«دستورية النواب» توافق على مشروع موازنات هيئة قضايا الدولة    «القاهرة الإخبارية»: قصف إسرائيلي متواصل وغارات لا تتوقف على قطاع غزة    البحرية الأوكرانية تعلن عن إغراق كاسحة الألغام الروسية كوفروفيتس    حافلة الزمالك تصل ملعب النهائي الأفريقي    القبض على تاجري مخدرات غسلا 60 مليون جنيه في الجيزة    الترقب والاستعداد لعيد الأضحى المبارك 2024 في مصر    هشام عبدالخالق يكشف كواليس فيلم «اللعب مع العيال».. تفاصيل بالصور    غرفة السياحة تكشف الأسعار الجديدة لبرنامج حج فئة ال 5 نجوم    جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا تتصدر تصنيف التايمز العالمى للجامعات الناشئة لعام 2024    مانشستر يونايتد يسعى لضم لاعب يوفنتوس بعد نهاية عقده    «مراسم دندرة للرسم والتصوير» في معرض فني لقصور الثقافة بالهناجر الأربعاء    الإعلان عن مبادرة للحصول على حقوق الأداء العلني للآثار المصرية المعروضة في الخارج    تحذير ل5 فئات من متحور «flirt» الجديد.. مضاعفات خطيرة    «الرعاية الصحية» : 5 ملايين مستفيد و44 مليون خدمة طبية بمحافظات «التأمين الشامل»    وزير الإسكان: مبادرة "سكن لكل المصريين" تسعى لتوفير المسكن الملائم لمختلف الشرائح    بالصور.. رئيس جامعة المنصورة يتفقد أعمال تجديد مدرجات كلية الحقوق    القومي لحقوق الإنسان يبحث مع السفير الفرنسي بالقاهرة سبل التعاون المشترك    ميسرة صلاح الدين: الشعر كائن عنيد ومتمرد    "المنظمات الأهلية الفلسطينية" تؤكد أهمية دور مصر الرائد والمستمر في دعم الشعب الفلسطيني    مصرع شخص غرقًا في ترعة بالأقصر    الأربعاء.. عرض فيلمي «فن القلة» و«فن العرايس» بمركز الثقافة السينمائية    أزمة الدولار لا تتوقف بزمن السفيه .. مليارات عيال زايد والسعودية وصندوق النقد تتبخر على صخرة السيسي    منها مزاملة صلاح.. 3 وجهات محتملة ل عمر مرموش بعد الرحيل عن فرانكفورت    إنجاز قياسي| مصر تحصد 26 ميدالية في بطولة البحر المتوسط للكيك بوكسينج    محافظ قنا: تمويل 2144 مشروعا صغيرا ومتناهي الصغر ب102 مليون جنيه    باحثة سياسية: نزوح 80 ألف شخص من رفح الفلسطينية إلى خان يونس ودير البلح    ما هو الحكم في إدخار لحوم الأضاحي وتوزيعها على مدار العام؟    «الإفتاء» توضح حكم حج وعمرة من يساعد غيره في أداء المناسك بالكرسي المتحرك    رئيس «قضايا الدولة» ومحافظ الإسماعيلية يضعان حجر الأساس لمقر الهيئة الجديد بالمحافظة    «الجوازات» تقدم تسهيلات وخدمات مميزة لكبار السن وذوي الاحتياجات    نصائح وزارة الصحة لمواجهة موجة الطقس الحار    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية مجانا في قرية أبو سيدهم بمركز سمالوط    محافظ الدقهلية يتابع الموقف التنفيذي لأعمال ممشى السنبلاوين الجديد    مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية يوضح أنواع صدقة التطوع    أسرة طالبة دهس سباق الجرارات بالمنوفية: أبوها "شقيان ومتغرب علشانها"    هالة السعيد: 4 مليارات جنيه استثمارات لمحافظة قنا بخطة عام 23/2024    إعلام إسرائيلي: اغتيال عزمى أبو دقة أحد عناصر حماس خلال عملية عسكرية في غزة    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    رئيس هيئة الدواء يشارك في احتفالية إنجازات المرحلة الأولى من التأمين الصحي الشامل    وزير العمل: لم يتم إدراج مصر على "القائمة السوداء" لعام 2024    10 نصائح للطلاب تساعدهم على تحصيل العلم واستثمار الوقت    مساعدون لبايدن يقللون من تأثير احتجاجات الجامعات على الانتخابات    وزيرة الهجرة: مصر أول دولة في العالم تطلق استراتيجية