أعلنت روسيا، تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، اليوم الاثنين، وهو الاتفاق الذي وقعته قبل نحو عام، ويسمح بتدفق الحبوب من أوكرانيا إلى دول في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، بهدف تخفيف حدة نقص المواد الغذائية الأساسية جراء الحرب والتصعيد بين الجانبين الروسي والأوكراني. وجاء القرار الروسي، كنوع من الضغط وبغية تحقيق مكاسب استراتيجية، يأتي من بينها: إعادة ربط بنك "روس سيلخوز بنظام "سويفت"، وفك حظر حسابات الشركات المتعلقة بإنتاج ونقل المنتجات الزراعية، وفقا لسكاي نيوز، حيث يرى البعض أن الإجراء الروسي ينذر بخطر بشديد في الأمن الغذائي العالمي، ويعمّق من أزمة التصخم العالمي وارتفاع أسعار الغذاء. ومرّت تلك الأزمة بمحطات ومنعرجات طيلة ما يقرب من عام، وسنكشف عن تفاصيلها في التقرير التالي: * أوروبا أمريكا: عمل وحشي وأنانية نددت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة الاثنين بانسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، واصفة إياه بأنه "عمل وحشي"، فيما قال البيت الأبيض إن القرار الروسي "سيؤدي إلى تدهور الأمن الغذائي ويضر بالملايين، وفقا لسكاي نيوز. ووصفت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، قرار روسيا بتعليق اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود بأنه «خطوة أنانية»، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل لضمان الأمن الغذائي للدول الفقيرة، حسبما نشرت الشرق الأوسط اللندنية. * بودار مجاعات مع بدء روسيا عمليتها العسكرية ضد كييف، أغلقت سفن موسكو موانئ أوكرانيا، وحاصرت نحو 20 مليون طن من الحبوب، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وفقا ل بي بي سي. وقد تسبب ذلك في تهديد الإمدادات الغذائية، لا سيما في دول الشرق الأوسط وإفريقيا التي تعتمد بشكل كبير على الحبوب الأوكرانية، حينها قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن 44 مليونا في 38 دولة يواجهون "مستويات طارئة من الجوع". * توقيع الاتفاق وفي يوليو 2022، وبعد سلسلة من جولات التفاوض، نجحت الأممالمتحدة في رعاية اتفاق عرف بمبادرة البحر الأسود، وتضمنت بتسهيل وصول الأسمدة والمنتجات الروسية الأخرى إلى الأسواق العالمية بلا عوائق. وقال مسئول في الأممالمتحدة: "الهدف من هذه الاتفاقات هو تقديم نوع من تسكين الآلام لجنوب العالم الفقير". ووقعت روسيا بأن تكون مدة سريان الاتفاق 120 يومًا قابلة للتجديد، مع إبراز المجتمع الدولي بأنه يأمل في أن تنتهي الحرب من أجل الاتفاق. * تهديد روسي متواصل وفي مرات عدة، هددت موسكو بالانسحاب من الاتفاق، وعدم الالتزام ببنوده، ردا على عدم تحقيق مطالبها من الجانب الآخر، وقال السفير الروسي لدى الأممالمتحدة غينادي غاتيلوف، إن بلاده "لا ترى أي تقدم، ولم تشهد سوى الوعود". * أردوغان.. كلمة السر ومع وجود تركيا كضلع ثالث في اتقافية الحبوب، علّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على القرار الروسي، بأنه يثق برغبة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في استمرار اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، مع تأكيده على التواصل القريب معه لأجل التوصل لاتفاق. ومع تتبع التسلسل الزمني للأزمة، ستجد أن الانسحاب الروسي من اتفاق الحبوب لا يعد المرة الأولى، فقد سبق وأقدمت موسكو على تلك الخطوة، حيث علقت الاتفاق في 29 أكتوبر عام 2022 على خلفية تفجير الجانب الأوكراني لجسر القرم والذي أشارت التحقيقات التي أجرتها الإدارة الروسية إلى أن المتفجرات كانت محمولة في إحدى شاحنات الحبوب الأوكرانية، وفقا ل بي بي سي. ومع تلك الأزمة، لعب أردوغان دورا هاما؛ حيث تراجعت روسيا عن هذا القرار في 2 نوفمبر 2022 عقب مباحثات بين كلا الجانبين التركي والروسي التي أدت إلى ضمانات جديدة تضمن للجانب الروسي عدم التعرض لأسطوله أو المساس به، وفقا ليورو نيوز.