واجه المذيع الأمريكي تاكر كارلسون، موجة من الغضب في الأوساط الأمريكية، بعد إجرائه حوارا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي أذيع، مساء أمس عبر المنصة الخاصة بالمذيع الأمريكي. وقال البيت الأبيض: "إنّ هذه المقابلة الجديدة مع بوتين، لم تكن ضرورية لكي يدرك الشعب الأمريكي وحشية الرئيس الروسي"، على حد وصفهم. وقال الكرملين، إن بوتين وافق على إجراء المقابلة مع كارلسون، لأن النهج الذي يتبعه مذيع "فوكس نيوز" السابق يختلف عن التغطية "أحادية الجانب" للصراع في أوكرانيا التي تتبعها العديد من وسائل الإعلام الغربية. ولم يجر الرئيس الروسي، أية مقابلات مع وسيلة إعلام غربية منذ بدء عمليته العسكرية على أوكرانيا في فبراير 2022. وقال كارلسون، عبر منصة إكس، إنه يقابل بوتين "لأن هذا واجبنا، نحن في مجال الصحافة، واجبنا هو إطلاع الناس، في حين أن وسائل الإعلام الغربية قامت ب"العديد من المقابلات" مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لم يهتم صحفي غربي واحد بمقابلة رئيس البلد الآخر المتورط في هذا الصراع". وأضاف أن "معظم الأمريكيين ليس لديهم أية فكرة عن سبب غزو بوتين لأوكرانيا أو ما هي أهدافه الآن، لم يسمعوا صوته أبدًا، هذا خطأ". • لا علاقة له بالصحافة وردت الصحفية والمؤرخة الأمريكية آن آبلبوم، على تبرير كارلسون، على منصة إكس: "لقد قام العديد من الصحفيين بمقابلة بوتين، الذي تحظى كلماته بتغطية على نطاق واسع"، لكنها أردفت: "مقابلة كارلسون مختلفة لأنه ليس صحفيًا، بل هو مروج، لديه تاريخ في مساعدة الديكتاتوريين في إخفاء الفساد". • مذيع ترامب المفضل تاكر كارلسون، هو مذيع ومحلل أمريكي، يحظى بشعبية واسعة في الولاياتالمتحدة، كشخصية مثيرة للجدل، حيث طردته قناة "فوكس نيوز" قبل بضعة أشهر، فانتقل إلى تقديم برنامج يبثّه على موقعه الإلكتروني وعلى منصة إكس، تويتر سابقا، وفق ما نقلت فضائية "الجزيرة" القطرية. وكارلسون يعد أيضا ناقد رأي، وكاتب عمود، وصحفي ومعلق سياسي محافظ، خلال ظهوره التلفزيوني وكتاباته، كان له تأثير غير عادي على الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، الذي كان مشاهدا منتظما لبرنامجه. • هزيمتنا مستحيلة واستمرت المقابلة لمدة قاربت الساعتين، ومن أبرز ما جاء بها، ما قاله الرئيس بوتين، بأن هناك أصوات تدعو إلى إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ساحة المعركة، لكن الآن يبدو أنهم يدركون أنّ هذا أمر صعب تحقيقه، بل إنّه مستحيل برأيي، هذا الأمر مستحيل بحكم التعريف لن يحدث أبدا، ويبدو لي أنّ مَن هم في السلطة في الغرب يدركون الآن ذلك أيضا. • روسيا في الناتو ولفت بوتين، إلى أن روسيا كان بإمكانها الانضمام إلى "الناتو" تحت قيادته، لكن انفتاحه على هذه الفكرة قوبلت بالرفض من قِبَل الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون. • حرب الدعائية الأمريكية وقال بوتين، إنه من الصعب الانتصار في الحرب الدعائية على الولاياتالمتحدة فهي تسيطر على جميع وسائل الإعلام في العالم، مؤكدا أن بلاده لا ترفض المفاوضات، لكن أوكرانيا تنفذ ما تطلبه الولاياتالمتحدة وهي غير مستعدة لإنهاء الحرب. • وجود بايدن أو ترامب لن يغير من علاقتنا مع أمريكا كما أكد الرئيس الروسي، أن انتخاب رئيس أمريكي جديد، في نوفمبر المقبل، يرجَّح أن يضع الجمهوري دونالد ترمب في مواجهة الديمقراطي جو بايدن، لن يغيّر العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا، مشيرا إلى إنها ليست مسألة مَن هو الزعيم، أو مسألة شخصية ترتبط بشخص محدد. • الصحافة الغربية: بوتين سيطر على اللقاء ولاقت المقابلة أصداء وردود فعل غاضبة في الصحافة الغربية؛ إذ أشارت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، إلى أن كارلسون لم ينفق الكثير من الوقت في الرد على ادعاءات بوتين أو تحدي قراره بغزو أوكرانيا في المقام الأول، معتبرة أنه "ربما كان من المناسب إذن أن يكون بوتين هو من أنهى المقابلة". فيما رأت الإذاعة العامة الأمريكية، أن بوتين هيمن على المقابلة بتعليقات جانبية خطابية طويلة اعتمدت على نقاط حوار دعائية للزعم بأن حق روسيا في شرق أوكرانيا يمتد لقرون من الزمن، مشيرة إلى أن كارلسون لم يضغط بشكل خاص على بوتين بشأن أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقه ولمفوض رعاية الأطفال التابع له بتهمة ارتكاب جرائم حرب.