يتوضأ ماريو براشي جيدا قبل أن يمسك بالمصحف المصغر، الذي لا يتجاوز عرض صفحاته السنتيمتر ليقوم براشي، بتقبيله وضمه لجبهته، ولكن ذلك المصحف وراءه حكاية طويلة؛ إذ تتوارثه العائلة الألبانية منذ نحو 100 سنة، ومن أجله يواجهون المتاعب لحمايته والحفاظ عليه. يقول ماريو براشي لوكالة فرانس برس، إن أجداده هم من اكتشفوا المصحف حين كانوا يحفرون لبناء منزل، فوجدوه ملفوفا بشريطة داخل علبة فضية على صدر أحد الموتى المسلمين. واحتفظ الأجداد الأوائل لعائلة براشي بالمصحف، ثم من شدة حبهم لمطالعته والبحث حوله، اعتنقوا الإسلام. ويبلغ عرض صفحات المصحف 2 سنتيمتر بينما سمكه سنتيمتر واحد ويتم استخدام نظارة معظمة لقراءة حروف المصحف. ويرجح ألتون كراج الباحث بعلوم القرآن بجامعة بيدار الألبانية، أن النسخة نادرة الوجود وذات نوع خاص من الطباعة المصغرة تعود للقرن التاسع عشر. وساعد صغر حجم المصحف على إخفائه من أعين شرطة نظام الحكم الشيوعي الذي منع مظاهر التدين؛ إذ قام إسكندر والد ماريو بإخفاء المصحف رغم أن رجال الشرطة الألبانية فتشوا كل جزء بالمنزل دون فائدة. ويضيف ماريو أن أبيه أرسل المصحف لدولة كوسوفو وقام بدفنه ولم يخرجه إلا بعد انتهاء الحرب بداية الألفية الحالية. وتقول بيلرنا زوجة ماريو، إنها تشعر بالأمان طوال تواجد المصحف بالبيت، بينما يقول ماريو إنه إرث عائلته الذي لن يتخلي عنه. وعن العروض يقول ماريو إنه تلقى عروض كثيرة لشراء المصحف، بينها عروض من متاحف، ولكنه رفض أن يبيعه لأحد.