أفادت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، بأن 7 من الجنود الإسرائيليين، من أصل 13 قتلوا في معارك شمالي قطاع غزة -والرقم في تزايد مستمر-، قضوا بصاروخ كورنيت روسي الصنع أطلقه مقاوم فلسطيني تابع لحركة حماس، واستهدف ناقلة جند مدرعة من طراز "النمر"، ما أثار الجدل حول جدوى المدرعة التي أنفقت إسرائيل ملايين الدولارات للحصول عليها. طالما أشاعت إسرائيل أن المدرعة التي بنيت على طراز "ميركافا 4" والمعروفة اختصارا ب"النمر" (NMR) "كاسرة للتوازن" وأنها توفر الأمان والحماية للقوات في حرب المدن، لتفاجأ -وفق وسائل إعلام إسرائيلية- بتحول تلك المدرعة إلى مقبرة لسبعة جنود خلال توغلهم في قطاع غزة. علق الصحفي الإسرائيلي أودي عتسيون –على الواقعة- قائلا إن "هذه المركبة هي ناقلة جند مدرعة قتالية متقدمة الصنع كان جيش الدفاع الإسرائيلي ينتظرها لعقود من الزمن"، وتساءل عتسيون في مقاله لصحيفة والا الإسرائيلية: "كان من المفترض أن يؤدي الاستثمار الضخم من ميزانية الدفاع في صنعها إلى منع هذه الكارثة، إذن ما الخطأ الذي حدث؟"، ووصفت الصحيفة ما حدث أنه "مصيبة كبرى" . لماذا استعان الجيش الإسرائيلي بهذه المدرعة؟ أدت هجمات المقاومة المستمرة على ناقلات الجنود الإسرائيليين، وتكرار تفجير مدرعاتهم، إلى تفكير المسئولون في جيش الاحتلال في تطوير أو تبديل المدرعات من طراز إم 113 بأخرى تكون قادرة على صد هجمات المقاومة. وبدأت وزارة الدفاع الإسرائيلية منذ سنوات، مشروع تصنيع ناقلة جند حصينة، وبعد دراسات تقرر بناء مدرعة على طراز "مركافا سايمون-4" وهي "النمر" (NMR)، وكان من المفترض أن تكون مقاومة لاختراق الصواريخ المضادة للدبابات وصواريخ "آر بي جي"، وأن تزود بنظام دفاع نشط لاعتراض مثل هذه الصواريخ، يُمكنها من التقدم رغم العقبات التي تعترضها. وطور قسم التكنولوجيا واللوجستيات في الجيش الإسرائيلي تلك المدرعة، وأطلق عليها اسم "النمر"، للقيام بمهام أمنية، وفق موقع "آرمي ريكوجنشن" الأمريكي، إلا أن ناقلة الجند هذه هي في الأساس من تصميم شركة "أوشكوش" وهي شركة أمريكية متخصصة بتصميم وصناعة الشاحنات المتخصصة والمركبات العسكرية وهياكل الشاحنات والرافعات، واشترى الجيش الإسرائيلي المئات منها قبل سنوات لاستعمالها في النقل اللوجستي. وذكر الموقع بحسب مجلة "military trade"، في مقال بعام 2019، أن شركة Oshkosh Defense فازت بمبيعات عسكرية أجنبية بقيمة 159.2 مليون دولار لإسرائيل لإنتاج نسخة معدلة من عائلة المركبات التكتيكية المتوسطة في إسرائيل، بما في ذلك توفير الأجزاء الأولية ودعم التدريب، وفي عام 2017، اشترت وزارة الدفاع الإسرائيلية أول 6 شاحنات للتأكد من أن هذه المركبات التكتيكية المتوسطة تلبي المتطلبات الإسرائيلية. ما هي مميزات المدرعة نمر؟ تعمل هذه المدرعة كدروع حماية للطاقم داخلها من خلال تقنيات متقدمة، وتوفر القدرة والتنوع والتنقل والحماية لنقل القوات والإمدادات واستعادة المركبات وأنظمة الأسلحة أو نقل المعدات في أي مكان. ودخلت ناقلات الجند المدرعة الحديثة الخدمة في صفوف جيش الاحتلال عام 2021 لتحل محل العربات المدرعة من نوع "زئيف" أي الذئب. تزن العربة 10 أطنان وهي قادرة على حمل حمولة تتجاوز وزنها، وتصل سرعتها القصوى إلى حوالي 55 - 60 كيلومترا في الساعة، وهي قادرة على حمل 14 جنديا، بالإضافة إلى حمل 2-6 جنود جرحى، كما أنها قادرة على المناورة والتحرك بسرعة في الأماكن الضيقة. كما أنها مزودة بكاميرات مراقبة تمكن من بداخلها من استطلاع كامل محيطها من الداخل دون الحاجة للخروج منها، ويتم تثبيت مقعد السائق في قمرة القيادة فوق عجلة القيادة، ما يمنح السائق مجال رؤية أوسع، كما أنه مزود بتكييف الهواء. تحتوي المركبة على كمية كافية من الذخيرة وتتضمن أيضًا رشاشات مثبتة، وتحتوي على فتحات تستخدم للقنص دون أن يضطر الجنود للخروج منها، كما أنها مجهزة بنظام يسمح للإطارات بالتزود بالهواء الذاتي في حالة نقص الهواء. وتحتوي المدرعة على 5 مخارج للطوارئ في حالة اختراقها بالصواريخ الدقيقة، وتم طلاء جسم المركبة بطلاء يحتوي على مواد تؤخر الاشتعال لتجنب الاشتعال الكامل في حالة الهجوم بقنابل المولوتوف، وتبلغ تكلفة إنتاجها مليون شيكل (نحو ربع مليون دولار)، بحسب موقع "تيللر ريبورت".