شهدت الأزمة التي تفجرت بين مصر وفرنسا مؤخرا تطورا مثيرا، وسط أنباء عن صدور قرار من باريس بإلغاء المهرجان السينمائي، الذي كان يعتزم المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة تنظيمه أواخر الأسبوع الجاري، بسبب احتجاجات على مشاركة فيلم لمخرجة إسرائيلية ضمن أعمال المهرجان. وكانت الأزمة قد تفجرت بين القاهرة وباريس مطلع الأسبوع الماضي، نتيجة انسحاب عدد من الفنانين المصريين منهم المخرجة كاملة أبو ذكري والمخرج أحمد عاطف والممثل آسر ياسين من لجنة تحكيم المهرجان الذي يحمل اسم لقاء الصورة، بسبب مشاركة فيلم شبه طبيعي للمخرجة الإسرائيلية كيرين بن رفائيل، انطلاقا من موقف الفنانين المصريين بعدم التطبيع مع إسرائيل. ولكن الأزمة امتدت إلى الدوائر الدبلوماسية، بعد تصريحات صدرت عن وزارة الخارجية الفرنسية تضمنت انتقادا لموقف الفنانين المصريين، مما دفع المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية حسام زكي، إلى إبداء استغرابه لصدور تلك التصريحات من باريس. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن زكي قوله إن الفنانين المصريين مارسوا حقهم الكامل بالمشاركة أو الاعتذار عن أي أحداث ثقافية، انطلاقا من مواقفهم وآرائهم، وإن هذا الحق مكفول لهم وفق الدستور المصري، وبالتالي فمن غير المقبول من أي طرف أجنبي أن يعلق عليه. وأضاف المتحدث المصري: إننا لا نعلق من جانبنا على مواقف السينمائيين الفرنسيين التي يتخذونها وفقاً لقناعاتهم، وتابع قائلا: كان من الأوفق أن يسعى الجانب الفرنسي لمحاولة تصحيح الأخطاء التي وقع فيها، بدلا من التعليق على مواقف الفنانين المصريين. وكان المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية بالقاهرة قد قررا سحب الفيلم من قائمة الأفلام المشاركة بالمهرجان استجابة لتلك الاحتجاجات، إلا أن السلطات الفرنسية عادت أواخر الأسبوع، وقررت إعادة إدراج الفيلم ضمن برنامج المهرجان. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، تدخل شخصيا لإعادة إدراج الفيلم ضمن فعاليات المهرجان، كما ذكرت أن ثورة كبيرة حدثت في أروقة وزارة الخارجية الفرنسية في أعقاب قرار سحب الفيلم. ونقلت الصحيفة عن كوشنير قوله، ردا على تهديد الفنانين المصريين بالانسحاب من لجنة تحكيم المهرجان: إذا كان هذا الفيلم يتضمن قيمة ما، فلا يجب أن تتم مقاطعته لسبب واحد فقط يتعلق بأصول مخرجته. ولكن بعد تصاعد الاحتجاجات من جانب الفنانين المصريين، عاد كوشنير ليعلن إلغاء المهرجان، بقوله: طالما أن هذا الفيلم قد خلق مشكلة، فليس هناك داع لتنظيم المهرجان في القاهرة، وفق الصحيفة الإسرائيلية.