البرنامج يضم 8 أفلام أبرزها "الضريح" و"الحبل" و"المحطّة" و"حفلة صيد" تسلط الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي، الضوء على مجموعة من أفلام "جماعة الفيلم السوداني" القصيرة والمتوسطة الطول المرمّمة حديثاً، في معهد "أرسينال" للسينما وفنون الفيديو في برلين، حيث تم إعادة إحياء هذه الأفلام حفاظاً على هذه "الكنوز" السينمائية. يعرض البرنامج 8 أفلام، هي "أفريقيا: غابة، طبل وثورة"إخراج سليمان النور، سنة 1979، مدة الفيلم 12 دقيقة، وهو من إنتاج الاتحاد السوفيتي، وتدور أحداثه حول رحلة استكشافية إلى ما تمثّله أفريقيا في الاتحاد السوفيتي. الفيلم الثاني هو "الضريح" إخراج الطيب مهدي، إنتاج مصري، سنة 1977، ومدته 16 دقيقة، وتدور أحداثه حول حكاية رجل يمتلك قدرات شفائية. الفيلم الثالث هو "الحبل"، إخراج إبراهيم شداد، إنتاج سوداني سنة 1985، ومدته31 دقيقة، وتدور أحداثه حول استكشاف رجلان ضريران ودابة الصحراء. الفيلم الرابع هو "المحطّة"، إخراج الطيب مهدي، إنتاج سوداني سنة 1989، ومدته 15 دقيقة، وتدور أحداثه حول تصوير لمجموعة لقاءات عند مفترق طرق في السودان. الفيلم الخامس هو "أربع مرات للأطفال"، إخراج الطيب مهدي،. إنتاج سوداني سنة 1979، ومدته 20 دقيقة، وتدور أحداثه حول نظرة معمّقة على حيوات الأطفال ذوي الإعاقة. الفيلم السادس هو "حفلة صيد"، إخراج إبراهيم شداد، إنتاج الجمهورية الديموقراطية الألمانية، سنة 1964، ومدته 40 دقيقة، وتتناول أحداثه، تعقيب مؤثّر عن العنصرية. الفيلم السابع هو "جمل" إخراج إبراهيم شداد، إنتاج السودان سنة 1981، ومدته 13 دقيقة، وتتناول أحداثه تصوير مؤثّر لحياة جمل ونظيره من المعاناة الإنسانية. الفيلم الثامن هو "ولكن الأرض تدور"، إخراج سليمان النور، وإنتاج الاتحاد السوفيتي سنة 1978، ومدته 18 دقيقة، وتدور أحداثه حول فصل من الحياة في مدرسة يمنية. يذكر أن "جماعة الفيلم السوداني" تأسست في أبريل من عام 1989، وكلّفت نفسها مواجهة الظلام بضوء السينما. تضم الجماعة مخرجين أصيبوا بخيبة أمل جراء القيود المفروضة على عملية صناعة الفيلم التي ترعاها الدولة. وهدفت هذه المجموعة إلى تشكيل مسار جديد للتعبير الإبداعي والاستكشاف السينمائي والتعليم. وفي الأشهر الماضية، تسبّبت الانتفاضة السياسية في السودان، في تشتيت أحلامهم، قبل أن يساعد ، معهد "أرسينال" للسينما وفنون الفيديو، في رد الاعتبار إلى هذه الأفلام، التي كادت أن تضيع. عن التعاون البنّاء بين مهرجان الجونة السينمائي والسينما السودانية، يقول مدير المهرجان انتشال التميمي: "رحّبتُ بالفكرة عندما تقدّمت ماريان خوري (المديرة الفنية) إليّ بهذا المقترح. لطالما دعم المهرجان التواصل الحيوي مع السينما السودانية، ورحلتنا معها انطلقت في العام 2018 بفيلم "أوفسايد الخرطوم" لمروة زين. وفي العام التالي، احتفى المهرجان بفيلم "ستموت في العشرين" لأمجد أبو العلاء الذي حقّق النجاح من خلال حصوله على جائزة "نجمة الجونة الذهبية" في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة. وشهد العام ذاته الاحتفاء بفيلم "الحديث عن الأشجار" لصهيب قسم الباري، إذ فاز بجائزة "نجمة الجونة الذهبية" لأفضل فيلم في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، وحصوله على جائزة فارايتي التي يحتضنها المهرجان كل عام، استكمالاً للفوز الكاسح الذي حققته السينما السودانية في الجونة. وهذا العام، نواصل اعتزازنا بهذا التعاون بفيلم "وداعاً جوليا" لمحمد كردفاني الحاصل على جائزة "منصّة الجونة السينمائية" في عام 2020، إلى جانب العديد من التكريمات رفيعة المستوى، منها المشاركة في "منطلق الجونة السينمائي" (2020). الدورة السادسة تستضيف العرض الشرق الأوسطي والشمال أفريقي الأول لفيلم "وداعاً جوليا" لكردفاني". أما ماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان، فتقول: "بالصدفة المحض، وجد صنّاع هذه الأفلام أنفسهم في القاهرة خلال التحضير للبرنامج، وذلك هرباً من موجة العنف والاضطرابات في الخرطوم، ما أكّد لنا ضرورة توفير منبر للمخرجين السودانيين". تجسّد مجموعة الأفلام المرمّمة هذه، الروح المنيعة للسينما السودانية والتزامها الدائم بفنّ صناعة الأفلام. وحالما تزين هذه الأفلام قسم "العروض الخاصة" في الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي، فسينتقل الجمهور زمنياً إلى عصر قديم حيث الإبداع السينمائي وعبقرية السرد القصصي.