أسفرت عملية المسح التي أُجريت على الأخبار المنشورة ببعض الصحف المصرية، عن وجود 51 حالة قتل أو انتحار لنساء وفتيات، خلال الربع الأول من العام الحالي 2023، وذلك وفق لبحث تحليلي نشره مركز تدوين لدراسات النوع الاجتماعي ومواجهة التمييز والعنف القائم على النوع الاجتماعي، حيث بلغت نسبة حالات القتل 92.1%، في مقابل 7.9% حالة انتحار. سلط البحث، المُعنون ب"قتلن لأنهن نساء"، الضوء على حجم انتشار حوادث قتل وانتحار النساء والفتيات في المجتمع المصري، وذلك من خلال رصد وتحليل الحالات المنشورة في الأخبار الصحفية خلال الفترة من يناير 2023 وحتى مارس 2023. وتشير البيانات التي تم تحليلها إلى أن 80.4% من حالات قتل النساء والفتيات ارتُكبت بواسطة أحد أفراد الأسرة، وأن 11.8% من تلك الحالات ارتكبت على يد أحد الأصدقاء، أو الجيران، أو الغرباء. ومن بين النساء والفتيات اللاتي قتلن على يد أفراد أسرهن، اتضح أن ما يزيد عن نصف هؤلاء النساء والفتيات قتلن على يد أزواجهن 58.5%، في مقابل 41.5% من الحالات قتلن على يد أفراد أسرة آخرين. وتعد الخلافات العائلية واحدة من أكثر دوافع قتل أو انتحار النساء والفتيات وتمثل 70.6%، يليها في الترتيب القتل بدافع الاستحواذ على ممتلكات الضحايا بنسبة 11.8%، ثم القتل بدافع الشرف أو الشك في السلوك بنسبة 9.8%. ووفقا للبحث فإن محافظة الجيزة، أعلى معدلات قتل وانتحار للنساء والفتيات خلال الربع الأول من عام 2023، حيث بلغت نسبة حالات القتل والانتحار بها 31.3%، يليها محافظة القاهرة بنسبة 12%، ثم محافظة سوهاج بنسبة 8%. تشير النتائج أيضا إلى أن 21.6% من النساء أو الفتيات ضحايا القتل والانتحار كانت أعمارهن تتراوح ما بين 21 - 30 سنة، وأن 11.8% كانت أعمارهن تتراوح ما بين 11 - 20 سنة. واتضح من تحليل البيانات أن 23.5% من النساء أو الفتيات اللاتي تعرضن للقتل أو الانتحار لا يعملن إما لأنهن ربات منازل أو لكونهن طالبات في المراحل التعليمية المختلفة، كما أن 7.9% من الضحايا كن عاملات بالقطاع الخاص. وتدوين هو مركز متخصص في دراسات النوع الاجتماعي، تأسس في عام 2014 بهدف نشر الوعي القائم على الأدلة حول قضايا النوع، وتنفيذ المشاريع المرتبطة بها وصياغة السياسات واتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز مكانة المرأة في المجتمع المصري والحد من العنف ضد النساء والفتيات بشكل عام. وتُعرف منظمة الصحة العالمية، قتل الإناث، على أنه القتل العمد للنساء أو الفتيات لأنهن إناث، ويحدث قتل الإناث في الغالب على يد الرجال، ولكن في بعض الأحيان قد يحدث القتل للنساء أو الفتيات على يد أحد أفراد الأسرة الإناث، وتُرتكب معظم حالات قتل الإناث على يد أزواجهن/ شركائهن الحميمين الحاليين أو السابقين.