قال انتشال التميمي، مدير مهرجان الجونة السينمائي، إن برنامج الدورة السادسة الذي تم الإعلان عنه سيظل كما هو دون تغيير، في الدورة الاستثنائية التي من المقرر إقامتها خلال الفترة من 14 ديسمبر وحتى 21 من الشهر نفسه. وعن موقف الفيلم السوداني "وداعا جوليا" إخراج محمد كردفاني، من المشاركة في المسابقة الرسمية بعد عرضه جماهيريا في مصر، قال "التميمي"، إن الإدارة الفنية للمهرجان قررت بالإجماع الإبقاء على الفيلم كما هو في المسابقة، مشيرا إلى أن هذا استثناء سيكون لهذا الفيلم فقط في هذه الدورة الاستثنائية، تقديرا للفيلم وصناعه الذين اختاروا من البداية أن يكون "الجونة" خيارهم الأول في منطقة الشرق الأوسط، ولكن بسبب ظروف الحرب على غزة تم تأجيل موعد المهرجان، حتى جاء موعد عرضه الجماهيري، وبالتالي لم يكن هناك أي إخلال ببنود الاتفاق من صناع الفيلم لكي نستبعده من المشاركة. يذكر أن مهرجان الجونة كان من المقرر إقامته في 13 أكتوبر الماضي، وتم تأجيله موعده بسبب الحرب على غزة إلى 27 أكتوبر، ثم تم تأجيل موعده مره أخرى ولكن هذه المرة دون تحديد موعد جديد، مع إعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني، وتعاطفه مع أهل غزة، والتبرع بمبلغ قيمته 5 ملايين جنيه مصري، لدعم جهود الإغاثة الإنسانية لأهالي غزة، بالتعاون مع مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية والهلال الأحمر المصري. ولكن قبل أيام، ومع بداية الهدنة الإنسانية في غزة، كانت المفاجأة، بالإعلان عن عودة المهرجان مرة أخرى في دورة استثنائية، تنطلق 14 ديسمبر المقبل، بعد إضافة برنامج مُهدى إلى السينما الفلسطينية، إلى جانب برنامج المهرجان الذي أُعلن عنه مسبقا، ليتضمن عرض مجموعة أفلام عن فلسطين بالتعاون مع مؤسسة الفيلم الفلسطيني، وذلك لإلقاء الضوء على الموقف الحالي والأوضاع غير الإنسانية في غزة، كما تقرر تنظيم عشاء لجمع التبرعات للمساعدات الإنسانية في غزة بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر المصري خلال فترة المهرجان، والذي سيقام دون أي مظاهر احتفالية تعبيرا عن تضامن إدارة مهرجان الجونة السينمائي مع الشعب الفلسطيني. يذكر أن مصر كانت المحطة الأولى برحلة الفيلم السوداني "وداعا جوليا"، حيث بدأ عرضه في أواخر أكتوبر الماضي، وبلغت إيراداته 2.5 مليون جنيه في أول 3 أسابيع عرض، متفوقا في أسبوعه الأول على العديد من الأفلام المصرية والأميركية الضخمة، ليسجل أعلى إيرادات لفيلم عربي في شباك التذاكر المصري، وأوروبيًا بدأت عروضه في فرنسا على أكثر من 50 شاشة في 21 مدينة في بداية شهر نوفمبر، كما يبدأ عرضه خليجيا بدءا من 7 ديسمبر المقبل، حيث تبدأ عروضه في السعودية والكويت وقطر وعمان والبحرين، بينما يُعرض في الإمارات العربية المتحدة ابتداءً من 14 ديسمبر. واكتسب الفيلم زخما في مشواره نحو الأوسكار، بعد إعلان النجمة لوبيتا نياونجوه الحائزة على جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم 12 Years a Slave، حيث أعلنت انضمامها لفريق عمل الفيلم كمنتجة منفذة، وهو ما يعد دعمًا مباشرًا منها للفيلم الذي يمثل السودان في النسخة ال96 من جوائز الأوسكار ضمن فئة أفضل فيلم روائي دولي 2024. بجوار هذا، تم اختيار الفيلم للمرحلة الأولى في التصويت لجائزة جولدن جلوب 2024 لأفضل فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية، والتي ستُعلن قائمتها القصيرة في شهر ديسمبر المقبل. تدور أحداث وداعًا جوليا في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب منى، المرأة الشمالية التي تعيش مع زوجها أكرم، بمقتل رجل جنوبي، ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا التي تبحث عنه، كخادمة في منزلها ومساعدتها سعيا للتطهر من الإحساس بالذنب. الفيلم من إخراج وتأليف محمد كردفاني، وبطولة الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال جنوب السودان السابقة سيران رياك ويشارك في بطولة الفيلم والممثل المخضرم نزار جمعة وقير دويني الذي اختارته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيرًا للنوايا الحسنة عن منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، وتصوير بيير دي فيليرز ومونتاج هبة عثمان، ومهندسة الصوت رنا عيد وتصميم أزياء محمد المر. وفي المهرجانات السينمائية وصلت حصيلة الفيلم إلى 15 جائزة، أحدثها جائزة الجمهور من مهرجان ليدز السينمائي الدولي، وجائزتين من مهرجان الفيلم المسلم الدولي في تورنتو؛ جائزة التفوق وجائزة أفضل تمثيل لبطلته إيمان يوسف. سجل جوائز الفيلم يضم أيضًا: جائزة الجمهور في مهرجان موسترا السينما العربية والمتوسطية في كتالونيا، وجائزة أفضل فيلم من مهرجان بلفاست السينمائي، وأفضل مخرج في عمل روائي أول، وأفضل ممثلة في عمل روائي أول من مهرجان قبرص السينمائي الدولي، وجائزة روجر إيبرت في مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، وجائزتين من مهرجان الحرب على الشاشة في فرنسا (جائزة الجمهور وجائزة الصحافة)، و3 جوائز في مهرجان Paysages de Cinéastes (جائزة لجنة تحكيم الصاعدين، وجائزة الجمهور، وجائزة لجنة تحكيم المرأة)، وجائزة أفضل فيلم إفريقي في حفل توزيع جوائز سبتيموس الدولية، وبدأ هذا المشوار من مهرجان كان السينمائي الذي استضاف عرضه العالمي الأول ضمن قسم نظرة ما، حيث فاز بجائزة الحرية. وكان وداعًا جوليا قد حصل على عرضه الأول في المملكة المتحدة في مهرجان لندن السينمائي، حيث نال إشادة كبيرة ونفدت جميع تذاكر عروضه قبل شهر من انطلاقة المهرجان. وقبلها شارك في مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي، ومهرجان ملبورن السينمائي الدولي.