إمبابى: الشركات تستطيع الآن حساب تكلفتها العادلة للمنتج أحد موزعى السجائر: المواطنون يعتقدون تأثر الأسعار الحالية بزيادة الضريبة بعد موافقة مجلس النواب على زيادة ضريبة القيمة المضافة على السجائر، يرى بعض العاملين بالقطاع أنه من المفترض أن تتراجع الأسعار خلال الفترة المقبلة، مبررين ذلك بأن زيادة الضريبة ستسمح للشركات بحساب تكلفتها العادلة الجديدة، بما يساعد على زيادة الإنتاج. مضيفين فى الوقت نفسه أن ارتفاع المعروض من السجائر سيقضى على السوق الموازية لبيع الدخان. ووافق مجلس النواب أمس، على مشروع قانون مُقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام قانون الضريبة على القيمة المضافة الصادر بالقانون رقم 67 لسنة 2016، نهائيًا. وقال النائب فخرى الفقى، رئيس لجنة الخطة والموازنة، فى بيان أمس الأحد، إن زيادة الضرائب على السجائر تضمنت التبغ المسخن والتبغ السائل، مشيرا إلى أن مشروع القانون جاء لسد فجوة الإنتاج التى تسببت فى زيادة أسعار السجائر فى السوق، وبما يحقق أثرا إيجابيا يعود على الموازنة العامة للدولة. وتستمر السوق الموازية لبيع السجائر منذ الربع الثانى من العام الجارى وحتى الآن، وتباع بعض الأصناف فى الأسواق المحلية بسعر يفوق السعر الرسمى بنسبة 70%. قال إبراهيم إمبابى، رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات، إن زيادة أسعار السجائر فى السوق المحلية، ترجع لترقب التجار للزيادات الرسمية الجديدة، متابعا: «تأخر إقرار الزيادات الرسمية فى أسعار السجائر، دفع التجار والوكلاء للشراء لتخزين البضاعة، وتحقيق مكاسب من بيعها بعد الزيادات الرسمية». وأضاف إمبابى ل«الشروق»، أن التجار أصبحوا يبيعون السجائر للمستهلك بأسعار بناء على توقعاتهم للزيادات الجديدة، ثم أصبحوا يبيعون بسعر تحكمه آليات العرض والطلب، ما تسبب فى بيع بعض الأصناف بسعر يتجاوز ال105% عن السعر الرسمى، ثم تراجعت قليلا فى الأيام الأخيرة. ولكن بعد زيادة ضريبة القيمة المضافة على السجائر، قال إمبابى إن الزيادة الجديدة تجعل الشركات تستطيع حساب تكلفتها العادلة دون الخوف من تحقيق خسائر مادية، مشيرا إلى أن التكلفة الجديدة ستتضمن سعر الصرف والضرائب الجديدة، ما سيسمح للشركات بزيادة الإنتاج مرة أخرى. وأشار إلى أن الزيادة الجديدة ستكون بنحو 50 قرشا على كل فئة، موضحا أن الفئة الدنيا من السجائر كانت تفرض عليها ضريبة ثابتة بنحو 4 جنيهات، أصبحت 4.5 جنيه، والفئة الوسطى ستصبح 7 جنيهات، مقابل 6.5 جنيه سابقا، والفئة العليا ستسجل 8 جنيهات، مقابل 7.5 جنيه سابقا. وتابع: «بعد حساب كل التكاليف المتضمنة سعر الصرف والضرائب الجديدة، لن يتجاوز سعر السجائر الكليوباتر ومشتقاتها ال30 وال31 جنيها، وسيصل سعر علبة إل إم إلى 45 جنيها كحد أقصى». ولكنه شدد فى الوقت نفسه على ضرورة قلب الهرم التوزيعى لشركات السجائر، موضحا أن السوق السوداء لبيع السجائر أصبحت أمرا واقعا لأن الشركات تقوم بتوزيع الإنتاج على الوكلاء الكبار، متابعا: «هؤلاء الوكلاء هم من يتحكمون فى حجم المعروض بالسوق المحلية الآن». واقترح إمبابى توزيع حصص السجائر على الأكشاك والسلاسل التجارية بشكل مباشر، حتى لا يتحكم أحد بالأسواق، «وبعد هذه الخطوة سيتم القضاء على السوق الموازية للسجائر وتتراجع الأسعار». وتستهدف وزارة المالية حصيلة ضريبية من قطاع التبغ والسجائر ب88.171 مليار جنيه فى موازنة العام المالى الحالى 2023 2024، مقارنة ب86.448 مليار جنيه فى موازنة العام المالى المنتهى فى يونيو الماضى. من جانبه قال على عبدالرحمن أحد موزعى السجائر بمحافظة القليوبية، إنه متخوف من أن يقوم الوكلاء والتجار الكبار برفع الأسعار مرة أخرى خلال الأسبوع الجارى، بعد موافقة مجلس النواب على زيادة الضرائب على السجائر، موضحا أن الناس ستعتقد بأن زيادة الضريبة ستضغط على الأسعار الحالية للسجائر. وأضاف أن الأسعار الحالية بعيدة جدا عن السعر الرسمى، خاصة مع إضافة القيمة الضريبية الجديدة، مشيرا إلى أن الأسعار لن تنخفض إلا بالقضاء على السوق الموازية المستمرة حتى الآن. ويأمل عبدالرحمن بأن يتم زيادة الإنتاج بعد التعديلات الضريبية الجديدة، خاصة أن المعروض بالأسواق أقل من المعدلات الطبيعية بنسبة قد تصل إلى 40%. ويقول وليد أحمد، أحد تجار السجائر فى القاهرة، إن أسعار السجائر مستقرة مستمرة شهر تقريبا، مضيفا أن سعر السجائر الكليوباترا يتراوح بين 40 و45 جنيها، مقارنة ب24 جنيها السعر الرسمى، ويصل سعر علبة السجائر «إل إم» إلى 65 و68 جنيها، مقارنة ب43 جنيها السعر الرسمى. وأضاف أن الأسعار الحالية للسجائر متراجعة بنحو 10 جنيهات على الأقل فى كل صنف، مقارنة بشهرى يوليو وأغسطس الماضيين، مرجعا ذلك إلى زيادة المعروض إلى حد ما، ولكنه مازال أقل من المعدل الطبيعى.