قراءة كتاب «الإنسانية تتشابه رؤية عربية للأمثال الكورية» للباحثة نيفين قديس تكشف فعلا أن الأمثال هى ما تتبقى من الشعوب. الأمثال الكورية تماما كما الأمثال المصرية لا تختلف عنها إذ إن خلاصة العقول واحدة. معروف أن الأمثال لغة عالمية قديمة، تجذب من يريد أن يعرف حكمة الناس سواء مصريين أو كوريين أو أمريكيين. ويتبدى هذا الانجذاب فى تلهف القراء على قراءة الموسوعة المهمة للكاتب الكبير أحمد باشا تيمور «الأمثال العامية المصرية». ولكن السؤال الذى يطرح نفسه: لماذا الاهتمام بالأمثال.. هل التشويق فقط هو العامل الجاذب لها أم شىء آخر؟. الإجابة تأتى فى تعريف أبى إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الفارابى للمثل: «هو ما تراضاه العامة والخاصة فى لفظه ومعناه، حتى تبادلوه فيما بينهم، وهو من أبلغ الحكمة؛ لأن الناس لا يجتمعون على ناقص أو مقصر فى الجودة». تحاول الباحثة فى كتابها الصادر عن دار أكتب للنشر الكشف عن مدى الترابط والتشابه بين الكثير من الأمثال الكورية وما يماثلها فى الثقافة المصرية وأمثالها، فمثلا المثل الكورى «الحديد يأكل الحديد والنار تأكل النار» يقابله «لا يفل الحديد إلا الحديد»، أو المثل «يوجد خنجر فى الابتسامة» والذى يقابله «فى الوش مراية وفى القفا سلاية». ورغم هذا التقارب الذى تحاول الكاتبة أن تؤكده خلال 200 صفحة من القطع المتوسط إلا أن هناك بعض الأمثال الكورية لا يقاربها مثلا فى الثقافة المصرية، من ذلك المثل «حتى الأشباح تستطيع القراءة»، وتعلق على ذلك الباحثة فتقول: «بالرغم من غرابة المثل إلا أنه يشجع على القراءة التى لا يستطيع مخلوق مهما كان الجهل بها».