عون ذياب: بلد الرافدين يعانى حاليا من ندرة المياه بشكل حاد ومؤثر جهود مشتركة مع مصر لتوضيح أضرار الإجراءات الأحادية من دول المنابع على دول المصب قال وزير الموارد المائية العراقى عون ذياب، إن بلاده تواجه تحديات مائية كبرى؛ نتيجة التغيرات المناخية وتراجع تدفقات المياه من دول المنبع، كما أن العراق مصنف بين الدول الأكثر هشاشة فى مواجهة التغيرات المناخية والتكيف معها. وأضاف ذياب، فى لقاء مع «الشروق» على هامش فاعليات أسبوع القاهرة السادس للمياه، أنه لدى الحكومة العراقية توجه جاد بزيادة الموارد المائية بعدة أساليب، سواء من خلال التحلية، والتفاوض مع دول الجوار تركيا وإيران من أجل تثبيت حصص عادلة ومنصفة للعراق من مياه نهرى دجلة والفرات». وأوضح أن العراق يعانى بشكل شديد من الاعتداء على حصصه المائية؛ نتيجة استعمال هذه الحصص من جانب دول المنبع بما يتنافى مع القوانين الدولية والأعراف المعمول بها عالميا، وبخاصة مبدأ عدم وقوع ضرر ذى شأن على دول المصب. وتابع: «لكن مع الأسف هناك أضرار كبيرة حدثت وتحدث، وليس هناك آذان صاغية من دول المنبع، وهو ما يحتاج إلى وقفة جادة وحيوية باتجاه هذا الموضوع». وبسؤاله عن تأثير الإجراءات الأحادية لدول المنبع على دول المصب كما الحال فى العراق مع تركيا ومصر مع إثيوبيا، قال: «هذا موقف حيوى، التقيت بوزير الموارد المائية والرى فى مصر هانى سويلم، خلال أسبوع القاهرة للمياه، وكان لقاء مهما جدا تحدثنا عن كيفية توحيد الجهود لخلق طريق قوى لمواجهة هذه التحديات، ومواجهة الظلم الذى يقع على دول المصب، سواء كان فى العراق أو مصر». وذكر أن هناك جهودا مشتركة من أجل توضيح هذه الأمور للمجتمع الدولى؛ لأن هذا الموضوع يرتبط بحياة المواطنين سواء كانوا فى مصر أو فى العراق. وأشار ذياب، إلى التأثيرات الحادة التى وقعت على النظام المائى فى العراق بسبب التغيرات المناخية الشديدة وارتفاع درجات الحرارة وزيادة التبخر، والعواصف الغبارية، والتصحر، وجميعها عوامل حادة شديدة تواجه دولتنا. وتابع: «العراق بلد النهرين والرافدين، ما كان يشكو من شح المياه، إلا أنه حاليا يعانى من ندرة المياه بشكل حاد وأصبح الأمر مؤثرا جدا على العديد من المجتمعات القاطنة فى مناطق متفرقة فى وسط العراقوجنوبه». وأكمل: «هذه تداعيات تحتاج إلى وقفة جادة وذكية لكيفية معالجة هذا الموضوع»، مشيرا إلى أن أسبوع القاهرة السادس للمياه ناقش حلولا لأزمات ندرة المياه، ومنها معالجة مياه الصرف الزراعى وإعادة استخدامها فى الأغراض الزراعية، وتحلية مياه البحر كوسيلة لتأمين مصدر مائى إضافى فى كل دولة، وتسير العراق فى هذا الاتجاه، ونحن بصدد بناء محطة تحلية كبيرة على الخليج، يبدأ العمل فيها هذا العام. ونوه ذياب، بأن مؤتمر أسبوع القاهرة السادس للمياه، كان مهما للغاية، ووضع يده على نقاط حيوية إزاء ما يمر به العالم من التحديات الشديدة التى تفرضها ندرة المياه، والتى تضغط على العديد من دول العالم، وبخاصة المنطقة العربية، الأكثر تعرضا لهذه الحالة، ومنها العراق. ويعانى العراق من تأثير السدود، فى تركيا تحديدا، على نهرى دجلة والفرات، اللذين سجلا مستويات متدنية قياسية، بالتزامن مع موجة جفاف مستمرة منذ عام 2020. وقال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال، فى تصريحات سابقة لوكالة الأنباء العراقية، إن كمية الإطلاقات الآن لنهرى دجلة والفرات لا تمثل سوى 30% من الاستحقاق الطبيعى للعراق، مضيفا أن المخزون الاستراتيجى العراقى للمياه وصل إلى مرحلة متدنية، وهى الأقل فى تاريخ البلاد. ونوه شمال، بأن «البلاد مرت ب3 سنوات جافة متتالية 2020 و2021 و2022، خلفت فراغا مخزنيا كبيرا بالبحيرات الطبيعية ومنها الثرثار والحبانية والرزازة وغيرها بالإضافة إلى فراغ آخر فى بحيرات التخزين المتمثلة بسدى الموصل وحديثة وسدود أخرى»، مضيفا: «وهو ما تسبب بانخفاض مناسيب نهرى دجلة والفرات، والروافد والأنهر والقنوات المرتبطة بالنهرين». كما حذر رئيس وزراء العراق محمد شياع السودانى، فى مارس الماضى، من أن مواقع مدرجة فى لائحة التراث العالمى مهددة بسبب شح المياه. وكان آو كى لوتسما، وهو الممثل المقيم لمكتب برنامج الأممالمتحدة الإنمائى فى العراق، قد صرح بأن تغير المناخ وندرة المياه مصدر قلق بالغ فى العراق، لافتا إلى أنه سجل فى عامى 2021 و2021 مستوى قياسيا فى الجفاف وارتفاع درجات الحرارة الشديد، والذى بلغ 54 درجة مئوية فى الجنوب. كما نوه لوتسما، فى تصريحات أوردها موقع المنظمة العالمية، بأن العراق يعتمد بشكل كبير على نهرين رئيسيين هما دجلة والفرات، لتأمين نحو 98% من حاجاته المائية، مضيفا أن العراق يتلقى اليوم 9.5 مليار متر مكعب سنويا مقابل 30 مليارا فى عام 1933، فيما توقع أن يصل نصيب الفرد من المياه إلى 479 مترا مكعبا بحلول 2030، ما يهدد الأمن الغذائى والحياة والتنمية. وأشار لوتسما إلى أن عدم وجود تدفق كاف للمياه أدى إلى زيادة الملوحة فى شط العرب (حيث يلتقى نهر دجلة والفرات)، المصدر الرئيسى لإمدادات المياه فى جنوبالعراق.