع الثلاثة، التي تتراوح ما بين حالة الطوارئ إلى الأزمة إلى الكارثة، وهي أوضاع لم تشهدها "الفاو" من قبل في أي بلد في أنحاء العالم، وما يثير القلق أن المزيد من الناس في غزة ينتقلون إلى مرحلة المجاعة، وما لا يقل عن 25% من سكان القطاع بلغوا أعلى مستويات تصنيف الجوع. وحذّرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف" من أنّ النقص المقلق في الغذاء وتزايد سوء التغذية والأمراض، قد يؤديان إلى "انفجار" في وفيات الأطفال في غزة.