توفيق: مصر مسئولة عن ثلث إجمالى البلاستيك الذى يتدفق إلى البحر المتوسط خبير باليونسكو: تحقيق صفر تلوث بلاستيكى حلم بعيد المنال لكنه ليس مستحيلا حذر خبراء فى مجال البيئة من تداعيات انتشار النفايات البلاستيكية فى المحيطات والبحار، باعتبارها إحدى أكثر القضايا إلحاحا فى نطاق النظم البيئية البحرية، خاصة فى المنطقة العربية، وسط تحذيرات من امتداد تأثيراتها السلبية إلى الإنسان نفسه، بسبب المخاطر الكارثية الناتجة عن استقرار أجزاء البلاستيك فى أمعاء الأسماك ما يؤثر بالتبعية على صحة الإنسان. وقال الخبير البيئى، الدكتور أحمد توفيق إن مصر هى أكبر دولة ملوثة للبحار بالبلاستيك فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والسابعة على مستوى العالم، حيث تستحوذ وحدها على 3% من تصريف نفايات البلاستيك فى محيطات وبحار العالم، مع نظراء إقليميين مثل الجزائر بنسبة 1.6% والمغرب بنسبة 1%. وأشار توفيق إلى أن المحيطات والبحار تستقبل 8 ملايين طن من النفايات البلاستيكية سنويا ما ينتج عنه القضاء على النباتات والحيوانات المائية الفريدة، اتسعت أخيرا لتشمل الإنسان بسبب ابتلاع الأسماك أجزاء من البلاستيك ما يؤثر على صحة الإنسان بسبب تناوله لهذه الأسماك. وأوضح الخبير البيئى فى تصريحات ل«الشروق» أنه بحلول عام 2025 ستحتوى المحيطات على ما نسبته طن من البلاستيك لكل ثلاثة أطنان من الأسماك، فى حين سيصبح وزن البلاستيك الموجود فى المحيطات أكبر من وزن الأسماك بحلول 2050. ولفت إلى أن مصر مسئولة عن ثلث إجمالى البلاستيك الذى يتدفق إلى البحر الأبيض المتوسط، فى حين تساهم تركيا بنسبة 16.4% وإيطاليا بنسبة 10.7% والجزائر بنسبة 5.9%، ومن المتوقع أن يتضاعف إجمالى إنتاج النفايات فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 255 مليون طن من 129 مليون طن بحلول عام 2050. كما أشار إلى أن التقديرات تشير إلى أن هناك 5.25 تريليون قطعة من حطام البلاستيك فى المحيط، منها 229,000 طن تطفو على السطح، و4 مليارات أليافا بلاستيكية دقيقة لكل كيلومتر مربع من القمامة فى أعماق البحار، لافتا إلى أنه فى عام 2050 سيكون هناك المزيد من البلاستيك فى المحيط الهادى من حيث الوزن مقارنة بالأسماك، بينما يمثل البلاستيك حاليا 85% من جميع القمامة البحرية، وبحلول عام 2040 سيتضاعف ثلاث مرات تقريبا. من جانبه، قال الدكتور عاطف محمد كامل، خبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية باليونسكو وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية، إن الأنظمة البيئية سواء كانت التربة، أو المياه، أو الهواء تواجه أضرارا وخسائر كثيرة بسبب تأثير النفايات البلاستيكية على البيئة، فهذا النوع من النفايات لا يتحلل إلاّ بعد مرور آلاف السنين، مما يسبب أضرارا كارثية على الغلاف الجوى وصحة البشر والحيوانات والنباتات. وأوضح كامل ل«الشروق»، أن البلاستيك مصنّع بشكل أساسى من البترول ويمتاز بأنه قوى ومتين، فهو يتكون من جزيئات كبيرة الحجم ترتبط ببعضها بسلاسل طويلة الأمد تحتاج إلى سنين عديدة لتتفكك وتتحلل مسببة مخاطر جمة أهمها مخاطر النفايات البلاستيكية على البيئة. مشيرا إلى أن أكثر الحيوانات البحرية المتضررة من المخلفات البلاستيكية هى «السلاحف والحيتان والفقمة»، كما أن العالم يخسر الملايين من طيور النورس سنويا بسبب المخلفات البلاستيكية التى تحملها الطيور فى جهازها الهضمى، بينما بالنسبة للحيوانات البرية، فإن تطاير الأكياس البلاستيكية فى المراعى والمناطق الريفية يؤدى إلى نفوق الكثير منها، مثل الأبقار والماعز والأغنام. تحقيق صفر تلوث بلاستيكى حلم بعيد المنال لكنه ليس مستحيلا، وفقا لخبير الحياة البرية باليونسكو، مطالبا بنشر الوعى بخطورته وتجنب تصنيع البلاستيك من الأساس وإيجاد بدائل صحية مستدامة للتعبئة والتغليف، والتخلص الصحيح منه، فضلا عن سن قوانين وتشريعات داعمة للإدارة المتكاملة لهذه المخلفات بإعطاء حوافز لبعض الممارسات الصحية من قبل المنتجين والمستهلكين فى المجتمع وسن عقوبات تشديدها على المخالفين.