"نحن نموت، والجميع يراقبنا"، هكذا صرخت هبة العطار، إحدى الفتيات الفلسطينيات، اللاتي يعانين من الدمار والقصف والموت، بسبب الغارات والتهديدات الإسرائيلية، ونقلت شبكة nbc news الإخبارية بعضاً من أهوال ما يعاينه المحاصرين في غزة. وقالت العطار: "قيل لنا أن نغادر، ولكن إلى أين؟ إلى أين اذهب؟"، وتستعد الفتاة لمغادرة مدرسة تديرها الأممالمتحدة، والتي من المفترض أن تكون مكاناً آمناً لاحتماء المدنيين، ولكن الذي يحدث عكس ذلك، حيث أوضحت: "إنهم يقصفون الناس على الطرق أيضًا إلى أين سنذهب؟". قال مسئولون في الأممالمتحدة يوم السبت 14 أكتوبر: "لقد أصبحت مسألة حياة أو موت، يجب توصيل الوقود الآن إلى غزة لتوفير المياه لمليوني شخص"، ووصفت منظمة الصحة العالمية النزوح الجماعي الذي تجبر إسرائيل الناس عليه، بأنه "حكم بالإعدام على المرضى والجرحى". حيث تجتاح أزمة إنسانية غزة مع فرار مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين إلى الجنوب وسط القصف الجوي العسكري من قوات الاحتلال الإسرائيلي ردًا على عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة المقاومة حماس وجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام. - تحذير إسرائيلي حذر جيش الاحتلال السكان بضرورة الإخلاء من شمال غزة إلى جنوبها، تجهيزاً لعمية هجوم بري أعلنت عنها إسرائيل في وقت سابق ولكنها في الساعات الماضية أعلنت عن تأجيلها بسبب سوء الأحوال الجوية. وبعد الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر الجاري، وضعت إسرائيل، المنطقة تحت الحصار، وقطعت المرافق الأساسية عنها، وتعاني غزة من نقص المياه النظيفة والغذاء والوقود والإمدادات الطبية تقريبًا، وانقطعت الكهرباء منذ أيام، وأصبح أكبر مستشفياتها، مستشفى الشفاء، الآن مأوى لنحو 35 ألف شخص، حيث ينام الرجال في ساحة انتظار السيارات والنساء في الداخل. - استهداف الفارين وعلى حد وصف مراسلي nbc news: "هناك القليل من الأمان حتى بالنسبة للفارين، أصابت غارة جوية إسرائيلية قافلة من الأشخاص كانوا يحاولون التوجه جنوبًا على طريق كان من المفترض أن يوفر ممرًا آمنًا، وكان من بين الشهداء أطفال ونساء ملقاة في برك من الدماء بالقرب من السيارات، كما تم استهداف سيارات الإسعاف"، وأسفر هذا الاستهداف عن استشهاد نحو 70 شخصا معظمهم من النساء والأطفال وإصابة 200 آخرين. قال حسن العطار، 18 عاماً، عن العيش في مدرسة تعمل كمخيم للأمم المتحدة للاجئين: "إنه مكان صعب، وليس آمناً، كما اعتقدنا في البداية، نحن نعيش هنا بدون ماء وكهرباء وإنترنت". وأضاف: "هناك العديد من الصواريخ التي تلوح في الأفق فوقنا، وتدمر كل شيء حولنا، ولا يوجد مكان آمن في غزة الآن، مازال هناك الكثير من الناس هنا مثلنا، لأنه لا توجد أرض آمنة، إنهم يقتلون الكثير من الناس في كل مكان". "أنا رجل مدني، مدني، ليس لدي بندقية، ليس لدي قوة جوية"، هذا ما قاله رجل فلسطيني يبلغ من العمر 48 عاماً في شمال غزة لمراسلي nbc news: "ليس لدي طائرة إف-16، أريد أن أقول لكل شعوب العالم: انقذوا غزة، ساعدوا غزة، أرجوكم ساعدوا غزة، لا أعرف إلى أين يمكنني الذهاب الآن؟". يتكدس الناس في شوارع غزة، كدس الكثيرون المفروشات وربطها فوق شاحنات صغيرة، واستخدم آخرون عربات تجرها الحمير للمغادرة بأمتعتهم، وحمل البعض على رؤوسهم في الطرق المزدحمة الكل يحمل أمتعته ولكن لا يعلم أين يذهب، وانتظر الأطفال في الطابور لملء الأباريق البلاستيكية بالماء.