نقلت «واشنطن بوست» عن مسئولين إسرائيليين، قولهم إنهم توقعوا استمرار الهجوم البري على غزة 3 أشهر، منوهين أن «الاقتصاد سينهار إن استمر الهجوم لمدة أكبر من ذلك». ولفت المسئولون في تصريحات للصحيفة، نقلتها قناة «الجزيرة»، مساء السبت، إلى أن «الجدل الحاد وصل لطريق مسدود، بشأن توقيت سحب بعض جنود الاحتياط وتشغيل الاقتصاد». وأوضحوا أن «معظم كبار القادة يتوقعون تخفيض عدد القوات وسحبها في غضون شهر أو شهرين». وأشاروا إلى أن «بعض القادة العسكريين توقعوا سحب القوات من مراكز المدن خلال شهر أو شهرين»، متوقعين تشكيل ألوية صغيرة لمهاجمة المقاتلين حين خروجهم من الأنفاق. وكشفت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية عن أن إسرائيل اقترضت 6 مليارات دولار في الأسابيع الأخيرة، من خلال صفقات تم التفاوض عليها بشكل خاص، للمساعدة في تمويل حربها على قطاع غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن تل أبيب اضطرت إلى دفع تكاليف اقتراض مرتفعة بشكل غير عادي لإنجاز تلك الصفقات. ونقلت الصحيفة عن مستثمرين قولهم إن السندات الأخيرة تم إصدارها تحت ما يسمى بالاكتتابات الخاصة، وهي عملية لا يتم من خلالها عرض الأوراق المالية في السوق العامة، بل يتم بيعها بدلا من ذلك لمستثمرين مختارين. وأوضح المستثمرون أن السبب في ذلك قد يكون جمع الأموال للمجهود الحربي بسرعة أو دون جذب اهتمام غير مرغوب فيه، ويمكن أن يكون علامة على مدى القلق الذي أصبح عليه بعض المستثمرين بشأن شراء ديون إسرائيل. وتدرس إسرائيل تقليص عدد أفراد قوات الاحتياط في الجيش الذين تم استدعاؤهم للحرب على قطاع غزة، وذلك بسبب التكلفة الاقتصادية المرتفعة، وفق ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية. وقالت الهيئة (رسمية) أمس الجمعة، إن جهاز الأمن الإسرائيلي يدرس إمكانية تقليص عدد قوات الاحتياط التي تم استدعاؤها مع اندلاع الحرب الحالية وتسريح قسم من قوامها. وقالت الهيئة إن التكلفة المباشرة لمرتبات جنود الاحتياط حوالي 5 مليارات شيكل (1.3 مليار دولار) شهريا تضاف إليها تكلفة فقدان أيام العمل لهؤلاء الجنود، وتقدر بنحو 1.6 مليار شيكل (427 مليون دولار). وتظهر الأرقام تكبد تل أبيب خسائر اقتصادية كبيرة بسبب الحرب التي تشنها على قطاع غزة، فقد تهاوت أغلب المؤشرات، من البورصة إلى العقارات والمصارف، فضلا عن تراجع الشيكل وسوق العمل وأداء شركات التكنولوجيا. ومنذ 43 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت أكثر من 12 ألف شهيد -معظمهم من النساء والأطفال- فضلا عن نحو 30 ألف مصاب ودمار هائل للأحياء السكنية والمرافق الحيوية والمستشفيات.