تيتانيك ليست الوجهة الوحيدة.. مناطق الكوارث والموت تجذب عشاق السياحة المظلمة

أسدل خفر السواحل الأمريكي، الستار على غموض اختفاء الغواصة "تيتان" بعد الإعلان أمس الخميس، العثور على حطامها، ووفاة 5 من أثرياء العالم كانوا على متنها في رحلة سياحية إلى سفينة "تيتانيك" قبل أن تفقد منذ أيام في قاع المحيط الأطلسي، لتعيد إلى الأذهان مصير ضحايا السفينة الغارقة الذين ابتلعتهم مياه المنطقة ذاتها قبل أكثر من 100 عام.
وأثارت الغواصة المحطمة تساؤلات عديدة حول أسباب تواجد الأثرياء الذين دفعوا أكثر من 250 ألف دولار أمريكي لاستكشاف حطام السفينة الغارقة قبل أن يلقوا المصير ذاته، هل هي الرحلة الأولى إلى "تيتانيك"؟، أم سبقتها رحلات أخرى؟ ولماذا ترسل رحلات سياحية إلى هذه الأماكن؟ وما المتعة في رؤية حطام سفينة قابعة في ظلمة وأعماق المحيط يحيط بها رائحة الموت من كل مكان؟
• السياحة السوداء أو المظلمة
قد يكون وقعها غريب على السمع بالنسبة للبعض، ولكنها ليست ظاهرة جديدة وتحظى بشعبية كبيرة دافعها الأساسي الفضول وحب المغامرة، والرغبة في الاستكشاف والمعرفة، ويفسرها علماء النفس بأنها انجذاب إلى المواقع المرتبطة بالكوارث والموت والعنف والقتل.
• وجهات عديدة حول العالم
وبالبحث عن مواقع هذه السياحة حول العالم، فهناك أكثر من ألف مكان مظلم ومقاصد محتملة في 116 دولة مختلفة، وفقاً لموقع "dark tourism" الذي يوفر معلومات عن هذه الوجهات على مدار 14 عامًا، تحت إشراف مؤسسه الألماني بيتر هوهنهاوس، وهو أحد مسافري الرحلات المظلمة، كما دشن صفحة لموقعه على "فيسبوك"، قبل أن تُغلق بسبب سياسات الإدارة، لكنه نجح في أرشفة محتواها نظرًا لأنه يرى أن السائح المهتم للغاية بوجهته سيقرأ عنها مسبقا.
• ومن أشهر مواقع السياحة السوداء حول العالم:
1- حطام تيتانيك
يثير لغز غرق السفينة "تيتانيك" في المحيط الأطلسي فضول محبي هذه السياحة، ما يدفع بعض الأفراد للرغبة في استكشاف حطام السفينة، بشرط ألا يكون أقل من 18 عامًا، ويحمل جواز سفر ساري، ولديه القدرة على سداد رسوم الرحلة.
2- مفاعل تشيرنوبيل
تعد مغامرة زيارة المناطق المحظورة والمغلقة بعد انفجار المفاعل النووي في تشيرنوبيل بأوكرانيا عام 1986، وإجلاء 50 ألف شخص من المدينة والمدن المجاورة، محط اهتمام بعض رواد السياحة السوداء رغم خطورة الأمر.
3- مدينة بومبي الإيطالية
تعد بومبي الرومانية القديمة التي دفن سكانها تحت الرماد الساخن مع حيواناتهم ومتعلقاتهم ومنازلهم إثر بركان فيزوف عام 79 ميلاديًا، والمُصنفة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، مقصدًا سياحيًا شهيرًا يتوافد عليه نحو 2.5 مليون زائر سنويا.
4- أوشفيتز مدينة الخطايا
يزور النصب التذكاري لعمليات الإبادة الجماعية لأكثر من مليون يهودي في معسكر الاعتقال النازي أوشفيتز ببولندا، نحو مليون شخص سنويا؛ لتخليد الضحايا، ومشاهدة متعلقاتهم الشخصية والشاحنات التي كانت تقل الجثث، وغرف القتل بالغاز، والتذكير بالأعمال الوحشية التي تعرضوا لها.
5- نصب هجمات سبتمبر
يتدفق السياح لزيارة النصب التذكاري ومتحف أحداث 11 سبتمبر 2001 في نيويورك، والذي يذكر بأكبر خسارة بشرية شهدتها أمريكا، بعد مقتل 2996 شخصًا في هجوم إرهابي استهدف برجي مركز التجارة العالمي.
6- حقول القتل
يعتبر النصب التذكاري والمقابر الجماعية لضحايا إعدام نظام الخمير الحمر بين عامي 1975 و1979 في منطقة تشونغ إك، والذي راح ضحيته قرابة مليون شخص الاكثر زيارة في كمبوديا.
7- المقابر الفرعونية
تحظى مصر بنصيب كبير من الأماكن التي يُمكن تصنيفها بمناطق للسياحية المظلمة، بدايةً من المقابر الفرعونية، وباب زويلة وقصر البارون وقلعة محمد علي، والنصب التذكاري للجندي المجهول، إلى بانوراما حرب أكتوبر 1973، وغيرها.
ولا توجد بيانات دقيقة حول أعداد الأشخاص الذين يميلون للسفر إلى تلك مواقع حتى الآن، ولكن مؤشرات البحث عنها تشير إلى أنها أصبحت أكثر نشاطًا على مدى 20 عامًا ماضية.