استضاف اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية برئاسة الإعلامى أحمد المسلمانى الأمين العام، ندوة للسفير نبيل فهمى وزير الخارجية السابق، بعنوان «الحرب والسلام فى الشرق الأوسط 2024» وذلك بقاعة نجيب محفوظ فى جاردن سيتى. بدأ السفير نبيل فهمى حديثه عن إبراز أهمية مصر ودورها فى العالم، مؤكدا أنه لا يمكن فصل الوضع الدولى عن الوضع الإقليمى، وأن مركزها المهم فى القارة الإفريقية له اعتبارات قائمة لا يمكن أن نهملها،وأن هذه المكانة مع الوضع الاقتصادى وأن الكثير من احتياجات البلاد تأتى من الخارج فبالتالى ليس هناك فرصة أو مساحة لركود سياسى فى الوقت الحالى. وأضاف فهمى أنه بسبب مكانة مصر جميع الأحداث التى تحدث فى العالم تؤثر فيها بشكل كبير، لذلك إذا كان هناك ضرر من أى نوع يجب أن تتجنبه وأن تؤثر فيه إذا استطاعت، وعلى سبيل المثال فى ذلك الحرب القائمة بين أوكرانيا وروسيا، فكانت تجمع مصر بالبلدين علاقة جيدة وقوية لذلك هى حافظت على الدور المتوزان ومحاولاتها فى تسوية النزاعات بالطرق السلمية. وأوضح فهمى أن العالم يواجه تحديات غير مسبوقة بسبب سعى الدول للتطور والإصلاحات مما أدى إلى توترات قائمة بين القوى الكبرى بالعالم، والتى تفاقمت بسبب الخطاب اللاذع والافتقار إلى حوار متوازن فيما بينها، وعلى سبيل المثال العلاقة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين. وأكد فهمى أن إسرائيل ودول الغرب غير جادة فى التفاوض بخصوص الشأن الفلسطينى، والرئيس الأمريكى جو بايدن أيضا ليس متوقعا منه استثمار بنود سياسية للوصول إلى حل بشأن القضية الفلسطينية. وتطرق السفير نبيل فهمى إلى العدوان الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، ودور مصر فيها خاصة أنه تربطهما حدود وعلاقات قوية، مشيرا إلى أن مصر قدمت دعما سياسيا وأيضا إنسانيا كبيرا تجاوز السلطات، فالشارع المصرى بأكمله يهتم بالقضية الفلسطينة ويحاول تقديم المساعدات بالطرق المختلفة وإن كانت بسيطة. وأوضح نبيل فهمى أن ما يجرى فى فلسطين حاليا هو قصف متعمد على غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلى الذى لديه شعور عالٍ من «العجرفة» وأنه قادر على فعل ما يريده وحتى إن كان قتلًا للمدنيين الأبرياء دون محاسبة وبالطبع يأتى ذلك الشعور نتيجة إهمال وتراخى المجتمع الدولى فى التعامل مع الحق الفلسطينى والقضية الفلسطينية. وعن رأيه فى تبادل الأسرى الذى تم بين «حماس» وإسرائيل، أوضح فهمى أن هذا التفاوض سيشهد صعوبة فى الفترة المقبلة؛ لأن حماس أطلقت سراح الأطفال والنساء، وتبقى لديها من الأسرى الإسرائيليين عسكريين فقط، وهنا يأتى طرح سؤال هام وهو هل ستوافق إسرائيل على الإفراج الكامل عن كل الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن رهائنها العسكريين؟ مؤكدا أن هذا لن يتم بسهولة وستتبع إسرائيل أساليب المرواغة المعتادة. وقال فهمى، إن الوضع حاليا ليس إسرائيل فى مقابل حماس، لأن إسرائيل تتجاوز كل القوانين الدولية، وترتكب كل الجرائم المحظورة فى القانون الدولى. وأكد فهمى أنه بجانب الحلول السياسية يجب الالتفات للقوة الناعمة فى إلقاء وتوجيه الأنظار نحو القضية الفلسطينة، وما يحدث من جرائم ضد القوانين فيها من جانب الاحتلال الإسرائيلى، لأنها أصبحت تمتلك صوتا قويا يوازى الصوت السياسى ويؤثر بشكل كبير على اتخاذ القرارات. يذكر أن نبيل فهمى هو وزير خارجية مصر السابق، والعميد المؤسس لكلية الشئون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، صدر له عن دار الشروق الكتاب القيم «فى قلب الأحداث.. الدبلوماسية المصرية فى الحرب والسلام وسنوات التغيير». يستعرض فيه نصف قرن من الأحداث الدولية والإقليمية والوطنية تابعها نبيل فهمى عن قرب؛ بصفته مواطنًا طموحًا وشاهدًا مباشرًا وممارسًا دبلوماسيًا ومسئولًا سياسيًّا. ويكشف تفاصيل نشأة نبيل فهمى؛ نظرًا إلى كونه نجلًا لدبلوماسى مخضرم ووزير خارجية مرموقًا فى لحظات حرجة من تاريخ الأمة، ثم عضوًا فى مكتب رئيس الجمهورية للاتصالات، ودبلوماسيًّا فى بعثات وسفارات مصرية عديدة، ومستشارًا سياسيًّا لوزير الخارجية، ثم سفيرًا لمصر فى اليابانوالولاياتالمتحدة، ووزيرًا للخارجية.