كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن تنامي المخاوف لدى الولاياتالمتحدة بشأن نشر روسيا أسلحة نووية في الفضاء. وكانت وكالات المخابرات الأمريكية أفادت بأن روسيا تعمل على نوع جديد من الأسلحة الفضائية يمكن أن تهدد آلاف الأقمار الصناعية التي تبقي العالم متصلاً. وفي الأسابيع الأخيرة، حذرت الوكالات الأمريكية من احتمالية إقدام روسيا على وضع سلاح نووي حقيقي في الفضاء، وهو ما يشكل مصدر قلق لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. ويرى المسئولون الأمريكيون أنه إذا أقدمت روسيا على تلك الخطوة فهذا السلاح لن يتم تفجيره، لكنه سيكون بمثابة قنبلة موقوتة، واعتبرت أنه يمكن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حال تعرضه لضغوط شديدة من خلال العقوبات، أو المعارضة العسكرية لطموحاته في أوكرانيا أو خارجها، أن يدمر الاقتصادات دون استهداف البشر على الأرض، على حد قولها. إضافة إلى ذلك، يقول المسئولون الأمريكيون والمحللون إن أنظمة الاتصالات العالمية سوف تفشل، مما يجعل كل شيء من خدمات الطوارئ إلى الهواتف المحمولة إلى تنظيم المولدات والمضخات يتعطل. كما ينتشر الحطام الناتج عن الانفجار في جميع أنحاء المدار الأرضي المنخفض ويجعل الملاحة صعبة إن لم تكن مستحيلة بدءا من أقمار ستارلينك الصناعية، المستخدمة للاتصالات عبر الإنترنت، وحتى أقمار التجسس الصناعية. * تحذيرات أمريكية من الخطوة وأثار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن احتمال التحرك النووي الروسي، وذلك خلال اجتماع مع نظيريه الصيني والهندي على هامش مؤتمر ميونخ الأمني، الذي عقد خلال الأيام الماضية. ورأت الصحيفة أن رسالة بلينكن كانت صريحة، "أي تفجير نووي في الفضاء لن يؤدي إلى تدمير الأقمار الصناعية الأمريكية فحسب، بل أيضا تلك الموجودة في بكين ونيودلهي". وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان لها أمس، إن بلينكن خلال اجتماعاته "أكد على أن السعي للحصول على هذه القدرة يجب أن يكون مدعاة للقلق". ووفقا للصحيفة، لم يكن من الواضح مقدار المعلومات الاستخباراتية المتعلقة باختبارات الأقمار الصناعية الروسية لعام 2022، والتي شاركها بلينكن عندما التقى بنظيريه الصيني وانج يي، والهندي سوبرامانيام جيشانكار. وقال مسئولون أمريكيون إن بعض مسئولي المخابرات اعترضوا على مشاركة الكثير مما تعرفه الولاياتالمتحدة لأن تفاصيل البرنامج الروسي لا تزال سرية للغاية. لكن آخرين جادلوا بأن الولاياتالمتحدة بحاجة إلى مشاركة ما يكفي لإقناع الصين والهند بخطورة التهديد. وأضاف المسئولون أنه خلال اجتماعات ميونخ، كرر وانج عبارات الصين المعتادة حول أهمية الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي. من جانبه، قال النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا وعضو لجنة المخابرات بمجلس النواب مايكل والتز، "الاعتماد على أكبر خصم لنا لإيصال الرسائل إلى موسكو ليس ممارسة عظيمة، لكن في هذه الحالة، إذا كانت التقارير صحيحة، فسيكون للصين مصلحة خاصة في إيصال الرسالة". ويخشى المسئولون الأمريكيون أنه إذا نشر بوتين السلاح في مدار أرضي منخفض، أن يؤدي ذلك إلى أكثر من مجرد انتهاك معاهدة عام 1967، وهي واحدة من آخر معاهدات الحد من الأسلحة الرئيسية المتبقية التي لا تزال سارية. وأعرب مسئولو الإدارة الأمريكية عن مخاوفهم من أنه إذا انتهكت روسيا هذه الاتفاقية، فإن دولا أخرى، مثل كوريا الشمالية، قد تحذو حذوها. من ناحية أخرى، بالنسبة بوتين، فإن إطلاق سلاح نووي إلى الفضاء من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد مواجهته المتنامية مع الولاياتالمتحدة وأوروبا. وقال أحد كبار مسئولي الاستخبارات الأمريكية، إنه يعتقد أن روسيا تعمل على تطوير أسلحة نووية في الفضاء لأن بوتين يعتقد أن أياً من خصومه، بما في ذلك الولاياتالمتحدة، لن يخاطر بمواجهة مباشرة مع روسيا بشأن نشر قمر صناعي مسلح نوويا. وقال مسئول استخباراتي آخر، إن بوتين ربما يراهن على أن التهديد بحدوث انفجار نووي في الفضاء يختلف عن التهديد بتدمير لوس أنجلوس أو لندن. * روسيا ترد: افتراء ماكر موسكو، أعلنت، في وقت سابق، رفضها تحذيرا من واشنطن، ورد عن معلومات استخباراتية بشأن قدرات روسيا النووية الجديدة في الفضاء. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إنه لن يعلق على مضمون التقارير قبل أن يكشف البيت الأبيض عن التفاصيل، لكنه قال إن تحذير واشنطن "محاولة لدفع الكونجرس إلى الموافقة على تخصيص المزيد من الأموال"، في إشارة إلى المساعدات المخصصة لأوكرانيا. ونقلت وكالة تاس الروسية عن بيسكوف قوله: "من الواضح أن البيت الأبيض يحاول، بأي وسيلة، تشجيع الكونجرس على التصويت على مشروع قانون لتخصيص الأموال، وهذا واضح". وذكرت تاس أن نائب وزير الخارجية الروسي المسئول في موسكو عن الحد من الأسلحة، سيرجي ريابكوف، اتهم الولاياتالمتحدة "بالافتراء الماكر".