يتوجه الناخبون الأتراك إلى مراكز الاقتراع، الأحد المقبل، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية والرئاسية التركية. ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، يبدو أن هذا السباق الانتخابي هو الأكثر تقاربا في تركيا منذ سنوات، حيث يتصدر زعيم المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو استطلاعات الرآي بفارق قليل عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يحكم البلاد منذ أكثر من عقدين. وأشارت الصحيفة إلى الانتقادات التي طالت أردوغان بسبب طريقة إدارته للاقتصاد واستجابته للزلازل المدمرة في فبراير التي أسفرت ما لا يقل عن 50 ألف قتيل وأكثر من مليون مشرد. وأوضحت الصحيفة أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة يوم الأحد هي ثالث مرة يختار فيها الناخبون رئيسهم مباشرة. فقبل عام 2014، كان البرلمان هو من ينتخب الرئيس. وقاد أردوغان (69 عاما) تركيا منذ عام 2003، أولا بصفته رئيسا للوزراء ثم رئيسا، بداية من 2014. وفي عام 2017، شهدت تركيا تعديلات دستورية بموجبها تحولت تركيا من النظام البرلماني إلى الرئاسي كما تم إلغاء منصب رئيس الوزراء. وبموجب الدستور، يشغل الرئيس منصبه لولايتين تمتد كل واحدة منهم خمسة أعوام. ونظرا لأن فترة ولايته الأولى انتهت مبكرا بسبب إجراء استفتاء عام 2017، يمكنه الترشح لفترة ولاية ثالثة هذا العام – وإذا فاز سيظل بالمنصب حتى عام 2028، بحسب "واشنطن بوست". ويتنافس أربعة مرشحين على الرئاسة هذا العام هم أردوغان، وكمال كليجدار أوغلو الذي يقود حزب الشعب الجمهوري، وسنان أوغان رئيس تحالف "الأجداد" (تحالف قومي صغير)، ومحرم إنجة -الذي ترشح أمام أردوغان عام 2018-، لكنه انسحب من السباق أمس الخميس. ويجب أن يحصل المرشح على أكثر من 50% من الأصوات للفوز بالرئاسة، و إذا لم يتخط أحد تلك العتبة، يتم إجراء جولة إعادة في 28 مايو الجاري. وبالنسبة للانتخابات التشريعية، يتعين أن يحصل حزب، أو تحالف أحزاب، ما لا يقل عن 7% من الأصوات لدخول البرلمان. ويتمتع حزب العدالة والتنمية الحاكم بالهيمنة، حيث يسيطر على 295 مقعدا من المقاعد البالغ عددها 600 مقعد. وذكرت "واشنطن بوست" أن حوالي 60 مليون شخص في تركيا يحق لهم للتصويت، لافتة إلى أن بينهم أكثر من 100 ألف سوري حصلوا على الجنسية التركية، وبلغوا سن التصويت، من بين أكثر من 3.6 مليون لجأوا إلى تركيا بعد اندلاع الحرب في سوريا عام 2011. ويعتبر التصويت إجباريا في تركيا بالرغم من عدم تطبيق الغرامة في حالة عدم التصويت، وسجلت أخر انتخابات أجريت في عام 2018 نسبة مشاركة بلغت 86%.