• زيادة الطاقة الفندقية وحل أزمات الطيران واستهداف «الكَيف» يضاعف أعداد السائحين الوافدين لمصر • مطلوب زيادة محفزات الاستثمار السياحى لتشجيع القطاع الخاص على ضخ استثمارات كبيرة فى هذا القطاع أكد الخبير السياحى اللواء محمد رضا داود عضو غرفة شركات السياحة ورئيس مجلس إدارة شركة لاكى تورز أن الدولة تولى حاليا اهتماما كبيرا بصناعة السياحة المصرية وهو ما يجب أن يتم استغلاله لتطوير تلك الصناعة وتحقيق الاستراتيجية التى وضعتها الدولة بالوصول إلى نحو 30 مليون سائح بحلول عام 2028 وذلك من خلال وضع خارطة طريق محكمة وواضحة وتنفيذ العديد من المشروعات التى تهدف إلى تطوير وحوكمة البنية التحتية للسياحة من مطارات وفنادق ووسائل نقل مع وضع آليات لتحفيز الاستثمار السياحى بجميع أشكاله. لافتا إلى أن مصر تستحق أن تكون الدولة السياحية الأولى فى العالم وأن تحظى بنصيب أكبر من حركة السياحة العالمية فى ظل ما تتمتع به من مقومات سياحية وأثرية متنوعة وفريدة. وقال اللواء رضا داود فى تصريحات ل«مال وأعمال الشروق» إنه لابد من استغلال الإهتمام الذى توليه الدولة لصناعة السياحة حاليا وتخصيص جلسات داخل الحوار الوطنى لمناقشة آليات تطوير تلك الصناعة الهامة التى تعتبر قاطرة التنمية وبحث المشاكل التى تواجه القطاع السياحى وطرق حلها فى وضع خطط عاجلة لتطوير صناعة السياحة وتنفيذها فى أسرع وقت.. لافتا إلى ضرورة أن تتكاتف جميع أجهزة الدولة والقطاع السياحى الخاص لتحقيق الاستراتيجية التى أعلنتها الحكومة بالوصول إلى 30 مليون سائح وتحقيق إيرادات سياحية تبلغ 30 مليار وذلك خلال الخمس سنوات القادمة. وأضاف عضو غرفة شركات السياحة أن أهم الملفات التى يجب العمل عليها حاليا للوصول إلى تلك المعدلات هو رفع الطاقة الفندقية الحالية والتى تبلغ نحو 213 ألف غرفة فندقية إلى نحو 500 ألف غرفة فى غضون 5 سنوات وذلك حتى تستوعب الأعداد التى ستزور مصر.. موضحا أن أول الخطوات لزيادة الغرف الفندقية هو العمل على سرعة الانتهاء من مشروعات الفنادق تحت الإنشاء حاليا وإعادة تشغيل الفنادق المغلقة إضافة إلى العمل على تيسير إجراءات الإستثمار لإنشاء الفنادق ودراسة الأماكن التى سيتم بها إقامة المنشآت الفندقية وفقا لحاجة السياحة لذلك. وأشار إلى أن الدولة تقوم بمجهود كبير فى بناء وصيانة المطارات ولابد من العمل خلال الفترة المقبلة على رفع كفاءة المطارات المصرية وزيادة السعة الاستيعابية للبعض منها وتحويل الأخر لدولى، مع إنشاء عدد آخر فى المدن التى لها مستقبل سياحى، موضحا أن البنية التحتية باتت أفضل بكثير إلا أنه لتحقيق حوكمة البنية التحتية فلابد من العمل بجد على تطوير البنية التحتية للوصول بصناعة السياحة للمكانة التى تليق بمصر. ولفت رئيس مجلس إدارة شركة لاكى تورز إلى ضرورة أن تشهد الفترة المقبلة زيادة فى محفزات الإستثمار السياحى والتى تبدأ بحل جميع الأزمات التى تواجه مستثمرو السياحة حاليا بما يشجع على ضخ استثمارات كبيرة فى هذا القطاع الهام ترفع من نسب الإيرادات المحققة، مشيرا إلى ضرورة العمل أيضا على تجويد الخدمة المقدمة للسياح خاصة السياح ذوى الإنفاق العالى وتوفير وسائل الراحة والترفية لهم، مع