تتسبب مادة التريتيوم في قلق واسع بين الصينواليابان، بسبب تصريفها في المياه الساحلية وهو ما تراه الصين مضرا لصحة الإنسان والبيئة فيما تؤكد اليابان أنه ليس مضرا أبدا. وأعلنت وزارة البيئة اليابانية، أن تركيزات مادة التريتيوم في المياه الساحلية الواقعة قبالة مقاطعة فوكوشيما اليابانية، أقل من حدود الكشف عنها، ولا تشكل أي خطر على صحة الإنسان أو البيئة. وبالرغم من ذلك، فالصين ترى أن الأمر مضر للغاية وهو ما دفعها لفرض حظر على وارداتها من الأغذية البحرية من اليابان، لتسبب في تراجع أسعار صناعة صيد الأسماك في البلاد. لماذا تسبب مادة التريتيوم قلقا بين الصينواليابان؟ علميا فالتريتيوم هو نظير للهيدروجين، ويرجع أصل اسمه للكلمة اللاتينية Tri ومعناها ثلاثة، فهو يبلغ وزنه 3 أضعاف وزن الهيدروجين العادي، فرمزه الكيميائي هو 3H كما تختصره المصطلحات الأجنبية بحرف T. ويستخدم التريتيوم عادة في استخراج الطاقة النووية بواسطة الاندماج النووي، كما يحدث في القنبلة الهيدروجينية، وبالرغم من ذلك، فالطاقة الصادرة عن تحلل التريتيوم تعتبر طاقة ضعيفة، وهي تمتص في الماء خلال عدة ميكرومترات من مسارها، ولذلك لا تستطيع النفاذ في جسم الإنسان. ووفقا للإندبندنت البريطانية، فالتريتيوم من النويدات المشعة الموجودة في مياه البحر وله تأثير إشعاعي منخفض، لكن يشير الخبراء إلى أنه من الممكن أن يشكل خطراً على صحة الإنسان فقط إذا استنشق أو ابتلع بكميات كبيرة. ولذلك يتخذ العاملين في مجال الفيزياء احتياطهم من عدم السماح للتريتيوم بالتسرب وكذلك عدم استنشاقه. ووفقا لدراسة نقلتها روسيا اليوم في عام 2017، قال العلماء الإنجليز إن عنصر التريتيوم، الذي يعتبر نظيرا للهيدروجين، ويُستخدم في استخراج الطاقة النووية، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، لأنه يهاجم أنسجة أعضاء الجسم بشكل مباشر. ماذا يحدث في محطة فوكوشيما النووية؟ قبل عدة أعوام، شهدت اليابان كارثة نووية حنما أصيبت منشأة محطة فوكوشيما النووية في المحيط الهادئ بأضرار جسيمة بعد زلزال عنيف تلاه تسونامي سببا حادثة نووية في مارس 2011، أدت إلى توقف مفاعلاتها عن العمل. ونتيجة لذلك، أصبحت محطة فوكوشيما النووية تنتج أكثر من 100 ألف لتر من المياه الملوثة كمعدل يومي، نتيجة لتبريد قلب مفاعلاتها، التي دخلت في حال انصهار نووي في عام 2011، لتخزن اليابان 1.34 مليون طن من المياه، أي ما يعادل نحو 540 حوض سباحة أولمبياً، في أكثر من ألف خزان عملاق، وتصل إلى حد المفاعل الاستيعابي الأقصى. وبعد سنوات عديدة، توصلت اليابان إلى حل لمشكلة المفاعل النووي في عام 2021، من خلال تصريف المياه في البحر على بعد كيلومتر واحد من الساحل بعد معالجتها، في عملية تصريف تستمر حتى بداية 2050، بمعدل 500 ألف لتر كحد أقصى للتصريف في اليوم، بحسب ما نقلت إندبندنت عربية. ولكن المياه المعالجة يتم إزالة معظم المواد المشعة منهت باستثناء التريتيوم، الذي لم تتمكن التقنيات الحالية من إزالته.