اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن تركيا والمجر تهددان وحدة حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال المواجهة مع روسيا، عبر عرقلتهما لانضمام السويد إلى الحلف. وقالت الصحيفة في تقرير لها إنه عندما يجتمع قادة دول الناتو في ليتوانيا غدا الثلاثاء، سيسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن وأقرب حلفائه لأن يرسلوا إلى روسيا رسالة قوية مفادها أن الغرب متحد ضد الحرب الروسية على أوكرانيا. وأضافت الصحيفة أن ما يهدد استعراضهم للتماسك سيكون بعض من نفس القادة الذين سينضمون إلى بايدن في فيلنيوس، الذين يوضح رفضهم انضمام السويد إلى الحلف المكون من 31 بلدا، الانقسامات التي يمكن أن تقوض قوة ردع الناتو وسط مواجهة خطيرة مع موسكو. وتابعت أنه "في حين استشهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان بأسباب مختلفة للاعتراض على انضمام السويد، التي سيعزز جيشها المتقدم القوة القتالية للناتو، يسلط موقفهما الضوء على قدرة أي بلد عضو على عرقلة أولويات التحالف المدعومة على نطاق واسع". ورأت "واشنطن بوست" أن الخلاف حول انضمام السويد، الذي يتطلب موافقة المشرعين الأتراك والمجريين، لا يشكل تهديدًا لهدف بايدن المتمثل في التلويح بقيادته لناتو قوي فحسب، بل يمثل أيضًا تذكيرًا بالاختلافات الأخرى التي يعاني منها الحلف، بما في ذلك الانقسامات حول مستويات الإنفاق العسكري، وطريق كييف إلى العضوية، ومؤخراً قرار البيت الأبيض بتقديم الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا. وتأتي قمة ليتوانيا التي ستنعقد على مدى يومين بينما يتقدم القادة الأوكرانيون بنداءات ملحة لإرسال أسلحة إضافية من الغرب، بما في ذلك طائرات مقاتلة، يقولون إنها ضرورية لتحقيق الانتصار في عملية شاقة لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، كما يدفعون باتجاه مسار أوضح للانضمام إلى الناتو. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه في حين لم يقدم الناتو نفسه أسلحة إلى أوكرانيا، كان بمثابة ساحة لتنسيق الزيادة الهائلة في الدعم الغربي لكيف. ونوهت الصحيفة بأنه كما الحال مع فنلندا، التي أنهت عملية انضمامها في أبريل الماضي، تخلت السويد عن عقود من عدم الانحياز العسكري ردًا على الحرب الروسية على أوكرانيا. وعلى الرغم من قرار أردوغان بإسقاط اعتراضات حكومته على عضوية فنلندا في مارس الماضي، فقد رفض الموافقة على انضمام السويد، مشيرًا إلى مطالب إضافية. ويسارع الدبلوماسيون الآن – بعد شهور من التعبير عن الثقة في أن قمة فيلنيوس ستوفر فرصة للاحتفال بانضمام السويد – لإقناع المجر وتركيا خاصة بإرسال إشارة مفادها أنهما سيسمحان بقبول عضوية ستوكهولم. وتشمل أسباب معارضة تركيا لعضوية السويد ما تصفه أنقرة برفض ستوكهولم تسليم أعضاء من حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة تنظيما إرهابيا وحركة الخدمة بقيادة فتح الله جولن المتهمة بمحاولة الإطاحة بالحكومة التركية في عام 2016. وبينما يصر كبار المسئولين في الولاياتالمتحدة والناتو على أن ستوكهولم استوفت الشروط المحددة العام الماضي لتهدئة مخاوف أنقرة الأمنية - بما في ذلك تعديل دستورها والموافقة على قوانين أكثر صرامة لمكافحة الإرهاب - رفض أردوغان إرسال بروتوكول انضمام السويد إلى المشرعين الأتراك. ويشير دبلوماسيون إلى أن أنقرة، التي تقود ثاني أكبر قوة برية في الناتو وأرسلت قوات للمشاركة في مهام الحلف بما في ذلك أفغانستان، لا تزال مساهماً هاماً. وكانت تركيا أيضًا داعمًا موثوقًا به لأوكرانيا، حيث باعت طائرات بدون طيار "درونز" مسلحة إلى كييف حتى قبل الحرب الروسية عام 2022. ووصفت "واشنطن بوست" المجر بأنها دولة منعزلة عن الناتو بسبب روابط أوربان الدافئة مع بوتين، مشيرة إلى رفضها السماح بشحن الأسلحة إلى أوكرانيا عبر أراضيها. ويواجه أوربان انتقادات بسبب ممارساته في الحكم، حيث اشتبك مراراً مع الاتحاد الأوروبي بشأن مقاربته للهجرة وسيادة القانون. ومثل تركيا، تتطلع المجر إلى روسيا للمساعدة في الحفاظ على اقتصادها من الانهيار