بعد مرور 75 يومًا من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، بدأت دولة الاحتلال تواجه ضغوطا متزايدة من حلفائها بشأن عدوانها المستمر على القطاع، حيث انتقدت الولاياتالمتحدة، الداعم الرئيسي لها، ما وصفته ب"القصف العشوائي" الذي يؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين. فيما تغيرت مواقف دول عديدة من حلفائها، فبعدما كانوا يدعمونها فيما أسموه ب"حقها في الدفاع عن نفسها" ضد المقاومة الفلسطينية، تغيرت مواقف أكبر 3 دول أوروبية وهي "بريطانيا وألمانيا وفرنسا"، والتي غيرت من لهجتها تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة. وأكدت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير لها، أن هناك تحولا واضحا في لهجة حكومة المملكة المتحدة، حيث قالت في بيان لها: "إن إسرائيل لن تنتصر في هذه الحرب إذا دمرت عملياتها احتمالات التعايش السلمي مع الفلسطينيين، لقد قُتل عدد كبير جدًا من المدنيين". وأكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك على "الحاجة العاجلة" لتحقيق "وقف دائم لإطلاق النار" في غزة، حيث أكدا أن "عددا كبيرا جدا من المدنيين قتلوا في هذه الحرب"، وطالبا دولة الاحتلال بإنهاء عمليتها العسكرية ضد حماس بشكل سريع و"دائم" أيضا. فيما طالبت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان أيضا، بعقد هدنة إنسانية فورية ومستدامة في قطاع غزة. من جهتهم، طالب رؤساء وزراء إسبانيا وبلجيكا وأيرلندا ومالطا، اليوم الأحد، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال، باتخاذ الاتحاد موقفًا واضحًا بشأن الأوضاع في غزة، يتضمن الدعوة بشكل مشترك إلى وقف دائم لإطلاق النار لأسباب إنسانية ينهي الصراع. وقبلها، ندد رئيسا وزراء إسبانيا وبلجيكا، بالحرب المدمرة على قطاع غزة، وحثا تل أبيب والمجتمع الدولي على الاعتراف بدولة فلسطين، لكن هل قد نرى إسرائيل وهي تخسر جميع حلفائها بسبب عدوانها على غزة؟ قالت الدكتورة انتصار محمد، الكاتبة والباحثة في الشأن السياسي، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، نافية أن الكيان الصهيوني حتى وإن خسر الدعم الأوروبي له فلم ولن يخسر الولاياتالمتحدةالأمريكية، بسبب المصالح المتبادلة بينهما، مؤكدة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، تعتبر أن دولة الاحتلال هي الحليف الاستراتيجي الأول لها، والأخير في المنطقة العربية. وأضافت في تصريحات ل "الشروق" أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لها مصالح سياسية واقتصادية في المنطقة العربية، مشيرة إلى أنها في الوقت ذاته تعتبر أن إسرائيل هي الدولة القادرة على حماية مصالحها في المنطقة العربية. وأكدت أن الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ وعد بلفور حتى الآن مرورا بكل الرؤساء الأمريكان جميعهم اعترف بدولة إسرائيل وكانوا يدعمونها، وكانت دائما وأبدا مهما اختلفت الفلسفة والسياسة في البيت الأبيض إلا أن توجهاتها تجاه إسرائيل كانت دائما واضحة وصريحة، متابعة: "الولاياتالمتحدة مع إسرائيل قلبا وقالبا، تدعم إسرائيل في المنطقة العربية. هي حليفها الاستراتيجي". وتابعت أستاذة العلوم السياسية: "لذا فموقف الولاياتالمتحدةالأمريكية والبيت الأبيض، لن يتغير تجاه إسرائيل، مهما طالت الحرب أو قصرت". وعن الدول الأوروبية، قالت إن مواقف معظم الدول الأوروبية ولهجتها تجاه إسرائيل تغير تماما، وهو ما قد ينتج عنه تذبذب واضطرابات في العلاقات الدبلوماسية والسياسية، متابعة: "كما شاهدنا سحب السفراء"، مؤكدة أن هذه الاضطرابات في العلاقات قد لا تكون طويلة الأمد أيضا. وحول تأثير مواقف الدول الأوروبية على العلاقات بينها وبين دولة الاحتلال في المستقبل، قالت إن العلاقات ما بين الدول وبعضها علاقات متباينة، تتفاوت من فترات لفترات، موضحة أن تغير مواقف الدول الأوروبية سيؤثر على العلاقات الدبلوماسية ولكن لفترة من الفترات. وأوضحت أستاذ العلوم السياسية، أن ما قد يؤثر على علاقات إسرائيل بالدول الأوروبية والحليفة للولايات المتحدة، سيكون متغير وحيد وهو اعتراف هذه الدول بالدولة الفلسطينية ومطالبتهم بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية، فقبل ذلك، لم تكن هذه الدول تعترف بالدولة الفلسطينية، لكن أصبح هناك متغير ومتغير أساسي وهو اعترافهم جميعا بدولة فلسطين.