يدخل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة شهره الثالث مع ارتفاع عدد الشهداء ليتجاوز 16 ألف شهيد، في حصيلة غير نهائية، منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي، إثر عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد مستوطنات غلاف غزة. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن القصف الإسرائيلي على شمال قطاع غزة أدى لتحويل أحياء بأكملها إلى غبار، مؤكدة أن استئناف القتال والغارات الجوية المكثفة على جنوب القطاع بعد توقف دام أسبوعًا، قد يعني أن المزيد من الأراضي قد تواجه نفس المصير. وأشارت الصحيفة، إلى أن السكن في أجزاء من قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، يمكن أن يكون خطيرا لفترة طويلة. وقال تشارلز بيرش، الباحث في شئون الشرق الأوسط، إن التلوث سيكون لا يصدق، بسبب وجود مئات، إن لم يكن الآلاف، من الذخائر غير المنفجرة، بدءا من الصواريخ بدائية الصنع التي صنعتها المقاومة إلى الذخائر عالية التقنية "التي قدمتها الولاياتالمتحدة لإسرائيل". وأضاف بيرش، "سيكون التلوث لا يصدق، مثل الحرب العالمية الثانية". وأكد بيرش، أن الأمر سيكلف عشرات الملايين من الدولارات، وسيستغرق الأمر سنوات عديدة لجعل القطاع بأكمله آمن. وبحسب وزارة الصحة في غزة، شرد العدوان الإسرائيلي ما يقدر بنحو 80% من سكانها إلى جانب 3% استشهدوا أو أصيبوا، وكانت غالبية الضحايا من النساء والأطفال، في حصيلة شهداء تخطت ال16 ألفا، كما تم تسوية المباني بالأرض أو جعلها غير سليمة من الناحية الهيكلية، وتم تدمير البنية التحتية، بما في ذلك المياه والصرف الصحي. ولفتت الصحيفة، في تقريرها، إلى أن العديد من الأسلحة التي يقول المحللون إنها استخدمت في غزة، بما في ذلك الفسفور الأبيض الحارق، يمكن أن تتسرب إلى إمدادات المياه، في الوقت الذي يبقى فيه السؤال عمن سيكون لديه السلطة أو الموارد لإعادة بناء القطاع المدمر دون إجابة. - ذخائر موقوتة وأردفت الصحيفة في تقريرها، أن الذخائر غير المنفجرة في القطاع هي الأكثر تهديدا، حتى في أوقات السلام النسبي في غزة، فإن القنابل المتبقية من جولات القتال السابقة تقتل بانتظام، حتى تحولت المشكلة للأسوأ بشكل كبير، مع زيادة عدم استقرار تلك المتفجرات. وتعتبر الذخائر غير المنفجرة إرثا طويل الأمد من الحرب؛ مما يشكل مخاطر على المدنيين لأجيال عديدة، وتتشابه بعض الذخائر الموقوتة في قطاع غزة مع الألغام الأرضية المنتشرة في أنحاء أوكرانيا بعد الحرب الروسية الأوكرانية، التي من المفترض أن تظل خاملة، لكن بعضها الآخر يكون نتيجة الفشل في التفجير. فيما لا تزال قنابل الحرب العالمية الثانية موجودة تحت الأرض في أوروبا، مما أدى لعمليات الإجلاء. - واحد من كل 10 ذخائر لا تنفجر تقول دائرة الأممالمتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، ومجموعات خبراء أخرى، إنه بشكل عام واحدة من كل 10 ذخائر لا تنفجر، على الرغم من أن الرقم يختلف بشكل كبير حسب نوع السلاح، ويمكن أن يكون أقل بكثير في بعض الذخائر الحديثة، ويتأثر بعوامل تشمل طول وظروف التخزين والطقس والهدف. وأضاف جيمس كوان، الذي يقود منظمة "HALO Trust"، غير الربحية التي تعمل على إزالة الألغام، "ستكون هناك معدلات فشل أعلى في المناطق الحضرية لأن الكثير من أنواع الذخيرة ستهبط بسلاسة من خلال الأسقف، أو من عدة طوابق". - غزة تشبه الموصل العراقية لكن أكثر تعقيدا تابعت الصحيفة، أن الوضع في غزة أصبح يشبه إلى حد ما الوضع في مدينة الموصل العراقية، في أعقاب معركة تحريرها من تنظيم داعش في عام 2017. ففي عام 2021، قالت دائرة الأممالمتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، إنها أزالت أكثر من 1200 ذخيرة من تلكيف، وهي منطقة تقع شمال الموصل. لكن غزة قد تكون أكثر تعقيدا، حيث يقول سايمون إلمونت، خبير إزالة الألغام في منظمة "الإنسانية والشمول" غير الربحية، والذي عمل في الموصل والمدن الأخرى التي تم استعادتها من تنظيم داعش، إن غزة ستكون غير صالحة للسكن إلى حد كبير بينما تستمر عمليات التطهير.