محطة قطارات صعيد مصر تستعير بريق الحضارة الفرعونية

المحطة تشكل امتدادا لتصميمات المعابد والمسلات المصرية القديمة.. ومدخلها يشبه معبد الكرنك
رئيس السكك الحديدية: بدء تأهيل ورفع كفاءة محطة مصر برمسيس عقب افتتاح المحطة الجديدة لتكون ذكية ومتطورة
توفير أمانات لحقائب الركاب.. واستحداث خدمة حجز السيارات قبل وصول الراكب للمحطة
نقل 300 موظف إلى المحطة الجديدة.. وتدريب مجموعة من السائقين فى أمريكا
تضع هيئة السكك الحديدية، حاليا اللمسات الأخيرة على محطة قطارات صعيد مصر بمنطقة بشتيل فى الجيزة، تمهيدا لافتتاحها رسميا بعد أقل من 4 يوما.
وكانت وزارة النقل قد بدأت فى تنفيذ هذه المحطة التى هى الأحدث بالمنطقة، فى شهر يناير 2019، وتعتبر تحفة معمارية تشكل امتدادا لتصميمات المعابد والمسلات المصرية القديمة، حيث يشبه مدخل المحطة معبد الكرنك أسوة بالطراز الفرعونى فى معابد محافظات الصعيد، ليتناسب مع الطراز والمحافظة التى تقع بها أهرامات الجيزة الثلاثة، ويتوسط المحطة هرم زجاجى فى منطقة البهو الرئيسى ‏‏على ارتفاع 40 مترا، وتوجد أسفل الهرم من الداخل 4 مسلات على الطراز المصرى القديم، كما أن نوافذ وأبواب المحطة تتزين برسومات تعكس الرموز المصرية القديمة كاستخدام زهرة اللوتس ومفتاح الحياة. «الشروق» تجولت فى أرجاء المحطة لرصد أعمال التشطيبات والتجهيزات النهائية لاستقبال المواطنين عقب تشغيلها رسميا، ورصدت استمرار مرور قطارات وجه قبلى من خلال المحطة دون إنزال الركاب، لاختبار إشارات الأرصفة والأنظمة الخاصة بالمحطة.
وتم الانتهاء من الواجهة الخارجية للمحطة، واستكمال التشطيبات فى المبنى والمحال بالمول التجارى، كما تم وضع شاشات ضخمة فى أرجاء المحطة لعرض مواعيد الرحلات وتشمل (رقم القطار المحطة المتجه لها وقت الوصول الوقت الحالى). ويبلغ إجمالى مساحة المشروع 239 ألف متر مربع تقريبا أى بما يعادل 57 فدانا، ويضم مبنى المحطة الرئيسى مساحة 31.000 متر مربع، وملحقات المحطة من مبانٍ خدمية وورش صيانة وأرصفة وكذلك خطوط سكك حديدية على مساحة 166.000 متر مربع، وعمارات استثمارية على مساحة 42.000 متر مربع، ويتم التنقل بين أرجاء المحطة بالسلالم المتحركة والمصاعد الكهربائية.
المحطة مكيفة الهواء بشكل كامل، وبها خدمة WiFi ونظام حديث للإطفاء والإنذار، وتضم صالة VIP، وتم مراعاة أصحاب الهمم، إذ جرى تخصيص شبابيك تذاكر لهم، ودورات مياه، بالإضافة إلى عربات جولف وكراسى متحركة لكبار السن بمحطة بشتيل، فضلا عن انتشار كاميرات المراقبة فى المبنى بأكمله والأرصفة، وأجهزة أشعة للكشف عن حقائب المسافرين قبل الدخول للمحطة.
وعلمت «الشروق» أن جراج المحطة يضم أحدث أجهزة الكشف عن السيارات المسمى (Under Vehicle inspection)، مهمته الكشف عن أسفل السيارة أوتوماتيكيا بدون أى تدخل بشرى للتأكد من سلامة السيارة والسماح لها بالدخول إلى الجراج، فضلا عن إنشاء نفقين للسيارات ونفق للمشاة للدخول والخروج ‏من محور الفريق كمال عامر ‏ولربط جراج المحطة ‏بالمحور، ونفقين للسيارات ‏باتجاه شارع السودان ونفق للمشاة ‏لربط الشارع بجراج المحطة.