لتمكين المرأة    إيرادات فيلم السرب تتخطى 30 مليون جنيه و«شقو» يقترب من ال71 مليون جنيه    أول صور التقطها القمر الصناعي المصري للعاصمة الإدارية وقناة السويس والأهرامات    تقدم 28 جامعة مصرية في تصنيف التايمز العالمي للجامعات الناشئة لعام 2024    ضبط 100 مخالفة متنوعة خلال حملات رقابية على المخابز والأسواق فى المنيا    مدينة مصر توقع عقد رعاية أبطال فريق الماسترز لكرة اليد    حجازي يشارك في فعاليات المُنتدى العالمي للتعليم 2024 بلندن    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 19-5-2024    ولي العهد السعودي يبحث مع مستشار الأمن القومي الأمريكي الأوضاع في غزة    ضبط 34 قضية فى حملة أمنية تستهدف حائزي المخدرات بالقناطر الخيرية    أسعار الدولار اليوم الأحد 19 مايو 2024    حقيقة فيديو حركات إستعراضية بموكب زفاف بطريق إسماعيلية الصحراوى    إصابات مباشرة.. حزب الله ينشر تفاصيل عملياته ضد القوات الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    تعليق غريب من مدرب الأهلي السابق بعد التعادل مع الترجي التونسي    عماد النحاس: كولر أدار المباراة بشكل متميز.. وغربال كان متوترًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد إبراهيم: على الحجار ابن التخت الشرقي وفي انتظار «100 سنة غنا».. ومدحت صالح حرك المياه الراكدة
نشر في الشروق الجديد يوم 13 - 07 - 2023


موسيقانا جميلة في أي ثوب من الطربوش إلى الجينز
عبدالحى حلمى صاحب أول خطوة عملية وعلمية لحفظ وإنقاذ التراث
مشايخ الأزهر أول من قاموا بتمصير وتحرير الغناء من الشكل العثمانى.. وسيد درويش طور الغناء
التوزيع الموسيقى ليس بجديد علينا وارجعوا إلى «جبار» و«عاشق الروح» و«لست قلبى»
أنا أكثر مطرب غنى القديم فى العالم العربى.. وأتمنى تقديم الأعمال النادرة التى سجلت قبل ظهور الراديو
يعد المطرب الكبير أحمد إبراهيم الابن الشرعى للموسيقى العربية، والابن البار لها، منذ ظهوره وهو حريص أن يحتفى بتراثنا، يذكرنى بعلماء الآثار الذين ينقبون عنه فى كل مكان، لذلك أعتبره زاهى حواس الموسيقى العربية، لا يكل ولا يمل فى البحث عن كنوز التراث.
يمتلك حنجرة بلاتينية أهلته لغناء كافة أشكال وقوالب الموسيقى العربية التى قدمت فى شتى العصور، لذلك لم يكن غريبا أن يختاره عبدالحليم نويرة ضمن فرقة الموسيقى العربية «عبدالحليم نويرة حاليا: ليكون أحد أبنائها وهو فى الصف الأول الثانوى، وكذلك اختاره حسين جنيد ليكون عضوا بفرقة المعهد العالى للموسيقى العربية «أم كلثوم» حاليا، كما قدمته الدكتورة رتيبة الحفنى فى سلسلة طرب زمان بمهرجان الموسيقى العربية إلى جانب مشاركته الدائمة فى المهرجان.
كما قدمه موسيقار الأجيال من خلال شركة صوت الفن، وظل أحمد إبراهيم حريصا على إحياء التراث بشقيه الأكاديمى حتى حصل على الدكتوراة وشقه العملى بما أننا بصدد مشاريع كثيرة لإحياء التراث بشكل أوركسترالى، كان ولابد أن أعود له لنتحاور حول كنوز الموسيقى العربية وفكرة إحياء التراث.
سألته فى البداية: فكرة تقديم أغانى التراث بعد إعادة توزيعها كيف تراها؟
هى ليست فكرة جديدة، أولا المايسترو عبدالحليم نويرة أسس فرقة الموسيقى العربية لإحياء التراث، التى تتبع الآن دار الأوبرا المصرية ويطلق عليها فرقة عبدالحليم نويرة للموسيقى العربية، ثم تأسست فرقة المعهد العالى للموسيقى العربية التى أطلق عليها اسم السيدة أم كلثوم بعد رحيلها، وهى الفرقة التى خرج منها، إجلال المنيلاوى، ماجدة عبدالسميع ثم محمد الحلو، سوزان عطية، هشام يحيى، توفيق فريد، ثم أحمد إبراهيم، طارق فؤاد ثم محمد عبدالستار وآخرين.
