قال سامح شكري وزير الخارجية، إنّه من الضروري وقف الاقتتال في السودان والعودة إلى إطار الحوار السياسي بعيدا عن الصراع العسكري. وأضاف خلال مقابلة مع قناة القاهرة، على هامش زيارته لدولة تشاد ضمن الجهود المصرية المبذولة لحل الأزمة في السودان، اليوم الاثنين، أنه يجب مراعاة البعد الإنساني المرتبط بنزوح أعداد كبيرة من السودانيين إلى مصر وتشاد وجنوب السودان. وأشار إلى الاهتمام بالأوضاع في السودان انطلاقا من الشعور بالمصير المشترك بين الدول الثلاث والسودان، في ظل العلاقات التاريخية التي تربط بينها. وشدد على أن هذا المصير المشترك يقتضي العمل الإيجابي لاحتواء الأزمات والمحافظة على مؤسسات الدولة ومنع انزلاق السودان إلى وضع مماثل لما شهدته المنطقة من اضطرابات على مدى العقد الماضي. والتقى سامح شكرى وزير الخارجية، ظهر اليوم الاثنين، في العاصمة نيدجامينا مع الرئيس التشادى محمد إدريس ديبي، في مستهل الزيارة التي يجريها إلى كل من تشاد وجنوب السودان. وصرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، بأن السيد سامح شكرى استهل اللقاء بنقل تحيات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى شقيقه الرئيس ديبي، حيث سلم سيادته رسالة من الرئيس السيسى تتناول في شق منها سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات مختلفة، وفي الشق الآخر التشاور والتنسيق بشأن التطورات الجارية في السودان ودور تشاد ودول جوار السودان في دعم جهود وقف إطلاق النار والتعامل مع الأزمة الإنسانية التي يواجهها الشعب السودانى الشقيق نتيجة الاقتتال الدائر. وأعرب الرئيس التشادي خلال اللقاء عن تقديره البالغ لمبادرة السيد رئيس الجمهورية بإيفاد وزير الخارجية إلى دولة تشاد في هذا التوقيت الهام الذي يواجه فيه السودان تحدياً أمنياً وسياسياً في غاية الخطورة، وتطلع بلاده للتنسيق مع مصر من أجل تشجيع الأطراف السودانية على تثبيت والالتزام بوقف شامل بإطلاق النار يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الإغاثة، فضلاً عن إفساح المجال لإطلاق حوار بناء لحل الخلافات بين الأطراف السودانية. من جانبه، استعرض شكري الجهود والاتصالات التي أجرتها مصر منذ بداية الأزمة، على المستوى السياسى من خلال التواصل المباشر مع طرفي النزاع لتشجيعهم على وقف إطلاق النار، ومعالجة أسباب الخلاف من خلال الحوار، وعلى المستوى الإنساني من خلال التأكيد على أولوية حقن الدماء وتجنيب الشعب السودانى ويلات تلك الحرب الضروس. كما أوضح شكرى أن مصر فتحت ذراعيها لاستقبال الفارين من جحيم المواجهات العسكرية من الأشقاء السودانيين بأعداد تزيد عن 60 ألف شخص، مشيراً إلى المأساة الإنسانية الكبيرة الناجمة عن تلك الأزمة، والتي تتأثر بها دول جوار السودان بشكل مباشر، الأمر الذي يقتضى تكثيف آليات التشاور والتنسيق، وهو الأمر الذي يحرص عليه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.