طرح وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس خلال مؤتمر للجيش في برلين اليوم الخميس، مبادئ توجيهية جديدة تتعلق بسياسة الدفاع تهدف إلى جعل الجيش مؤهلا باستمرار لحماية ألمانيا وحلفائها. وستعمل هذه المبادئ التي تحمل وصف "الكفاءة الحربية كمبدأ توجيهي" على تسريع وتيرة الإصلاحات في الجيش وشراء المعدات والمواد ومشاريع البناء. وكتب بيستوريوس والمفتش العام (رئيس أركان) للجيش كارستن بروير في الوثيقة:" يجب أن نكون العمود الفقري للردع والدفاع الجماعي في أوروبا. ينتظر منا شعبنا وكذلك أيضا شركاؤنا في أوروبا وأمريكا الشمالية والعالم أن نضطلع بهذه المسؤولية". وحددت ورقة المبادئ الوجهة للمسار اللاحق وذلك بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، وجاء في الورقة أن " الاتحاد الروسي سيظل بشكل دائم هو التهديد الأكبر للسلام والأمن في منطقة الأوروأطلسي ما لم يشهد (الاتحاد الروسي) تغييرا داخليا جذريا". في الوقت نفسه، نوهت الورقة أيضا إلى أن تطورات في مناطق في أوروبا وجوارها ولاسيما في شمال وغرب أفريقيا ومنطقة الساحل بالإضافة إلى الشرق الأوسط والأدنى يمكن أن تنطوي على مخاطر بالنسبة للأمن كما أنها تحظى بأهمية استراتيجية عسكرية. وأضافت الورقة أن ألمانيا يجب أن تكون منيعة ومرنة أي أن تتسم بالاستقرار كمجتمع وكدولة في حال وقوع هجمات وأعمال تخريبية، وتابعت أن الدفاع هي مهمة تخص الدولة ككل والمجتمع ككل والجيش هو وسيلته الأساسية " وللقيام بذلك يجب أن يكون (الجيش) قادرا على خوض الحرب في كل المجالات. هذا يعني أن يتم توجيه أفراده ومعداته نحو تنفيذ المهام الصعبة". وتستطرد الورقة:" المعيار في هذا هو الاستعداد في كل وقت للقتال سعيا إلى النجاح في الاشتباك عالي الكثافة. هكذا فقط يصبح الردع ذا مصداقية ويصبح السلام مضمونا". ونوهت الورقة إلى أن أمن ألمانيا سيظل مرتبطا بشكل لا ينفصم بأمن "شركائنا الأوروبيين وحلفائنا عبر ضفتي الأطلسي". كانت الحكومة الألمانية قد أبرمت مع المعارضة المحافظة، في مايو عام 2022 اتفاقا يسمح بتخصيص 100 مليار يورو لتحديث الجيش الألماني في وجه التهديد الروسي، ما يتيح لبرلين أيضا تحقيق هدف حلف شمال الأطلسي المتمثل بإنفاق كل دولة عضو 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع. وجاء الاتفاق بعد مرور ثلاثة أشهر على الغزو الروسي لأوكرانيا.