حسين جنيد قائد الفرقة كان يقوم بعمل التوزيع الموسيقى لبعض الأعمال، وإعادة التدوين الموسيقى لها، وهناك أعمال كانت تقدم كما هى لأنها لا تحتمل توزيعا موسيقيا جديدا، لذلك لم يكن يقوم بإعادة توزيع كل أغانى التراث، وهناك قضية شهيرة كانت بين حسين جنيد وورثة سيد درويش عندما قام بتوزيع بعض أعماله، فاعترض الورثة على إعادة التوزيع وأقاموا دعوى قضائية ضد المعهد وحسين جنيد، وهنا قرر عدم توزيع أغانيه وبدأ يعيد توزيع أعمال داوود حسنى، وخرين وأغلبها كانت أعمال مسرحية.
وكان حسين جنيد يقدم على الأقل فى كل حفل عملا أو عملين بتوزيع جديد، كان حفل الفرقة يقام فى الخميس من كل أسبوع، ويعاد السبت، يوم الأحد كان يستدعينى لمنزله لكى أحفظ الجديد الذى نقدمه فى الحفل القادم، كما كان يفعل ما هو أهم من التوزيع الموسيقى، وهى فكرة إحياء التراث بجد وبشكل حقيقى، كان حريصا أن يقدم أعمالا كانت مسجلة على أسطوانات نادرة، لم يكن أحد يعلم عنها شىء، كان يقوم بتحفيظ المطربين وأنا واحد منهم، هؤلاء هم الذين أحيوا تراثنا الموسيقى وكل منهما يستحق تمثالا.
ماذا عن التدوين الموسيقى للأعمال؟
نويرة وجنيد لهما دور كبير فى إعادة التدوين الموسيقى لتراثنا، ويعد لهما دور وفضل كبير بعد أصحاب العمل الأصليين الذين سجلوا الأغانى.
هناك مطرب كبير اسمه عبدالحى حلمى، هو أول مطرب مصرى صدرت له أسطوانة فى 1905، قبله كانت الأغانى تنتقل من خلال حفظة التراث من أى شخص لآخر، عبدالحى حلمى عمل شيئا عظيما للموسيقى العربية وكان له دور فى حفظ وإحياء التراث من خلال الأسطوانات التى قام بتسجيلها لمن سبقوه من المطربين محمد عثمان وعبده الحمولى والشيخ المسلوب، سجل أعمال أغلب من سبقوه، لذلك له الفضل الأكبر فى حفظ تراثنا، وهذه تعد أول خطوة عملية وعلمية لحفظ وإنقاذ التراث، هذا الرجل كان سابق عصره، لأنه كان يخشى على الموسيقى العربية وأن يتم تحريف الأغانى والألحان من خلال تناقلها عبر الأصوات، أو رحيل بعضهم.
هل لديك معلومة كيف جاءت تلك الفكرة لعبدالحى حلمى؟
علمت أنه كان وعد محمد عثمان بتسجيل تراثه بمجرد دخول الأسطوانة لمصر، لأن وقتها كانت الأسطوانة بدأت تنتشر فى أوروبا، وكان الجميع فى مصر ينتظر اليوم التى تدخل فيه مصر، لذلك كان حلم كل المطربين أن يسمع أعماله عبر تلك الوسيلة الجديدة، واستطاع عبدالحى حلمى الذى توفى 1912 فى أن يسجل فى خلال 7 سنوات من دخول الأسطوانة وحتى رحيله، كما كبيرا من التراث.
هل جاء مطرب آخر استكمل مسيرة تسجيل التراث؟
هنا لابد أن أشير إلى أن فى تلك الفترة، كان الشيخ يوسف المنيلاوى له تسجيلات وكذلك سيد درويش وغيرهما، لأننا أصبحنا فى عصر الأسطوانات، وقبل ذلك كانت هناك أسطوانات شمع لعبده الحامولى لكن لم تكن لكل أعماله، وما فعله عبدالحى حلمى أنه سجل أعمال الأصوات التى لم تلحق بركب هذا الاختراع، ثم جاء عبدالوهاب سجل أيضا لسلامة حجازى، كما سجل عمل «ملا الكاسات» لمحمد عثمان.
