خبير تشريعات يكشف الهدف من زيادة حد إعفاء السكن من الضريبة العقارية    أخبار الاقتصاد اليوم.. نجيب ساويرس: تخارج الحكومة يجب أن يكون كاملا.. وغرفة التطوير العقاري تكشف عن خطوات محاسبة المطورين غير الجادين.. أسعار النفط تهوي لأدنى مستوياتها منذ 2021    وزير الأوقاف يؤكد لقاضي فلسطين موقف مصر الثابت والداعم للقضية    سوريا تعلن مقتل قيادي واعتقال 8 بعملية ضد داعش    22 قائدا للمنتخبات يدعمون محمد صلاح فى ذا بيست    على رأسهم حسام حسن وفان دايك، 12 لاعبا ومدربا يصوتون ل محمد صلاح في ذا بيست    إبراهيم عبد الجواد: ديانج لم يجدد تعاقده مع الأهلى والأرقام بعيدة جدا    قطار ينهي حياة طفلة أثناء عبورها السكة الحديد في قرية بالبدرشين    تجديد حبس عامل بتهمة سرقة مبلغ مالي من مطعم بالشيخ زايد    محمد رمضان: ربنا جعلني آية للأجيال المقبلة (فيديو)    وزير الأوقاف يشهد الجلسة الختامية لمؤتمر الإفتاء الدولي: تأكيد على الاجتهاد الرشيد ومواكبة التحديات المعاصرة    بتمثل وهى مريضة.. تحكيم كاستنج يشيد ب روان بعد مشهد على المسرح (فيديو)    يوسف رأفت: شخصياتنا الدرامية واقعية ومشاكل الجيل الجديد ليست رفاهية    شيخ الأزهر يستقبل مدير كلية الدفاع الوطني ويتفقان على تعزيز التعاون المشترك    «البكالوريا الفنية».. شهادة جديدة لطلاب التعليم الفني بدءًا من العام المقبل    بعثة الاتحاد الأوروبي تزور متحف ملوي ومنطقة بني حسن الأثرية بالمنيا    «القومي للمرأة» يشارك في احتفالية اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة    «التموين» تنتهي من صرف مقررات ديسمبر بنسبة 70%    رضا هيكل يفسخ عقده مع نادي حتا الإماراتي.. والزمالك يرغب في ضمه    أنطوان سيمنيو بين السيتي واليونايتد.. من يحسم الصفقة؟    رئيس هيئة المحطات النووية يشارك في فعاليات المنتدى العربي السابع    إقبال في اليوم الثاني من إعادة انتخابات مجلس النواب 2025 بالأردن    نظر قضية المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات بينهما يناير المقبل    لا إغلاق لأى مصنع.. خطة للتقنين ودعم العمالة وإبقاء تبعية هيئة القطن ل «الاستثمار»    الجيش الألماني ينهي مهمة نظام باتريوت لحماية المجال الجوي للناتو في بولندا    أمم إفريقيا - استدعاء لاعب نهضة بركان لتعويض مدافع أندرلخت في قائمة السنغال    غزة تشهد جحيما إنسانيا.. الهيئة الدولية لدعم فلسطين تحذر من نقص المساعدات وعرقلة إدخال الكرفانات    ما حكم من يتسبب في قطيعة صلة الرحم؟.. "الإفتاء" تجيب    السكرتير العام لبني سويف يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات الخطة الاستثمارية    الكشف على 1208 مواطنين ضمن القافلة الطبية بقرية أبو جازية بالإسماعيلية    التأمين الصحى الشامل.. خطوات الاشتراك ومزايا الرعاية الطبية المتكاملة للأسرة    افتتاح متحف قرّاء القرآن الكريم بالعاصمة الجديدة: هنو يشيد بتقدير الدولة للقراء.. والأزهري: خطوة للحفاظ على الهوية الدينية    حلمي عبد الباقي يرد على توجيه اتهامات له في التحقيق: غير صحيح    وزير الخارجية يؤكد ضرورة الارتقاء بمستوى الخدمات القنصلية المقدمة للمواطنين    خالد الجندي: لن ندخل الجنة بأعمالنا    وزير التعليم ومحافظ أسوان يتفقدان المدرسة المصرية اليابانية    الصحة العالمية تكرّم مستشفى وادي النطرون التخصصي وتشيد بكفاءتها العالية    قرطاج تستقبل أول عروض "ضايل عِنا عر" اليوم بمدينة الثقافة التونسية    زلزال بقوة 3.8 درجة على مقياس ريختر يهز أنطاليا التركية    البورصة تخسر 22 