استقبل الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها، اليوم الاثنين، الدكتور الدكتور طارق شوقي مستشار الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ووزير التربية والتعليم السابق، والدكتور محمود مسلم رئيس لجنة الإعلام والسياحة والآثار بمجلس الشيوخ، خلال المؤتمر السنوي الثاني للدراسات العليا للعلوم الإنسانية بجامعة بنها. وقال مستشار الجامعة الأمريكية بالقاهرة ووزير التربية والتعليم السابق، خلال كلمته بالمؤتمر السنوي الثاني للدراسات العليا للعلوم الإنسانية بجامعة بنها، في الجلسة الافتتاحية بعنوان: "ثقافة التعلم والمعرفة في العصر الحالي"، إن أهم استراتيجيات تطوير التعليم والذي بدأ منذ عام 2017، هي التحول الرقمي لتطوير المناهج الجديدة لتقوم على بناء قدرات الطلاب وإكسابهم المهارات الحياتية بحيث يكون كل درس تعليمي مبني على هذه النقاط التي تم وضعها بخبرات مصرية ودولية من خلال توطين الخبرات في مراكز تقييم الامتحانات وبناء بنوك المعرفة. وأوضح أن أهم التحديات التي شهدتها رحلة بناء التعليم المصري في الجمهورية الجديدة هي تطويع الهدف الاستراتيجي؛ ليكون التعليم القوة الناعمة المصرية، بجانب العمل على هدم صنم الثانوية العامة وطريقة الامتحانات التقليدية المبنية على الحفظ والتلقين والمجموع الكلي، وهذه المصطلحات التي كونت معتقدات سائدة كان يجب مواجهتها والتحرر منه وهو أمر كان ولا زال في منتهي الصعوبة ويحتاج إلى جهود في خلق حوار مجتمعي؛ لإزالة هذه المعتقدات التعليمية الخاطئة من أذهان أولياء الأمور والطلاب المصريين. وأشار "شوقي"، إلى أن نظام التعليم الجديد بني على إتاحة التعليم للجميع مع الاهتمام بتحسين التنافسية وتطوير نظم ومخرجات التعليم محليا وعالميا، مشيرا إلى أن الهدف من كل هذا هو خلق جيل يعتمد على التعلم واكتساب الخبرات وليس الامتحان والمعرفة فقط، قائلا: "فكرة الامتحان في مصر كرهت الطلاب في الحياة" علي حد قوله. وأوضح أن التعلم هو الأهم من أجل إكساب الخبرات ودمج التكنولوجيا، وهو ما ساهم في أن اليونيسكو صدقت على أن نظام التعليم الجديد والذي نسعي إليه في مستوى عالمي يستلزم تطوير الكتب الدراسية من خلال موضوعات وأهداف بتقييم علمي يتضمن قضايا إقليمية ومشكلات بيئية في كل المناهج بشكل متكامل بعلاقات عرضية تتكامل من خلال المنصات وبنك المعرفة وبنوك الأسئلة. وكشف مستشار الجامعة الأمريكية بالقاهرة ووزير التربية والتعليم السابق، عن مراحل تطوير الثانوية العامة واصفا إياها بالمعركة لتحسين مخرجات التعليم وترسيخ أفكار البحث العلمي وإكساب الطلاب مهارات التحول الرقمي من خلال بنوك الأسئلة والمعلومات والمعرفة. وأوضح أن فكرة التابلت قائمة على ربط الطالب بالمناهج الجديدة وتوفير الأدوات الإلكترونية، وإتاحة المعلومة لكل طالب علي أرض مصر، وتهيئته لوسيلة تقييم وهي الامتحانات بعيدا عن الغش والتدخل البشري، قائلا: "الفكرة كانت لتطوير التعليم والمناهج لنظام الامتحانات وكسر المعتقدات السائدة في مصر، وأن الامتحان يجب أن يكون متوقع من خلال نماذج محفوظة". وقال رئيس لجنة الإعلام والسياحة والآثار بمجلس الشيوخ، إن الإعلام لعب دورا مهما في دعم القضية الفلسطينية، وكشف الحقائق التي عمل الجانب الإسرائيلي علي تزييفها ونشرها للعالم، حيث نجح الإعلام بدوره في إجبار البيت الأبيض يتراجع عن تصريحات الرئيس الأمريكي بايدن التي هاجمت الفلسطينيين، بجانب تراجع الاتحاد الأوروبي عن تعليق المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وإعادتها مرة أخرى بسبب دور الإعلام في كشف ما حدث بحرب غزة في ظل التطور التكنولوجي والتغطية اللحظية لكل ما يحدث. وأكد "مسلم"، عن تطور الإعلام في ظل الثورة التكنولوجية، أن الاهتمام ببناء الإنسان أصبح ركيزة أساسية للتطوير والتنمية المستدامة وخاصة في مصر، وخير مثال هو مبادرة حياة كريمة التي تعد الأهم في مصر على مدار السنوات الأخيرة. وأوضح أن دور الإعلام ظهرت أهميته في مواكبة التطور التكنولوجي، حيث يشهد حالة من التحول في ظل الموجة الكبيرة من الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات، حيث ساهم في تطوير الإعلام ورؤية استخدام هذا التطور في تنمية المجتمعات وليس البحث عن المجالات التي ستتأثر به. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يشمل العلوم التطبيقية فقط، بل امتد ليشمل العلوم الإنسانية، وأصبح العالم أمام تحدي لتطويع الذكاء الاصطناعي في تنمية المجتمعات وتطويرها. وقال رئيس لجنة الإعلام والسياحة والآثار بمجلس الشيوخ، إنه على المدى البعيد ستكون هناك طفرة أكبر بحلول عام 2030 بشكل غير متوقع، وهو ما يضعنا أمام تحديات تحسين المهارات وتطوير الرسائل وخاصة في متابعة وسائل التواصل الاجتماعي، التي تحولت إلى أداة إعلامية تفاعلية وليست كما كانت مجرد أرشيف إلكتروني. وقال: "نحن مقبلون على حياة مختلفة، ويجب أن تكون البداية بتطوير البحث العلمي، وربطه بالمجتمع والحياة العملية حتى لا نظل نبكي على اللبن المسكوب".