ثم ظهر صالح عبدالحى ليستكمل مسيرة خاله عبدالحى حلمى، وكان فى مرحلة وسط بين المدرسة القديمة الكلاسيكية والتطوير الذى حدث بعد ظهور أم كلثوم وعبدالوهاب.
لكن التطوير حدث على يد سيد درويش وليس أم كلثوم وعبدالوهاب؟
سيد درويش قام بتطوير الموسيقى المصرية ككل، اللحن معه انتقل من الشكل العثمانى إلى المدرسة التعبيرية، تعدد الأصوات فى اللحن الواحد، لكن أقصد بأم كلثوم وعبدالوهاب أنهما ساهما بصوتيهما فى حفظ التراث أيضا.
بمناسبة النقلة التى أحدثها سيد درويش ما الفرق بين التطريب والتعبير؟
التطريب الكلمة تخضع للحن بمعنى أن الكلام قليل بينما اللحن يعاد ويكرر بشكل مختلف، مثل أن يكرر المطرب «يا ليل يا عين» أكثر من مرة بشكل مختلف، بشكل جمالى، ولولا هذه المدرسة ما جاءت المدرسة التعبيرية، أما التعبير فاللحن يعبر عن الكلمة. ولا يمكن أن ننسى أستاذ المجددين محمد القصبجى.
أعود بك إلى نقطة التوزيع الموسيقى؟
الأمر ليس بجديد، أندريا رايدر فعل ما يحاول أن يقوم به البعض الآن، فهل يستطيع الآن أحد توزيع أغنية جبار كما وزعها اندريا، أو «لست قلبى» كما وزعها على إسماعيل أو «عاشق الروح» كما قدمها اندريا رايدر، موسيقانا بخير.
بماذا تقصد أن موسيقانا بخير؟
أقصد أن الموسيقى العربية طوال عمرها وهى تقدم بالشكل الذى يليق بها، أنا استمعت إلى كلام كثير عن نقل الأغنية من التخت للأوركسترا ولكننى عندما تتبعت الأمر لم أجد أغنية واحدة نقلت من التخت، كل الأغانى التى قدمت حتى الآن، قدمت فى الأصل بمصاحبة فرقة كبيرة وليست تختا، ونحن ذكرنا منذ قليل أعمالا مثل «عاشق الروح» و«جبار» و«لست قلبى» على سبيل المثال.
أما التخت فهو خمسة أفراد ناى وكمان وإيقاع وعود وقانون، قبل ذلك كان ثلاث آلات ناى وقانون وإيقاع.
وإذا عدنا إلى أصل عملية نقل الأغنية من التخت إلى الأوركسترا فالفضل يعود لمن طور الأغنية سيد درويش فهو أول من نقل الأغنية من التخت إلى الأوركسترا.
ولا ننسى دور عبدالوهاب فى تطوير الفرقة الموسيقية، أدخل التشيلو وزاد من عدد عازفى الكمان ثم أدخل الآلات الغربية مثل الأكورديون وغيرها، لكن يبقى الأستاذ فى هذا الأمر سيد درويش، لأنه نقل الأغنية من الارتجال إلى التدوين.
على المستوى الشخصى أنت ابن فرق التراث؟
أنا بدأت مع فرقة الموسيقى العربية «نويرة» حاليا، كنت طالبا فى أولى ثانوى، وقتها كانت تابعة لوزارة الثقافة، قبل إنشاء الأوبرا، مدرس اللغة العربية، قرأ إعلانا أن فرقة الموسيقى العربية تطلب أصواتا جديدة ذهبت، والحمد لله نجحت من بين 200 صوت، وبعد فترة سأل نويرة أعضاء الفرقة هل أحد منكم فكر يدرس موسيقى فقررت الذهاب إلى معهد الموسيقى العربية وتركت دراستى العادية، كانت فرقة نويرة نقطة التحول فى حياتى، وبعد الالتحاق بالمعهد غنيت مع فرقة أم كلثوم وكان قائدها حسين جنيد الذى طلب منى التقدم لمسابقة الالتحاق بالفرقة، وغنيت لسيد درويش أهو ده اللى صار وثم طلب منى غناء عمل آخر، وأنا الصوت الوحيد الذى طلب منه ذلك، غنيت لمحمد عثمان «بستان جمالك»، كتبت اللجنة ملحوظة بضرورة انضمامى لفرقة أم كلثوم فى الحال.
