اعتبر رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، عبدالحميد الدبيبة ما تشهده المنطقة الشرقية بليبيا من أمطار غزيرة وسيول "كارثة للوطن". واجتاحت الرياح والأمطار الناتجة عن عاصفة دانيال يوم وليلة أمس الأحد مناطق متفرقة من الشرق الليبي، وبشكل خاص مدن الجبل الأخضر. وأصدر الدبيبة ليلة الأحد قرارا باعتبار جميع البلديات التي تعرضت للفيضانات والسيول "مناطق منكوبة"، موجها كافة الجهات العامة والمختصة باتخاذ التدابير العاجلة والاستثنائية لمواجهة أضرار الفيضانات والسيول. وأكد الدبيبة وصول الدفعة الأولى من المساعدات العاجلة المقدمة من وزارة الشئون الاجتماعية لتخفيف معاناة المواطنين، تمهيدا لتوزيعها بشكل فوري على الأسر المتضررة بالتنسيق مع لجان الأزمة في البلديات. كما أصدر توجيهات للشركة العامة للكهرباء لتجهيز معداتها وآلياتها والتعامل مع تداعيات تقلبات الطقس والتخفيف من معاناة المواطنين في المناطق المنكوبة، وتوجيهات أخرى لجميع الوزارات والهيئات وفرق الإنقاذ والمستشفيات لمتابعة الوضع بشكل دقيق. وطمأن الدبيبة أهالي الشرق الليبي بخصوص حصر جميع الأضرار وتعويض جميع المتضررين جراء السيول، مخاطبا وزير الحكم المحلي باتخاذ الإجراءات العاجلة لحصر البلديات المتضررة بالمنطقة الشرقية، وتقديم مساعدات مالية لها. من جهته، توجه رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي بالتعازي والمواساة لأسر الضحايا الذين سقطوا جراء الفيضانات، وطالب وزير الحكم المحلي بضرورة تقديم الدعم العاجل للبلديات والشركات المعنية في المناطق المتضررة، مؤكدا تسخير كل إمكانياته لتقديم الدعم الكامل لأجهزة الدولة المدنية والعسكرية. وفي تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، أكد المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ، أسامة علي، صعوبة الوضع في المنطقة الشرقية، وبشكل خاص مدن: البيضاء ودرنة والمرج وسوسة، وبلدات تاكنس والبياضة والبطة، جراء السيول والرياح التي عصفت بالمنطقة، مشيرا إلى ورود أنباء عن فقدان عائلة كاملة جراء السيول، بالإضافة لسيارتي إسعاف في مدينة البيضاء. وفي تصريحات محلية، أكدت عضو المجلس البلدي البيضاء، فوزية المسماري وفاة امرأة وفقدان الاتصال بستة أشخاص في المدينة، فيما أفاد مكتب الإعلام ببلدية المرج بوفاة شخصين من بلدة البياضة، وآخر من بلدة البطة. وكان الناطق باسم القوات المسلحة الليبية، أحمد المسماري قد أكد فقدان الاتصال بخمسة جنود أثناء قيامهم بجهود الإنقاذ، فيما أفادت أنباء بالعثور على اثنين منهم بصحة جيدة. وأكد أحد سكان مدينة البيضاء، أحمد مخلوف، لوكالة الأنباء الألمانية تدهور الأوضاع العامة في ثاني أكبر مدن الشرق، موضحا أن أغلب الخدمات انقطعت عن المنطقة، كالكهرباء والاتصالات والإنترنت، قائلا: "هذا أكبر فيضان نشهده منذ سنين، وقد جرف كل شيء أمامه من بشر وسيارات، فضلا عن تأثير العواصف التي أطاحت بأعمدة الكهرباء". وأفادت الهيئة العامة للأرصاد أن تأثير العاصفة تراجع، موضحة أنها في طور الانتقال إلى الغرب المصري بعد أن فقدت معظم قوتها، متوقعا تأثيرات أقل لها في الأراضي المصرية.