في تصعيد جديد على مسرح التوترات الغربية–الروسية، قلل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من أهمية قرار حلف شمال الأطلسي (الناتو) بزيادة ميزانيته الدفاعية، مؤكداً أن ذلك لن يُحدث أثرًا يُذكر على أمن بلاده. وجاء ذلك في تصريحات له خلال مؤتمر صحفي، اليوم الخميس، نقلتها وكالة «رويترز»، في وقت تتزايد فيه حدة الخطاب بين موسكو والغرب على خلفية الصراع المستمر في أوكرانيا. وكان الناتو قد أعلن، يوم الأربعاء، عن تبني أعضائه هدفاً طموحاً برفع الإنفاق الدفاعي الجماعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العقد المقبل. وأرجع الحلف هذه الخطوة إلى ما وصفه ب"التهديد طويل الأمد الذي تمثله روسيا"، مع الإشارة إلى الحاجة إلى تعزيز القدرات الدفاعية، سواء المدنية أو العسكرية. غير أن لافروف بدا غير آبه بهذا التطور، قائلاً: «فيما يخص تأثير هذا الرقم السحري – 5% من الناتج المحلي – على أمن روسيا، فلا أعتقد أن له وزناً كبيراً». وأضاف بثقة: «نحن نعرف أهدافنا، ونعلنها بوضوح، وهي أهداف مشروعة تماماً وفق ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي. كما نعرف الوسائل التي نحقق بها هذه الأهداف، ولن نحيد عنها». سياسات الناتو ويأتي هذا التوجه الجديد في سياسات الناتو نتيجة لضغط مباشر مارسه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي طالما انتقد حلفاء بلاده الأوروبيين بسبب تدني إنفاقهم الدفاعي، إلى جانب تصاعد القلق الأوروبي حيال ما تعتبره تهديداً روسياً متزايداً منذ غزو أوكرانيا عام 2022. وفي المقابل، تصر موسكو على أنها لا تشكل تهديداً لأي دولة عضو في الحلف، على الرغم من إنفاقها نحو 40% من ميزانية عامها الجاري على الأمن والدفاع. كما اتهم الكرملين الناتو في وقت سابق من هذا الأسبوع ب"شيطنة" روسيا، واصفاً خطاب الحلف بأنه محاولة لتبرير "الإفراط في العسكرة" عبر تصوير موسكو ك"شيطان خرج من الجحيم". وبين طموحات الناتو وتصريحات لافروف، تتضح ملامح مشهد دولي أكثر احتدامًا، تتداخل فيه لغة التهديدات مع استراتيجية الردع، ويُرسم مستقبله بأرقام الميزانيات وخطوط المواجهة المحتملة.