رأت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، أن قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وجهت ضربة أخرى للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث اتحد الحلفاء كما كانوا دائما ضد حربه في أوكرانيا وأعلنوا عن جهود لتوسيع الحلف وتعزيز الإنفاق الدفاعي. واعتبرت الصحيفة أن أكبر "انتكاسة" واجهها بوتين عشية القمة، تمثلت في التوصل لاتفاق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقبول طلب انضمام السويد للناتو، بعد أكثر من عام من معارضته لذلك. ويشير قرار أردوغان بشأن توسيع حدود التحالف الأمني الغربي إلى أن الرئيس التركي يقترب من الغرب ويبتعد عن بوتين. وقالت أصلي أيدينتاشباش، الزميلة بمعهد بروكينجز الأمريكي: "أردوغان لم يعد مهتما بالاعتماد على بوتين اقتصاديا واستراتيجيا"، مضيفة أنها تعتقد أن الروس مستاؤون للغاية وخاصة الكرملين. ولفتت الصحيفة إلى أن تلك الخطوة ساعدت في إصلاح علاقات تركيا المتوترة مع حلفائها في الناتو ومنح الرئيس الأمريكي جو بايدن فوزا كبيرا في قمة الناتو، التي عقدت في فيلنيوس بليتوانيا. وجاءت موافقة أردوغان على طلب السويد، بعد أيام فقط من إطلاق سراحه لمقاتلين أوكرانيين من مجموعة "آزوف"، وهي خطوة أغضبت الكرملين بشدة لأنه كان من المفترض أن يبقى أسرى الحرب في تركيا حتى نهاية الحرب. وقالت أيدينتاشباش إن إطلاق سراح المعتقلين يمثل ضربة أكبر حتى من صفقة السويد، معتبرة أن الرئيس التركي شعر الآن بأن بوتين أصبح ضعيفًا- خاصة بعد تمرد مجموعة فاجنر العسكرية الروسية- وهو يقترب أكثر من بايدن. وأضافت: "لن أسمي هذا الأمر إعادة هيكلة، لكنه يضع الأساس لزخم العلاقات بين الغرب وتركيا وسيكون ذلك صفقة كبيرة؛ أنقرة هي ثاني أكبر جيش في الناتو وكان انحرافها عن الغرب مشكلة كبيرة"، مرجحة أن يستمر أردوغان في اللعب على كلا الجانبين لأن صفقاته تقوم على "مزايا المعاملات". ودعم أردوغان انضمام السويد بعد أن انتزع تنازلات من الغرب، بما في ذلك تعزيز عمليات مكافحة الإرهاب، والمزيد من مبيعات الأسلحة والدعم السويدي لآمال تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وفاز أردوغان أيضا بصفقة لشراء طائرات "إف-16" التي طال انتظارها من واشنطن لتحديث قواته الجوية، حيث أعلنت الولاياتالمتحدة أن عملية البيع المتوقفة مؤقتا ستمضي قدما بعد يوم واحد من اتفاقية السويد. من ناحية أخرى، رأت الصحيفة أن بوتين حقق انتصارا طفيفا بكبح تطلعات أوكرانيا في الانضمام للناتو، حيث قالت السفيرة الأمريكية السابقة لدي الأممالمتحدة نيكي هايلي، إن بايدن "أسعد بوتين" من خلال رفضه وضع جدول زمني للالتزام بعضوية كييف المستقبلية في الناتو. وقرر الناتو عدم التعجيل بضم كييف إلى الحلف أو تحديد جدول زمني واضح للعضوية، وهي خطوة تقول أوكرانيا إنها ستشجع روسيا فقط وتسمح لموسكو باستخدام الانضمام إلى الحلف كورقة مساومة في محادثات السلام. من جانبها، حاولت روسيا التقليل من شأن الأخبار الصادرة عن القمة. وقال رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسية، إن القمة لم تجلب "أي مفاجأة لبلادنا".