يلجأ الجيش الإسرائيلي لاختلاق الروايات الوهمية للتنصل من جرائم الحرب التي يرتكبها، على غرار اتهام سرايا القدس بضرب مستشفى الأهلي المعمداني، الذي وقع بالأمس. ولكن الروايات الملفقة ليست حديثة على جيش الاحتلال، فلجأ إليها في حادث استشهاد محمد الدرة، ومجزرة الأقصى، وغيرها من الأحداث، وكان أقربها اغتيال صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة. وتستعرض جريدة الشروق 6 وقائع شهيرة خلق الجيش الإسرائيلي بعدها روايات مفبركة للتعتيم الإعلامي على جرائمه، على غرار اتهام سرايا القدس بضرب مستشفى الأهلي المعمداني. - مجزرة جبالية وسرايا القدس التهمة المعلبة يبدو أن الادعاء الإسرائيلي بضرب سرايا القدس لمستشفى المعمداني نسخة عن ادعاءها في أغسطس العام الماضي بضرب سرايا القدس أحد صواريخها على مخيم جباليا متسببا في مجزرة راح ضحيتها 5 أطفال فلسطينيين. ونشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو حراري مشوش يدعي أن صاروخ تابع لسرايا القدس في طريقه لجباليا. بينما أكد شهود عيان بالمقابل، أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي هي من نفذت المجزرة، كما كشف تحقيق لصحيفة هارتس العبرية عن مسئولية الطيران الإسرائيلي عن المجزرة.. - مقتل الدرة تمثيلية شاهد العالم أجمع مشهد استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة في انطلاقة انتفاضة الأقصى، ولكن الجيش الإسرائيلي لم يتأكد بعد من أن الدرة قتل من الأصل، إذ تتراوح الروايات الإسرائيلية عن الحادث بين اتهام مقاتلين فلسطينيين بقتله وبين كون المشهد مفبرك بالكامل. وتضمنت التحقيقات الإسرائيلية الروايتين المذكورتين دون توجيه أي اتهام للجنود الإسرائيليين. - اغتيال شيرين أبو عاقلة تعرضت صحفية قناة الجزيرة الشهيرة شيرين أبو عاقلة للاغتيال أثناء تغطيتها الأحداث العام الماضي ليسارع الجيش الإسرائيلي عقب ساعات قليلة من تأكيد أن مقاتلين فلسطينيين هم من أطلقوا النار عليها. وأفادت تحليلات لمقاطع الفيديو، أشهرها لصحيفة نيويورك تايمز لاستحالة استهداف الصحفية من مكان غير الذي يتواجد به الجنود الإسرائيليين وقت الحادث. - حادثة استشهاد الفتاة المنتقبة تعرض الجيش الإسرائيلي لعاصفة انتقادات إبان أحداث 2015 بالضفة الغربية، بعد انتشار صور لقتل جنود إسرائيليون فتاة منتقبة أمام الكاميرات. وزعم الجيش الإسرائيلي، أن الفتاة هديل الهشلمون، 18 سنة، أقدمت على عملية طعن، ولكن سرعان ما أتت مقاطع الفيديو وصور فوتوغرافية لمصور برازيلي توضح أن الفتاة لم تكن تحمل أي أسلحة. ونفت منظمة العفو الدولية إمكانية أن تشكل الفتاة هديل أي خطورة على الجنود الذين قتلوها بأحد الحواجز الأمنية. - مجزرة الأقصى الأولى والجماعة الإرهابية الوهمية نفذ الجيش الإسرائيلي مجزرة بالمصلين في باحات المسجد الأقصى أكتوبر 1990 راح ضحيتها 23 شهيدا وأكثر من 800 مصاب. وردت الحكومة الإسرائيلية على الانتقاضات الدولية بادعاء أن جماعة إرهابية تكفيرية تم جلبها من مدن الضفة وغزة خصيصا لافتعال الفوضى بالمسجد والتسبب في المجزرة. - مجزرة قانا الأولى تتشابه جرائم الحرب الإسرائيلية عبر التاريخ، إذ لا تختلف مجزرة مستشفى المعمداني في طبيعتها كثيرا عن مجزرة قانا عام 1996 في لبنان، حين صوبت مدفعية الجيش الإسرائيلي الثقيلة 17 قذيفة على النازحين المحتمين بمعسكر لقوات حفظ السلام؛ ظنا منهم بامتناع الجيش الإسرائيلي عن استهداف مرافق الأممالمتحدة. وأسفرت المجزرة عن استشهاد نحو 100 بينهم نساء وأطفال، وإصابة عدد من الناجين بتشوهات وحروق. وردت الحكومة الإسرائيلية على الانتقادات الدولية في حينها، بأن الجيش لم يكن يعلم بوجود مدنيين داخل المعسكر لعدم وجود طيران استطلاع لكشف الوضع. ونشرت قوات حفظ السلام الهولندية المسئولة عن المعسكر مقطعا يظهر تحليق طائرة استطلاع إسرائيلية قبيل وقوع القصف، ما يؤكد تعمد الجيش الإسرائيلي قتل المدنيين المحتمين بالمبنى. كما أكد موشي يعلون، رئيس الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي، معرفة الجيش بوجود مدنيين قبيل وقوع القصف. ونددت إسرائيل بقيام الأممالمتحدة بنشر الوثائق التي تدين الجيش الإسرائيلي والتي كانت سرية ضمن التحقيقات.