تكافح عدة دول من أجل إجلاء مواطنيها من السودان، في الوقت الذي دخلت فيه الاشتباكات العنيفة بين القوات العسكرية المتناحرة أسبوعها الثاني بعد أن أودت بالفعل بحياة المئات وشلت البلاد. وغادر دبلوماسيون من الولاياتالمتحدةوبريطانيا السودان في حين بدأت دول أخرى من بينها ألمانيا وهولندا وفرنسا مساء الأحد في نقل أولى مجموعات مواطنيها جوا من الخرطوم التي كانت مركزا للقتال. وتدهور وضع الإمدادات في العاصمة السودانية على نحو مأساوي. ويعاني السكان من نقص المياه والغذاء، كما أدت الانقطاعات في التيار الكهربائي إلى عرقلة الاتصالات على نحو متزايد. كما يمثل النهب أيضا تهديدا كبيرا. ويتقاتل رئيس السودان الفعلي والقائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان مع نائبه محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية القوية منذ أكثر من أسبوع. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن 420 شخصا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 3700 منذ 15 أبريل الجاري. ووفقا للجنة أطباء السودان المركزية فإن القتال استمر بين الفصائل المتناحرة يوم الأحد. وقالت اللجنة إن عدد القتلى المدنيين يرتفع يوميا. ومع ذلك، لا يوجد حتى الآن تصور كامل عن حجم الخسائر. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأحد أن الولاياتالمتحدة أكملت إجلاء أقل بقليل من 100 شخص، من بينهم جميع موظفي سفارتها. وقال البرهان يوم السبت إنه وافق على تسهيل إجلاء المدنيين والدبلوماسيين الأجانب من البلاد المحاصرة. كما ذكرت بريطانيا يوم الأحد أن الدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم قد تم نقلهم بنجاح إلى مكان آمن. وقالت وزراة الخارجية الفرنسية أنه تم إجلاء ما مجموعة نحو 100 شخص، وفقا للإذاعة الفرنسية. وأعلن وزير الخارجية الهولندي، فوبكه هوكسترا أنه قد نم نقل أول مجموعة من المواطنين الهولنديين من السودان على متن طائرة فرنسية، وفقا لوكالة أنباء"إيه إن بي" الهولندية. وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل الباريس إن بلاده أجلت مواطنين ودبلوماسيين إسبان من السودان ، بالإضافة إلى مواطنين من دول أوروبية ومن أمريكا اللاتينية . وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إن جميع الإيطاليين الذين طلبوا مغادرة السودان بخير وعلى متن طائرة متوجهة إلى جيبوتي. وعلقت كندا مؤقتا انشطتها الدبلوماسية في السودان بعد إجلاء دبلوماسييها، حسبما قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يوم الأحد. كما يقوم الاتحاد الأوروبي بإجلاء وفده من العاصمة السودانية الخرطوم. لكن سفير الاتحاد الأوروبي أيدان أوهارا ، الذي تعرض للهجوم في وقت سابق من الأسبوع، سيواصل العمل من السودان. وأكدت وزارة الدفاع في برلين أن الجيش الألماني نقل أكثر من 200 مواطن ألماني من السودان على متن طائرتي نقل عسكريتين من طراز إيرباص. وهبطت طائرة عسكرية ألمانية ثالثة في الخرطوم في وقت متأخر من يوم الأحد. وتتطلع القوات المسلحة الألمانية ووزارة الخارجية لنقل ما مجموعه أكثر من 300 مواطن ألماني مسجلين في قائمة الأزمات بالإضافة إلى مواطني دول شريكة إن أمكن. ويشارك في المهمة ما إجماليه أكثر من ألف عنصر من قوات الجيش الألماني.