وكشف رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر، محمد عامر، عن الانتهاء خلال أيام من تطبيق مشروع جديد لخدمة الركاب، حيث سيتم التعاقد مع شركة لإدارة منظومة حمل ونقل والبضائع داخل المحطة بدلا من «الشيالين»، حيث يمكن لأى راكب ترك حقائبه فى قسم الأمانات بالمحطة والخروج من المحطة ثم العودة على موعد الرحلة «والسعر سيكون أقل مما يتم منحه للشيالين»، معلنا أن المشروع حاليا فى مرحلة الفتح المالى وسيتم اختيارها وبدء العمل خلال شهرين.
وأكد عامر، أن «الشيالين» الذين يصلحون للعمل فى هذه المنظومة سيتم الاستعانة بهم بعد خضوعهم للفحص الأمنى، حيث سيتواصلون مع المواطنين بشكل مباشر وبالتالى يجب التأكد من صلاحيتهم فى هذه الوظيفة، لافتا إلى توفير سيارات يمكن حجزها قبل وصول الراكب من رحلته لاستقلالها فور الخروج من المحطة.
وأعلن رئيس الهيئة، عن البدء فى تأهيل ورفع كفاءة محطة مصر برمسيس لتكون محطة ذكية عقب افتتاح المحطة الجديدة لتضاهيها فى الأداء.
وأشار رئيس الهيئة، ردا على سؤال «الشروق»، حول نقل ما بين 200 و 300 موظف من مقر الهيئة بمحطة رمسيس إلى المقر الإدارى بمحطة قطارات الصعيد، مشددا على عدم طرح أى إعلان وظائف للسكة الحديد مع افتتاح المحطة لعدم حاجتها، حيث تم توفير عاملين مخصصين للمحطة الجديدة على غرار عمال وموظفى محطة رمسيس، مؤكدا أن عدد السائقين يكفى للعمل فى المحطة الجديدة ولن يكون هناك عجز، مع إعداد استراحات للسائقين والكمسارية فى المحطة، لافتا إلى أن المحطة الجديدة تخلق 7500 فرصة عمل.
وتابع: «تم تدريب مجموعة من السائقين فى أمريكا، كما يدرس مجموعة أخرى من السائقين اللغة الألمانية للسفر والعمل فى سكك حديد ألمانيا عقب تدريبهم، وفقا لبروتوكول تم توقيعه بين الجهتين»، معتبرا أن انضمام معهد الوردان لمنظومة التعليم العالى يعكس أهميته ودوره فى تعليم الطلاب.
وأوضح عامر، أن الهيئة بدأت تحصل على إيرادات من المحطة على خلفية تأجير المحلات فى المول التجارى الموجود داخل المحطة، قائلا: «المحلات هتفضل تجيب فلوس لعشرات السنوات»، معلنا سقوط مديونية هيئة السكة الحديد لدى بنك الاستثمار القومى بقيمة 86 مليار جنيه، مشيرا إلى أن تكلفة إنشاء المحطة بلغت 3.5 مليار جنيه من ميزانية السكة الحديد، وأن المحطة تم إنشاؤها بتمويل ذاتى من الهيئة، وتنفذها إحدى شركات الاستثمار التابعة لها.
وانتقد رئيس الهيئة، ظاهرة إلقاء الحجارة على القطارات ما تسبب فى حدوث خسائر كثيرة وإصابة المواطنين، لافتا إلى بدء الهيئة الابتعاد عن الحل الشرطى لعلاج هذه الظاهرة، خاصة أن المتسببين فى ذلك أغلبهم أطفال يلهون، حيث بدأت الهيئة فى حملات توعية انطلقت من كفر الدوار بحضور المجلس المحلى والشيوخ والقساوسة وأعضاء مجلس النواب وقيادات السكة الحديد، فى ندوة استمرت لمدة 3 ساعات تم خلالها التوعية بمخاطر هذه الظاهرة.