فى أول حفل حضر عبدالوهاب ومحمد الموجى وقرر الموجى تقديمى للإذاعة دون دخول لجنة الاستماع، وقررت الإذاعة أن تتبنى صوتى وطلب منى صالح مهران مدير عام الموسيقى والغناء، أن أغنى لبليغ حمدى، فقلت له إن الأستاذ الموجى هو من طلبنى أولا، فرد وما المانع أن تغنى للاثنين.
أما أول ظهور لى مع فرقة المعهد العالى للموسيقى العربية «أم كلثوم»، غنيت «حسدونى وباين فى عنيهم»، فى عيد ميلاد الموسيقار عبدالوهاب وهذه الأغنية كانت بالتخت الشرقى، لكننا قدمناها بالأوركسترا قيادة الفرقة حسين جنيد، وفى نفس الفترة أيضا كان نويرة يقدم نفس الأمر، واستمر بى الحال أغلب سنوات عمرى الفنى.
الحمد لله أنا أكثر مطرب غنى تراث فى العالم العربى، كان حسين جنيد يثق فى صوتى، لذلك كان يعطينى أسطوانات نادرة أقوم بالحفظ منها، والحمد لله المكتبة مليئة بأعمالى، ولا أنسى أن عبدالوهاب تبنى صوتا من خلال شركته صوت الفن، وقعت معهم عقدا لإعادة أعمال عبدالوهاب، لكننى بدأت معهم بأعمالى الخاصة ولم ينفذ مشروع إعادة الأعمال. أنا أعتبر نفسى صاحب مشروع فى هذا الأمر.
كيف ترى الاختلاف بين ما تقدمه فرق التراث فى الماضى وبين ما يقدم الآن؟
فرقة أم كلثوم كانت قائمة على إحياء التراث بترتيب تاريخى، التراث حاجة غير الذى يقدم فى الإذاعة، أنا مع إعادة إحياء التراث وتقديمه للأجيال الجديدة، وأقترح طالما أننا قدمنا مشروعا للأساتذة والذى يتبناه مدحت صالح، أن يكون هناك مشروع لتقديم الرواد الذين أثروا التراث، لأن هناك أسماء سطرت تاريخ الأغنية المصرية ولا يذكرهم أحد، مثل، محمد عبدالرحيم المسلوب، محمد عثمان عبده الحامولى كامل الخلعى، داود حسنى، سلامة حجازى هؤلاء الرواد.
هناك مشروع 100 سنة غناء الذى يعده على الحجار ومن المقرر تنفيذه خلال الفترة القادمة؟
هذا مشروع عظيم جدا وعلى الحجار ابن التراث العربى، فهو بدأ فى فرقة التخت الشرقى، كما أن والده واحد من رموز التراث ومعلم كبير، وحافظ للتراث، وسبق لعلى أن قدم التراث بصوته بشكل عظيم، لذلك أتوقع نجاح مشروعه.
قلت إن على الحجار ابن التراث.. هل لو طلب منك الحجار المشاركة معه فى 100 سنة غناء توافق؟
بالطبع وأنا أيضا ابن لهذا التراث، لأن التراث له ناسه وأهله، وطالما سوف أظهر بشكل يتناسب مع اسمى، لن أرفض طبعا، خاصة أن على كما ذكرت متشبع بالتراث.
«طرب زمان» قدمته مع الدكتورة رتيبة الحفنى لسنوات طويلة ضمن مهرجان الموسيقى العربية؟
بالفعل، طرب زمان نقلنا من خلاله الأسطوانة إلى المسرح، كأننا عدنا إلى هذا العصر، بنفس الشكل الذى كنا عليه وقت تقديم الأغنية لأول مرة فى مطلع القرن العشرين، الطربوش، والتخت، وهذا العمل إحد وسائل حفظ التراث، وكانت الراحلة الكبيرة تعتمد علىَّ فى الاختيارات لأنها كانت تعلم مدى درايتى به، قدمنا خلاله أعمال عبدالحى حلمى وزكريا أحمد وصالح عبدالحى ومحمد عثمان.
