كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية عن مخططات للاحتلال الإسرائيلي لاغتيال شخصيات من الأسماء البارزة من كبار قادة فصائل المقاومة الفلسطينية، وهم يحيى السنوار، ومروان عيسى، ومحمد الضيف. وبحسب تصريحات مسئولين أمريكيين لرويترز، فإن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ترى أن القضاء على قادة حماس هدف قابل للتحقيق بالنسبة لإسرائيل أكثر بكثير من هدفها المعلن، وهو القضاء على الحركة بالكامل. ويعد القيادي بالمقاومة الفلسطينة محمد الضيف، صاحب إسهام كبير في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، والتي يعتبرها عمرو موسى، الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، أنها محطة مثلت هزيمة استراتيجية كبيرة للاحتلال الإسرائيلي. وصار اسم الضيف مقترناً بهتافات المحتجين ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن أبرزها: "حط السيف قبال السيف إحنا رجال محمد ضيف". ونستعرض في التقرير التالي أبرز المعلومات وملامح من حياة محمد الضيف وتاريخه بالمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي: - مخيم خان يونس.. معاناة مبكرة ونشرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية تقريراً جاء بين أجزائه الحياة المبكرة للضيف، حيث وُلِد عام 1965 لأسرة فلسطينية لاجئة من بلدة القبيبة، واستقرت في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، ونشأ محمد في أسرة فقيرة للغاية، واضطر لترك الدراسة مؤقتاً لإعانة أسرته، وقد عمل مع والده في الغزل والتنجيد، وبعدها أنشأ مزرعة صغيرة للدواجن. - العائدون.. نشاط فني بالحياة الجامعية وخلال سنوات دراسته بالجامعة الإسلامية في غزة، بدت اهتمامات فنية وثقافية لدى الضيف، وأسس فرقة العائدون لفنية الإسلامية، وكانت تعني بشئون المسرح، وعرف عن الضيف ولعه بالتمثيل، فقد أدى عدة أدوار مسرحية، ومن بينها شخصيات تاريخية. - لماذا سمّي بالضيف؟ لا يعد لقب الضيف من بين الأسماء المتصلة بنسب عائلته، بل من الأسماء الحركية التي اكتسبها مع أسلوبه ونشاطه بالمقاومة الفلسطينية، لا يبقى في مكان واحد لأكثر من ليلة واحدة ويبيت كل مرة في بيت جديد، ويمحي بشكل منهجي كل آثاره ويتقن فن التنكر، وفقاً لما قاله الدكتور جاكوب إريكسون، المتخصص في الصراع العربي الإسرائيلي بجامعة يورك. - رفيق يحيى عيّاش ومع انضمامه للمقاومة الفلسطينة في الثمانينيات كان الضيف مقرباً من القيادي يحيى عياش الذي كان يلقب ب"المهندس" لدوره الكبير في التخطيط للعمليات ضد الاحتلال الإسرئيلي. وعن اغتيال عيّاش في 1996، خلفه الضيف في مهامه، ومع هذا النفوذ المتعاظم داخل الحركة الإسلامية قادتها إلى تعيينه على رأس ذراعها العسكري في 2002، وكان أول شيء قام به القائد الجديد لكتائب القسام هو استخلاص الدروس من الانتفاضة الثانية في بداية الألفية الثالثة. وتقول فرنسا 24، أن الضيف مهندس بناء الأنفاق التي سمحت لمقاتلي حماس بإطلاق اختراقات في الداخل الإسرائيلي انطلاقا من غزة، وكان أيضا ممن عززوا استراتيجية إطلاق عدد أكبر من الصواريخ. - طوفان الأقصى وصدر البيان الأول لعملية طوفان القصى بصوت الضيف، وقال به: "نعلن بدء عملية طوفان الأقصى، ونعلن أن الضربة الأولى والتي استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية قد تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة". - محاولات عديدة ولم تطله يد الاحتلال وتعرض لأول محاولة اغتيال في 2001 لكنه نجا، وبعد سنة واحدة جرت محاولة ثانية عندما أطلقت مروحية "أباتشي" صاروخين نحو مركبة الضيف، في 2003 حاولت طائرة إسرائيلية اغتيال الضيف وبعض قادة "حماس" في منزل بمدينة غزة؛ لكن الصاروخ أصاب الطابق الخطأ، وبعد 3 سنوات في 2006 أصاب صاروخ شديد الانفجار منزلاً كان الضيف يجتمع فيه مع قادة "القسام"، ومرة أخرى نجا الضيف؛ لكن إسرائيل قالت إنه أصيب بجروح بالغة، وفقاً للشرق الأوسط اللندنية. وفي عام 2014 وخلال الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، واستمرت أكثر من 50 يوماً أخفق الجيش الإسرائيلي في اغتيال الضيف أيضاً، إلا أنه قتل زوجته واثنين من أطفاله، بالإضافة إلى 15 آخرين، ودمر المنطقة المستهدفة بالكامل.