مليار جنيه بختام تعاملات منتصف الأسبوع    الندوة الدولية الثانية للإفتاء تدين التهجير القسري وتوضِّح سُبل النصرة الشرعية والإنسانية    إغلاق ملف فيتوريا رسميًا.. تسوية نهائية بين المدرب واتحاد الكرة في «CAS»    ذا بيست.. دوناروما أفضل حارس مرمى في العالم 2025    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل جواهرجى البحيرة إلى يوم 12 يناير    اعتدى على أطفال وصورهم.. تجديد حبس مدرب أكاديمية الكرة بالمنصورة    «المصدر» تنشر لائحة النظام الأساسي للنقابة العامة للعاملين بالتعليم والبحث العلمى    * رئيس هيئة الاستثمار يثمن دور "نَوَاه العلمية" في تعزيز الابتكار والمعرفة ويؤكد دعم الهيئة المستمر للقطاع العلمي    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 16ديسمبر 2025 فى المنيا    جولة مفاجئة لمدير "تعليم الجيزة" في مدارس العمرانية    من المنزل إلى المستشفى.. خريطة التعامل الصحي مع أعراض إنفلونزا h1n1    مصر ترحب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارين يؤكدان الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني    رئيس قطاع المعاهد الأزهرية: الاعتماد مسار شامل للتطوير وليس إجراءً إداريًا    دغموم: الزمالك فاوضني من قبل.. وأقدم أفضل مواسمي مع المصري    عضو بالأزهر: الإنترنت مليء بمعلومات غير موثوقة عن الدين والحلال والحرام    «التضامن الاجتماعي» تعلن فتح باب التقديم لإشراف حج الجمعيات الأهلية لموسم 1447ه    قانون العمل الجديد يُلزم أصحاب العمل بإنشاء دور حضانة لرعاية الأطفال    مديرية الطب البيطري بالقاهرة: لا مكان سيستوعب كل الكلاب الضالة.. وستكون متاحة للتبني بعد تطعيمها    محمد القس يشيد بزملائه ويكشف عن نجومه المفضلين: «السقا أجدع فنان.. وأتمنى التعاون مع منى زكي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحن لا نزرع الشوك
نشر في الشروق الجديد يوم 07 - 04 - 2023

هناك ظهرة إذاعية تستحق منا الآن أن نتحدث عنها وأن نحيى صاحبها المخرج محمد علوان وهو ممثل سينمائى له أدوار قليلة، وقد عمل فى إذاعة الشرق الأوسط كمخرج إذاعى منذ بدايتها عام 1964، فصنع ظاهرة درامية بالغة الأهمية خاصة فى كل شهر رمضان، ففى تلك الفترة كانت الدراما الإذاعية هى الأكثر متابعة على مستوى العالم العربى، وفى الوقت الذى كانت إذاعه البرنامج العام تقدم مسلسلات خفيفة ساذجة للغاية كوميدية الطابع غالبا ما يقوم بها فؤاد المهندس وشويكار ومدبولى ومحمد رجب، فإن المسلسلات التى كان يقدمها علوان تتسم بالرصانة الملحوظة ومأخوذ أغلبها عن نصوص أدبية حديثة يقوم ببطولتها أبرز نجوم السينما فى تلك الفترة، وكان هناك عنوان مبتكر بشكل ملحوظ مع كل عمل جديد، كأن يقدم الحلقة بدون فواصل موسيقية، بدون عنوان أو بدون مذيع ويكون العنوان هو اسم الاغنية مثلما حدث فى: صابرين، وكما اهتم بتقديم النجوم الكبار وعلى رأسهم شادية وعبدالحليم حافظ ونجلاء فتحى وحسن يوسف وأيضا عمر الشريف الذى كان يعيش خارج مصر فى تلك الفترة، ويمكن أن نعتبر علوان كمخرج متميز وضع عينيه على الروايات وجعلنا نقرؤها بآذاننا، أغلب هذه الأعمال الدرامية كانت تتحول إلى أفلام يراها الناس فى الصالات بعد أشهر قليلة من إذاعة المسلسل فيكون حاضرا فى الأذهان بين الميكروفون والشاشة، وهذه الظاهرة تحتاج إلى دراسات طويلة وموسعة لكثرة النماذج فيها فمثلا كان زمن الإذاعة يبلغ شهريا للمسلسل الواحد سبع ساعات ونصف أما الفيلم فهو غالبا أقرب إلى ساندويتش صغير يتضمن الفائدة منه، وبالنسبة للمسلسلات الكوميدية