تراثنا كبير جدا، نحن أصحاب تراث 7 آلاف سنة، جميل أن أجد مدحت وعلى الحجار مهتمين بالقضية، ما أراه ظاهرة صحية، أن أسمع عبدالوهاب ومحمود الشريف، أنا كمصرى دارس وحاصل على الدكتوراة، أؤكد أننا نملك بحرا اسمه الموسيقى العربية، يمكننا أن نتناوله بالأوركسترا السيمفونى، نحن نملك ما لا يملكه العالم وهو اللحن الأساسى، وهذا الأمر غير موجود فى الموسيقى الغربية التى تعتمد على 20% كلحن بينما 80% توزيع موسيقى، أما موسيقانا اللحن يمثل 100% من العمل، وهذا دليل على ثراء موسيقانا، لذلك هناك ألحان لو تم توزيعها تشوه.
أنا غنيت مع الأوركسترا مع الدكتور جمال سلامة وغنيت الليلة الكبيرة بعد أن تم تحويلها إلى باليه من إخراج عبدالمنعم كامل ونفذت بالأوركسترا كاملا، كما أننى غنيت مع الأوركسترا أيضا قيادة الدكتور مصطفى ناجى فى حفل أقيم ببيروت قدمنا فيه «الإنشادية» تأليف توفيق الباشا وكنت المطرب العربى الوحيد بينما باقى الأصوات كانوا مغنيى أوبرا.
هل تعتبر نفسك صاحب مشروع مرتبط بالتراث؟
أنا الحمد لله كمطرب غنيت كل الأشكال الغنائية بالتخت والأوركسترا وبالآلات الشعبية، مشروعى هو استكمال ما بدأه حسين جنيد وعبدالحليم نويرة فى تقديم التراث الحقيقى الذى لا نسمع عنه شيئا، لكننى أقدمه بمفردى كلما سنحت لى الظروف.
فى نقاط ما الذى تتمنى تقديمه؟
أتمنى تقديم كل ما قدم قبل ظهور الإذاعة والتليفزيون، الإذاعة تم إنشاؤها عام 1934، قبل هذا التاريخ هناك أعمال عظيمة أخشى أن تندثر، فى ظل ما نعانيه من تجاهل لهذا التراث، أتمنى إعادة الأعمال التى لم تسجل.
لكن هناك فترة أطلق عليها فترة الغناء التركى وهى فترة ما قبل سيد درويش؟
من يقول هذا غير مدرك لتاريخنا، وغير دارس له، المسلوب والحامولى ومحمد عثمان أقاموا ثورة لتمصير الغناء.
لماذا نسب التمصير لسيد درويش؟
سيد درويش نقل الغناء من التطريب إلى التعبير، لكن مشايخ الأزهر هم من قاموا بتمصير الغناء وتطور على أيديهم التراث مثل المسلوب ويوسف المنيلاوى وأبو العلا محمد.
فى النهاية لابد أن أقول إن موسيقانا العربية جميلة فى أى ثوب ترتديه، بالطربوش جميلة أو بالجينز أو بالبدلة، الأهم أن تقدم بما لا يشوهها.
هى صالحة لكل العصور والأزمنة. ولابد أن أكرر أن ما يقدم فى الإذاعة ليس هو التراث لدينا أعمال قديمة. أنا مع تقديم تراثنا، وسعيد جدا بظهور مشروع على الحجار 100 سنة غناء.
ناس كثيرة تسأل عن السر فى اختفائك لفترات؟
أنا الحمد لله لم أبتعد عن الغناء منذ ظهورى، لكننى لن أطرق الأبواب، والحمد لله داخل وخارج مصر الناس تعى قيمتى، منذ سنوات فوجئت بمجموعة من الفرنسيين كانوا بصدد إعداد برنامج عن الموسيقى العربية يطلبون لقائى، واكتشفت أنهم يضعوننى ضمن قائمة تضم أسماء قليلة داخل الوطن العربى كأبرز الأصوات المهتمة بالتراث، وكنت الوحيد المرشح من مصر.
لدى خبرات كثيرة ولدى مفاتيح التراث، وأنا موجود وأتمنى أن أرى مشاريع أخرى عن التراث، وسعيد بدخول الأوبرا والشركة المتحدة فى مثل هذه النوعية من الأعمال، ويحسب لمدحت أنه حرك المياه الراكدة. وأوجه الشكر، للدكتور خالد داغر رئيس الأوبرا والدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة، أتمنى فى الفترة القادمة المزيد.
فى النهاية برنامج المايسترو الذى تقدمه ماذا عنه؟
هو برنامج متخصص فى حفظ التراث وتقديم الأعمال الغنائية بمختلف أشكالها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.