توجه الرئيس الصيني هو جين تاو جوا إلى مقاطعة يوشو النائية والتي تعرضت لدمار، للتعجيل بتوزيع مواد الإغاثة اليوم الأحد، فيما أحرق الرهبان البوذيون في التبت جثامين ضحايا زلزال أودى بحياة 1500 شخص تقريبا. وتوالت مئات الشاحنات العسكرية والتي انضمت إليها قوافل إغاثة نظمتها جماعات إغاثة خاصة عبر مسافة 1000 كيلومتر من العاصمة الإقليمية إلى جيجو مقر المقاطعة، حيث يعد الناجون هناك في أمس الحاجة إلى غذاء ومأوى. وفي قرية توانجيه قرب جيجو وزع عاملون في مجال الإغاثة أغطية على الدير المحلي، لكن تردد أن الارتفاع الكبير للمكان يحد من قدرتهم على الإسراع بتوصيل الغذاء. وقال هي تشانلو قائد فريق لتوزيع المساعدات بالقرية: "لم نشهد قط زلزالا كبيرا مثل هذا من قبل، ولذا فهذا أمر غير متوقع تماما بالنسبة لنا ولم نكن مستعدين، وإضافة إلى هذا تصلنا الآن المساعدات قادمة من جميع أنحاء البلاد، ولذلك تمثل ظروف حركة المرور على الطريق مشكلة في الإمدادات". وأقامت بعض المنظمات غير الحكومية منافذ توزيع خارج جيجو لتجنب عمليات النهب والقتال على الغذاء التي وقعت في البلدة. وجلب أفراد عائلات مزيدا من الجثث الملفوفة إلى مئات الرهبان البوذيين الذين يرددون ترانيم، ويقدر هؤلاء الرهبان -والكثير منهم جاء على متن شاحنات صغيرة من مناطق أخرى في إقليم التبت- أنهم أحرقوا أكثر من 1000 جثة على سفح تل يكسوه العشب قرب جيجو. وأجبرهم هذا العدد المتزايد على التخلي عن مراسم "الدفن السماوي" التقليدي والتي يترك فيها جثث الموتى للنسور لتتناول الطعام. ويتحرك السكان وفرق الإنقاذ بين حطام المنازل المنهارة بحثا عن أي قتلى وأجزاء وقطع قد تجعل الحياة للذين يعيشون في خيام أو في العراء البارد أيسر قليلا. وقال دونج تشو، وهو من سكان التبت وكان يمشط بقايا منزله المنهار أمس السبت بحثا عن أي شيء صالح للاستعمال: "مشكلتنا الأولى هي أنه لا توجد خيام كافية، وأن عددا كثير جدا من التي تصل تذهب إلى أشخاص يحظون بنفوذ". وتعني الظروف القاسية على هضبة التبت، حيث تقع جيجو على ارتفاع نحو 4000 متر فوق مستوى سطح البحر وتصل درجات الحرارة بها إلى أقل من درجة التجمد خلال الليل وتهب رياحا قوية باستمرار، أن هناك حاجة عاجلة لإعادة الأعمار. وقال دونج تشو "عندما يحل الشتاء هنا سيكون باردا وعاصفا للغاية"، وقال: "لا يمكنني أن أتخيل كيف سيبدو العيش هنا في خيمة صغيرة عندما يحل الشتاء". وقال تسو مينج المسئول بوزارة الشؤون المدنية إن التبرعات القادمة من الأقاليم بلغت 225 مليون يوان (32.97 مليون دولار). وقال للصحفيين: "في الوقت الراهن، الإمدادات التي أرسلت تكفي لضمان وجود أشخاص هناك لديهم مأوى وغذاء ومياه، وبالطبع هناك نقص ومازال يجري نقل الكثير من المستلزمات". وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن طلابا من التبت في مدن إقليمية تطوعوا للترجمة في المستشفيات، حيث لا يتمكن المصابون من التواصل مع الأطباء الصينيين. يذكر أن الرئيس الصيني هو جين تاو اختصر زيارة له إلى أمريكا الجنوبية من أجل التوجه إلى منطقة الكارثة، واستفسر الزعيم الروحي للتبت الدلاي لاما من بكين أمس السبت عما إذا كان يمكنه زيارة الموقع لمواساة الضحايا. ولم يعد الدلاي لاما إلى الصين منذ فراره من التبت في عام 1959 عقب انتفاضة فاشلة ومن غير المرجح أن يحصل على تصريح بالذهاب إلى هناك.