فما أسهل أن تنتظر لتضحك طوال الشهر أما بالنسبة للمقارنه بين الإذاعة والسينما فإن التفاصيل تكون مطلوبة فى الفيلم الذى هو بمثابة اختصار للمسلسل، لكن بعض الروايات تكون ضخمة الحجم مثل أعمال يوسف السباعى وبعض أعمال نجيب محفوظ، علما بأنه قد سبقت ظاهرة تحويل الروايات إلى مسرحيات مدة عرضها ثلاث ساعات قبل أن تمتد الظاهرة للسينما. والجدير بالذكر انه بعد افتتاح إذاعة مونت كارلو وفى كل شهر رمضان كان هناك مسلسل إذاعى بعنوان مأخوذ ايضا عن رواية مثل (نادية) ليوسف السباعى،
هذه المقدمة القصيرة جدا نذكرها بمناسبة حديثنا عن فيلم (نحن لا نزرع الشوك) إخراج حسين كمال عام 1970، وهو أول بطولة مطلقة لمحمود ياسين والفيلم مأخوذ عن رواية ليوسف السباعى نشرت عام 1967 وسرعان ما تحولت إلى مسلسل بطولة شادية وكان معها فى البطولة حسن يوسف فى دور حمدى، لكن المخرج حسين كمال منح لمحمود ياسين أول بطولة مطلقة كى يصبح على قمة تاج النجوم طوال السبعينيات على الأقل ويشكل ظاهرة لم تتكرر. ونحن هنا أمام ثلاثة نصوص: الرواية التى نشرت فى البداية فى مجلة آخر ساعة ثم نشرت فى كتاب ثم المسلسل الإذاعى وأخيرا فى الفيلم وهو نص يختلف فى طبيعته عن الكثير من أعمال الكاتب الأخرى وإن كان يتشابه فى أنه يدور فى منطقة السيدة زينب أسوة باعمال كثيرة من المؤلف لكن السمة الرومانسية وأيضا الحس الوطنى على الهامش قياسا بأعمال أخرى من الكاتب، هو نص مأسوى لأمرأة مات أبوها وهى طفلة ثم أمها وتحولت إلى خادمة فى بيت تسكنه أسرة متوسطة الحال.. يعنى رب هذه الأسرة موظف عادى.. وتتربى سيدة البيت وتكبر إلى جوار حمدى ابن الأسرة الطالب المجتهد ويشعر كل منهما نحو الآخر بعاطفة لا يعبران عنها أبدا، وعندما تكبر السيدة تتزوج من رجل وغد اسمه علام ثم تنفصل عنه وتعود إلى الأسرة وتلتقى من جديد بوغد مختلف هو عباس الذى يتزوج منها وينفصل فتلجأ إلى عالم الليل وتكسب الكثير ثم يظهر عباس مجددا ويطلب منها الزواج معلنا توبته لكنه أبدا لا يتوب فيموت ابنها منه ولا تفلح توسلاته فى العودة إلى الحياة الزوجية.
نحن أمام قصة فى أكثر من صياغة وشكل عليك أن تسمعها وتقرأها أو تشاهدها، واللطيف أن التلفزيون قد قام بتصوير هذا المسلسل فيما بعد فى ظاهرة هى الجديدة من نوعها بتحويل الروايات والمسلسلات الإذاعية إلى أفلام، إنه العصر الذهبى والمجد المكتوب فى عالم الأدب المصرى، وكم شبعنا بالمتابعه كما نريد فاليوتيوب يحتفظ بهذه الأعمال الكثيرة جدا حتى الآن، لكن للأسف فإن ظاهرة محمد علوان قد توقفت فى منتصف السبعينيات ليأتى سمير عبدالعظيم ويأخذ نفس المساحة وصار هو نفسة مؤلفا ومنتجا سينمائيا ولم نعرف أبدا عنه أنه اقتبس أيا من أعمالة الكثيرة جدا من أى نص أدبى، وهكذا تغيرت الحياة رغم أن هذا الأخير كان يستعين بكبار النجوم وليس بكبار الكتاب وبينما قدم علوان روايات مثل أنف وثلاثة عيون والرحلة وهذه من تأليف صلاح حافظ فإن عبدالعظيم قدم أفواه وارانب وعلى باب الوزير ثم تفرغ إلى السينما ليقدم شعبان تحت الصفر ورمضان فوق البركان، الآن بعد مرور هذه السنوات الطوال فإن الدراما الرمضانية تقدم فى عام 2023 أكثر من ثلاثين مسلسلا أغلبها مكتوب على طريقة الورشة ليس من بينها سوى نص أدبى واحد عن قصة قصيرة ليوسف إدريس باسم (سره الباتع)، لو نظرنا الآن إلى الستينيات فإنها مرحلة شديدة الخصوبة، ليس فقط على الإذاعة ولكن على جميع أشكال الإبداع، ويكفى أن تنظر إلى أحوال السينما وموضوعات الدراما كى تتساءل: لماذا يتلاشى أمثال محمد علوان؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.