الإهتمام بسياحة المؤتمرات واليخوت والتى يقصدها رجال الأعمال. وأوضح اللواء رضا داود إن حل أزمة الطيران ستضاعف من أعداد السياح الوافدين لمصر خلال السنوات المقبلة خاصة أن أكثر من 95% من السياح الوافدين لمصر يقدمون إليها عبر الرحلات الجوية، موضحا أن عدم وجود خطوط طيران مباشرة بين مصر والعديد من دول العالم يمنع سائحى هذه الدول من زيارة مصرحاليا، لافتا إلى ضرورة إنشاء شركة طيران منخفضة التكاليف لاستيعاب التدفقات السياحية المنتظرة. وأضاف أنه للوصول إلى 30 مليون سائح خلال 5 سنوات فلابد من تحديث طاقة النقل السياحى بمصر وإضافة 10 آلاف مركبة سياحية سواء الأتوبيس أو الليموزين أو الميكروباص أو المينى الباص، مع العمل على تطوير الطرق البرية التى تربط المدن السياحية بعضها ببعض. وأشار إلى ضرورة تحسين بيئة الاستثمار من خلال القضاء على الإجراءات الروتينية وتقليل الرسوم المحصلة من المنشآت السياحية والفندقية ما يساعد على زيادة نسب الإستثمار السياحى ودفع مزيد من رءوس الأموال الأجنبية والعربية على الاستثمار السياحى بمصر. وتابع إن تحسين التجربة السياحية للسائح خلال زيارته لمصر ستكون من أهم الأدوات التى ترفع من أعداد السياح الوافدين لمصر ومن متوسط الإنفاق اليومى للسائح، لافتا إلى أن التجربة السياحية تشمل كل ما يقابله السائح منذ قدومه إلى المقصد السياحى المصرى وحتى مغادرته لها، لافتا إلى ضرورة تجويد الخدمات المقدمة للسائح، والإهتمام بالتوعية السياحية للمواطنين حول سلوكيات التعامل مع السياح. وأشار إلى ضرورة العمل على إنهاء ظاهرة حرق الأسعار وبيع المنتج السياحى المصرى بأقل من سعر التكلفة، ووضع عقوبات مشددة لمن يقوم بذلك لما يسببه لضرر للقطاع السياحى بأكمله، لافتا إلى ضرورة أن تعتمد السياحة فى استراتيجيتها لجذب السياح على سياسة الكيف وليس الكم. وأوضح أنه من الضرورى أن يتم العمل على زيادة الإسطول الجوى لشركة مصر للطيران وزيادة عدد النقاط التى تصل إليها بمختلف قارات العالم وهو ما سيسهم فى زيادة الحركة السياحية الوافدة لمصر من الخارج.. مشيرا إلى ضرورة إنشاء العديد من الفنادق بالأماكن الأثرية بالقاهرة والجيزة ولاسيما بجوار أهرامات الجيزة التى يحرص السياح على زيارتها بكثرة، فضلا عن إنشاء فنادق 3 نجوم بكل من الأقصر وأسوان. وأوضح أن معدلات النمو الحالية التى تشهدها الحركة السياحة الوافدة لمصر تشير إلى أن قطاع السياحة فى مصر يحتاج إلى تحقيق زيادة فى عدد الغرف الفندقية بحوالى نصف مليون غرفة فندقية وذلك لاستيعاب المستهدف من صناعة السياحة فى مصر وهو الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028. وأشار اللواء محمد رضا داود إلى إن المشروعات القومية الكبرى التى تنفذ على أرض مصر تساهم فى تحسين الاقتصاد المصرى وزيادة الإيرادات السياحية، وتحسين جودة الخدمات التى يحصل عليها السياح فى البلاد، مما يعزز مكانة مصر كوجهة سياحية مفضلة للعديد من الزوار من مختلف أنحاء العالم. وهذا يعنى تحسين فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين المصريين وزيادة الاستثمارات فى البلاد. وبالتالى تعزيز النمو الاقتصادى وتحسين جودة الحياة فى مصر بشكل عام.