- سلطات الاحتلال ترغب في تدمير البنية التحتية وشطب غزة من خارطة الجغرافيا - خطة التهجير فشلت بسبب تصدي الرئيس السيسي.. ولن أعود لشغل أي موقع قيادي - نحن باقون في غزة والقدس والضفة إلى أن تتخلى إسرائيل عن عقلية الاحتلال - نتنياهو بأنه «أكبر كذّاب» في تاريخ الشعب الإسرائيلي - بايدن مشارك في الحرب اعتبر القيادي الفلسطيني محمد دحلان، ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة بمثابة «تطهير عرقي منظم»، موضحًا أن سلطات الاحتلال ترغب في تدمير البنية التحتية، وشطب غزة من خارطة الجغرافيا، وقتل أكبر عدد ممكن من الشعب الفلسطيني؛ نساء وأطفالًا وشيوخًا، وإعلان المكان غير قابل للحياة. وخلال مقابلة مع الإعلامية هادلي جامبل لمجلة «تايم» الأمريكية، انتقد «دحلان» تصريحات بعض المسئولين الإسرائيليين الذين لم يكتفوا بالقتل بل دعوا إلى استخدام قنبلة نووية، ودعوة آخرين إلى إخراج كل الشعب الفلسطيني من غزة إلى سيناء؛ الخطة التي قال إنها فشلت بسبب تصدي الرئيس عبدالفتاح السيسي والشعب الفلسطيني لها. - اقتراح أفضل وقدّم ما وصفه ب«الاقتراح الأفضل للإسرائيليين»، قائلًا: «أنتم لا تستطيعون التعايش مع هذا الشعب، اختاروا مكانًا أفضل من المكان الذي تعيشون فيه، وأقترح عليهم بولندا وإيطاليا ودول أخرى أكثر راحة لهم.. نحن باقون في غزة والقدس والضفة إلى أن تتخلى إسرائيل عن عقلية الاحتلال». وأضاف: «قتلوا ياسر عرفات وادعوا أنه إرهابي، قتلوا رئيس وزرائهم إسحق رابين وادعوا أنه خائن، قتلوا فكرة السلام ولو لم يعجبهم الشعب الفلسطيني، ويرون أن الأطفال الفلسطينيين يشكلون لهم إزعاجًا، فأنا أعرض عليهم ذلك العرض (الانتقال إلى دول أخرى) فهو أوفر للأرواح من الطرفين». ولفت إلى أن «70% من الشعب الإسرائيلي يحمل جنسيات مختلفة»، مؤكدًا أن «من يحاول إقناع الطرف الإسرائيلي بأن الشعب الفلسطيني سيترك أرضه ووطنه فهو واهم». - تخوف من فقدان الأمل ورغم يقينه بأن الشعب الفلسطيني متمسك بالبقاء على أرضه، إلا أنه أعرب عن تخوفه من فقدان الأمل في السلام، وتحول الجيل الحالي إلى جيل «أعنف» - بعد المجزرة والمذبحة المرتكبة بحق الأطفال - من الصعب أن يتم احتوائه أو التفاوض معه في المستقبل. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه «أكبر كذّاب» في تاريخ الشعب الإسرائيلي، مُعتبرًا أنه «دمر دولة إسرائيل وليس فقط الشعب الفلسطيني، ولا يمكن صناعة سلام في المستقبل معه لأنه لا يهتم بالأمن والمواطن الإسرائيلي، بل يريد للحرب أن تطول أكثر فأكثر». وقال إن «نتنياهو كان يذهب إلى قطر ويأتي بالأموال ويوصلها إلى حماس في غزة، كما كان سعيدًا بفصل الضفة عن غزة، ورفض التعامل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، بل حول الأخير إلى ركام سياسي من إذلال وإهانات»، مؤكدًا أن «نتنياهو» لن يكون قادرًا على صنع سلام مع الشعب الفلسطيني، في ظل عدم قدرته على إبرام شراكة مع زملائه في الحكومة الإسرائيلية. - فضيحة تاريخية ورأى بأن العدوان على غزة بمثابة «فضيحة تاريخية لإسرائيل»، وساهم في تجديد العهد بين الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي الذي اكتشف حقيقة دولة الاحتلال وقمعها وقتلها للأبرياء. وتجنب الإجابة بشكل مباشر عن رؤيته لفرض عقوبات على حركة المقاومة «حماس» بعد عملية «طوفان الأقصى» التي شنتها يوم 7 أكتوبر الماضي، متسائلًا: «لنفترض أن حماس غير موجودة، هل هناك في إسرائيل من يمتلك الجرأة ليقف ويقول آن الأوان أن نعطي الشعب الفلسطيني دولة فلسطينية على حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها؟». وأكمل: «نحن لسنا دعاة حرب لكننا ندافع عن أنفسنا بشجاعة ولا ننادي بقتل الآخرين، نحن مستفزون من موقف الإدارة الأمريكية وبعض قادة المجتمع الدولي في أن إسرائيل تمتلك الحق في الدفاع عن النفس، بل هي رخصة لقتل الأطفال والنساء والمدنيين والآخر». وتساءل عما خرج تصريح من مسئول إسرائيلي يستنكر قتل الأبرياء والأطفال في غزة، أو إدانة من مسئول أوروبي للتصريحات الإسرائيلية المرتبطة بالقتل الجماعي في غزة، معقبًا: «لا نقبل أن يوضع أي فلسطيني أو عربي مدافع عن حقوق الفلسطينيين قولوا نعم أو لا، هل في إسرائيل من يقف غدًا ويقول آن الأوان لنعطي الشعب الفلسطيني حقه؟ يجب أن نوقف دوامة العنف الآن وللأبد». - تغير جوهري وتطرق بالحديث إلى موقف القادة الأوروبيين من العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي اعتبر أنه لم يشهد «تغييرًا جوهريًا»، بل منح في البداية ترخيصًا مفتوحًا لإسرائيل لارتكاب جرائم حرب حقيقية تُرى مباشرة على شاشات التلفاز، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن «مشارك في الحرب»، ومنح الترخيص هو ووزير خارجيته أنتوني بلينكن ل«نتنياهو» من أجل قتل الأطفال. وأشار إلى أن «العديد من الأوهام انهارت بعد تلك الأحداث؛ بينها أن دولة إسرائيل الأولى في القوة العسكرية والتجارة والحرب الإلكترونية، خاصة مع اعتقال نخبة القوات الإسرائيلية في الأنفاق لدى حماس». وأكد أن «مهمة القائد هي صناعة الأمل بغض النظر عن حجم الدمار والدم والمأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في مركز الانتقال الجماعي بغزة والضفة الغربية»، لافتًا إلى أن «الأمر مرهون برسم إجابة واضحة من الإدارة الأمريكية، التي أعطت رخصة بقتل الأبرياء وتراهن وتغامر بمستقبل الشعب الإسرائيلي». - سلام أم انتقام وتابع: «ما تبقى من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة إما سيتحولون إلى مخططين للانتقام مما جرى لأسرهم، أو أن يقولوا نعم هذا الدم جاء بسلام ونندمج في مستقبل سلام». وبسؤاله عن إمكانية تقلده منصب قيادي في فلسطين مرة أخرى، أجاب: «لن أعود لأشغل أي موقع قيادي، هذا قرار رسمته لنفسي مهمة إنسانية منذ خرجت من السلطة عام 2012، وأستكمل المهمة قدر الاستطاعة عبر علاقاتي مع دولة الإمارات أو إمكانياتي الشخصية». وشدد على أهمية وجود حكومة قادرة في المستقبل على ربط العلاقة بين الضفة وغزة، وحكومة كفاءات تستطيع أن تلملم جراح الشعب؛ استعدادًا لانتخابات مقبلة باعتباره «أمرًا يخلق أملًا»، معلقًا: «بما هو موجود لا يمكن بناء السلطة الفلسطينية وما دمره الاحتلال، لا يمكن بناء أشياء نحو الأفضل بأمور دمرت». ولفت إلى أن «المجتمع الدولي صاحب قرار بقاء أبو مازن في السلطة بدون انتخابات، رغبة في تعميق الفساد والقسمة بين الضفة وغزة والاحتلال»، ذاكرًا أن «تلك النظرية فشلت بعد 7 أكتوبر». وأبدى استعداده للمساعدة إذا كانت هناك فرصة لإعادة النظام السياسي الفلسطيني، في إطار امتلاكه «مصداقية في الشارع الفلسطيني، وعلاقات مع كل التنظيمات بما يسمح بالاستماع إلى كلامه». واستطرد: «الشخص غير المثير للجدل غير مفيد، علاقتي التي بنيتها في السنوات الماضية جيدة مع كل الفصائل والمجتمع المدني وحماس والجهاد والجبهة الشعبية، وكلهم اختبروني خارج السلطة وأنني لم أتخلى.. أساعد بالمال والطلاب أساعد بأشياء أُعلن عنها والجزء الأكبر لم يعلن عنه، وسأستمر في ذلك، هذا واجب شخصي أقدمه دون أن أكون في موقع رسمي».