ما زالت قوات الاحتلال الإسرائيلية، مستمرة في اللجوء لمركبات وآليات عسكرية قديمة كانت قررت التخلص منها، وذلك في عدوانها المستمر على قطاع غزة للشهر الثاني. وبعد أن أدخلت إسرائيل دبابات الميركافا القديمة للخدمة في حربها على غزة، بعد خسارتها عدد كبير من الميركافا الأحدث، عادت إسرائيل لتدخل نسخ أقدم وأقل تطورا من مدرعاتها وآلياتها العسكرية في الحرب البرية التي شنتها على قطاع غزة، وما زالت تتكبد خلالها خسائر مادية على يد المقاومة الفلسطينية. - إسرائيل تخسر أفضل أسلحتها وتلجأ للأقدم في الأسبوع الثاني من الحرب، رصدت شبكة "بي بي سي"، أن إسرائيل أخرجت كل ما بجعبتها في هذه المواجهة مع حركة المقاومة الفلسطينية، واستخدمت أحدث ما في ترسانتها من قنابل وصواريخ موجهة وخارقة للتحصينات. وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن الأسلحة الرئيسية التي تعتمد عليها إسرائيل حاليا سواء في القصف الجوي أو الأرضي أو في عمليات الاقتحام، أبرزها دبابات ميركافا، وهي دبابة القتال الرئيسية التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي. وقالت الصحيفة العبرية إن إسرائيل ستستخدم إصدار "ميركافا 4" في حربها على غزة دون الإصدارات السابقة التي تنوي التخلص منها، وذلك لأنها الأفضل حاليا من حيث التكنولوجيا والتسليح والتدريع ويمكنها التصدي لهجمات المقاومة وقاذفاتها أثناء الاقتحام الأرضي. وأكدت أيضا أن الاحتلال يستخدم ناقلات الجنود المدرعة إيتان الجديدة، متعددة الأغراض، وهي أخف بشكل عام من الدبابات القتالية الرئيسية، لافتة إلى أن إسرائيل تهدف للاستغناء عن ناقلات الجنود المدرعة "M113" الأقدم، التي استخدمها الجيش الإسرائيلي سابقًا. إلا أن إسرائيل وبعد فترة وجيزة من شن الحرب البرية أعلنت أنها ستدخل إصدارات قديمة كانت تنوي التخلص منها من الميركافا وناقلات الجنود المدرعة الأقدم. - أسلحة غريبة وقديمة ضمن المركبات الإسرائيلية ورصدت شبكة "روسيا اليوم"، مؤخرا، مركبات مدرعة غريبة وقديمة، إلى جانب الميركافا التقليدية في مجموعة المركبات الإسرائيلية التي يتم نقلها إلى غلاف غزة. وقالت إن المدرعات تبدو ظاهريا مثل الدبابات العادية، لكنها ليست مزودة بأسلحة، منها ناقلات الجنود المدرعة الثقيلة "أوفيك"، وهي ليست مخصصة للمشاركة المباشرة في الهجمات وإيصال المشاة، تم تصنيعها وفق نماذج دبابات ميركافا قديمة. - لماذا تستعين إسرائيل بالآليات العسكرية القديمة في حربها على غزة؟ يقول اللواء فايز الدويري، الخبير العسكري الأردني، في تصريحات لقناة "الجزيرة" القطرية، إن بدء إسرائيل في الدفع بآليات قديمة من طراز "M113" بدلا من مدرعة "النمر" الحديثة جدا، يعني أنها خسرت بالفعل كثيرا من آلياتها الحديثة كما قالت المقاومة الفلسطينية. ويوضح الدويري أن مخزون إسرائيل من دبابات "ميركافا-4" ومدرعات النمر الحديثتين لا يسمح لها بخسارة الكثير منها في معركة واحدة، وبالتالي بدأت الاعتماد على آليات أقل تطورا مثل "ميركافا 3" و"M113" لكي تحتفظ بمعداتها الأحدث لأي ظرف طارئ أكثر خطورة. وأكد أن الدفع الإسرائيلي بآليات قديمة يعطي مصداقية لحديث كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن تدمير أكثر من 136 دبابة وآلية حتى الأربعاء، بالإضافة إلى 16 آلية تم الإعلان عن تدميرها الخميس. ولفت الدويري إلى أن ليس كل هدف يتم تدميره تتمكن المقاومة من توثيق عملية التدمير، لأن ما يظهر في الفيديوهات التي تبثها، يثبت أن بعض الحالات يتطلب توثيقها مصورا إلى جانب المقاتل، وهذا أمر قد لا يتوفر في كل الحالات خلال المعركة الحالية. وأكد الخبير العسكري أن الفيديوهات التي تبثها المقاومة حقيقية وحديثة ولا شك فيها، وأن الأعداد التي تعلنها هي فقط التي تم توثيقها، مضيفا "هذه الأرقام تفسر لنا دفع إسرائيل بآليات قديمة للمعركة عوضا عن القديمة". - كتائب القسام: تدمير 160 دبابة وآلية عسكرية لإسرائيل ذكر أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن الدبابات الإسرائيلية تواجه مقاومة عنيفة واشتباكات ضارية تجبرها على التراجع وتغيير مسار التوغل. وأكد أنه تم توثيق تدمير 160 آلية كليا أو جزئيا، منها أكثر من 24 آلية في اليوم الماضي، متابعا: "مقاومونا يخرجون من تحت الأرض وفوقها ومن تحت الركام ويدمرون مدرعات الاحتلال ودباباته".