وقال عامر إنه يتم إحلال قطارات «تحيا مصر» إلى قطارات روسى تهوية ديناميكية، وإحلال قطارات أخرى إلى درجة ثالثة مكيفة، كما يتم تطوير 1300 عربة داخل ورش أبوراضى ببنى سويف، حيث تم الانتهاء من تطوير 1100 عربة، ويتبقى فقط 200 عربة، مضيفا أن العربات الجديدة تساعد الهيئة على إجراء إحلال للعربات القديمة، وزيادة بعض القطارات.
وأكد أن القطار منخفض التشغيل ولا يحقق إيرادات سيتم إيقافه لعدم جدواه اقتصاديا، فى مقابل تشغيل قطار إضافى للرحلات التى تشهد كثافة وإقبالا من الركاب، منوها بأن سعر تذكرة القطار أقل من سعر الأجرة بمختلف وسائل المواصلات البديلة بنسبة تتراوح من 30 إلى 40%.
وحول تحصيل سعر التذكرة من العرب والأجانب بتكلفة أعلى من سعرها للمواطن المصرى، تساءل رئيس الهيئة «هل معقولة أن يستقل شخص أرقى وسيلة بما يعادل ثمن «علبة كنز» فى دولة عربية؟»، مشيرا إلى أن الأجانب يدفعون قيمة التذكرة بالدولار أو اليورو أو بما يقابلهما بالجنيه المصرى وفقا لسعر البنك، معلنا عن تشغيل خدمة حجز التذاكر بالبطاقة الائتمانية لتحصيل سعرها بالدولار أو اليورو خلال المرحلة القادمة.
من جانبه، أكد ناجى نبيل، مساعد العضو المنتدب لشركة MOT المنفذة لمشروع، والتابعة لوزارة النقل، عدم وجود إزالات للمبانى فى محيط محطة قطارات الصعيد إلا فى أضيق الحدود، «وحتى الآن لم نلجأ لذلك»، معلنا عن بدء حفر الأبراج السكنية فى الناحية المطلة على شارع السودان، ضمن مخطط تطوير شامل للمنطقة المحيطة بالمحطة بالتنسيق مع الهيئة الهندسية ووزارة الإسكان ومحافظة الجيزة، وتم الانتهاء من إنشاء الجراج، مع استكمال إنشاء محطة حافلات نقل عام تسع نحو 20 حافلة خلال شهرين.
من جهته، قال مدير مشروع محطة قطارات صعيد مصر، وائل مهدى، إنه جارٍ الانتهاء من إنشاء مسجد جديد بجوار المحطة يستوعب 250 مصليا بدلا من الزاوية التى كانت موجودة، منوها بأن المحطة ستقوم بإحياء المنطقة بالكامل.
وأضاف مهدى، أنه سيتم إنشاء جراج أسفل المنطقة السكنية التجارية الإدارية يسع لعدد 500 عربة، ومخطط إنشاء جراج آخر متعدد الطوابق فى منطقة المطار لخدمة الركاب، كما سيستخدم كموقف للأتوبيسات يسع 1000 سيارة.
يشار إلى أن وزارة النقل راعت عند اختيار موقع المحطة وقوعها فى منطقة وسطية بين محطتى سكك حديد رمسيس والجيزة وكونها تقع فى محافظة الجيزة التى تعتبر بوابة لصعيد مصر، وكذلك كونها منطقة التقاء خطوط السكك الحديدية الرئيسية بمصر (السد العالى / الإسكندرية إمبابة / المناشى / القبارى) بالإضافة إلى وقوعها على 4 محاور رئيسية تسهل نقل الحركة منها وإليها (محور الفريق كمال عامر / شارع السودان محور أحمد عرابى شارع المطار محور 26 يوليو)، حيث تم ربط المحطة مع وسائل النقل المختلفة (السكك الحديدية الخط الثالث للمترو المونوريل الأتوبيسات الترددية على الطريق الدائرى).