أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل عن موافقة دول التكتل ال27 كلها الخميس الماضي، على حزمة دعم إضافية لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو (54 مليار دولار) على مدار أربع سنوات، في وقت ما زالت فيه محاولات الإدارة الأمريكية لتمرير مساعدات جديدة لكييف متعثرة في الكونجرس بسبب موقف الجمهوريين. وتأتي هذه الأخبار السارة بالنسبة إلى كييف، في وقت لم تتمكن فيه من تحقيق اختراق عسكري بهجومها المضاد الذي شنته لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، فهل ستؤثر حزمة المساعدات الأوروبية لأوكرانيا على مسار الحرب؟ وما مصير المساعدات الأمريكية؟ * استقرار اقتصاد ممزق يرى مدير مركز أوروبا بالمجلس الأطلنطي (مركز بحثي مقره واشنطن)، يورن فليك، أن موافقة المجلس الأوروبي على المساعدات لأوكرانيا رغم أنها تأتي متأخرة عدة أشهر، إلا أنها ستؤدي إلى استقرار الخدمات الحكومية في أوكرانيا واقتصادها الذي مزقته الحرب. وعلى الرغم من تأخر الأوروبيين في ظل الموقف المتعنت لفيكتور أوربان (رئيس الوزراء المجري)، فإن هذا الاتفاق يعزز مكانة الاتحاد الأوروبي باعتباره الداعم الرئيسي لأوكرانيا، على حد قول فليك. وأضاف أن هذا الاتفاق إشارة مهمة لواشنطن بأن أوروبا تكثف جهودها وأنها تقف إلى جانب أوكرانيا على المدى الطويل. من جانبه، قال ألكسندر كوالينا الباحث في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلنطي، إن الحزمة البالغة قيمتها خمسين مليار يورو ستوفر دعم الأداء اليومي لأوكرانيا التي لا تزال تتعرض لهجوم مستمر من الصواريخ الروسية والهجمات السيبرانية والعمليات العسكرية واسعة النطاق. وأضاف كوالينا أنه رغم الحاجة الماسة إلى هذه الحزمة، إلا أن المساعدات المستمرة لأوكرانيا "لم تنته بعد". *ترحيب أوكراني رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالاتفاق قائلا: "من المهم جدا أن القرار اتخذ من قبل كل القادة ال27، ما يثبت مرة جديدة الوحدة القوية للاتحاد الأوروبي". وأضاف زيلينسكي في بيان نشر على منصات التواصل بأن حزمة المساعدات هذه "ستعزز الاستقرار الاقتصادي والمالي على المدى الطويل" في البلاد. ورأى أن الاتفاق يشكل "دليلا على تضامن ووحدة" الاتحاد الأوروبي وشكر الدول الأعضاء على تصويتها. *مصير المساعدات الأمريكية من جانبه، قال أندرو دانييري وهو زميل مقيم في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلنطي، إن مساعدات الاتحاد الأوروبي تشكل أهمية بالغة، ولكن المساعدات الأمريكيةلأوكرانيا تمثل ضرورة أساسية لوقف روسيا. وأمس، أعلن أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي عن نص اتفاق طال انتظاره من شأنه أن يفرج عن مساعدات جديدة بمليارات الدولارات لأوكرانيا وإسرائيل مقابل تشديد إجراءات حماية الحدود الأمريكية، رغم أن احتمالات إقراره غير واضحة. وينص ما يسمى بالتشريع المكمّل للأمن القومي على توفير تمويل إجمالي بقيمة 118.3 مليار دولار، بينها 60 مليارا مخصصة لدعم أوكرانيا، وهو ما يتوافق مع مطلب البيت الأبيض، إضافة إلى مساعدة أمنية تبلغ 14.1 مليار دولار لإسرائيل، وذلك وفقا لملخص صادر عن رئيسة لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ باتي موراي.