قال المؤرخ والروائي محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، إن رواية "سلام على إبراهيم" الصادرة عن دار الشروق، تنتمي إلى فئة الروايات التاريخية فيما بعد الحداثة، والتي لا تكون مهمتها أن تتحول إلى كتاب تاريخ، وإنما تكون عمل قادر على استفزاز عقل القارئ وتحفيزه، وتناول المسكوت عنه في التاريخ. أضاف عفيفي خلال برنامج "حديث القاهرة" الذي يقدمه الإعلامي إبراهيم عيسى، إن رواية "سلام على إبراهيم" تأتي في نطاق الأعمال التي يكون الهدف منها أن يشتبك القارئ مع الرواية بحيث يعمل الفكر ويوسع دائرة البحث عما ورد بها عقب الانتهاء من فصولها. وأوضح المؤرخ والروائي محمد عفيفي، أن أحدث أعماله هو نص روائي مبني على وقائع مختلف عليها، وأن الفكرة ذاتها وإن تناولت أحداثا تاريخيا، إلا أنه لم تخل مما يطلق عليه "التخييل" الروائي، وأن تلك اللمسة التي يضيفها المؤلف لا تتعارض مع كون الرواية مبنية على واقعة حقيقية، ففي العام 1948 كان القصر الملكي يعاني من أزمات كبرى، وكانت هناك حملة "علاقات عامة" بمفهومنا الحالي لتلميع صورة الملك فاروق، حيث أعلن حينها عن مشروع لإنتاج فيلم عن إبراهيم باشا، لتمضي الأحداث وتتطور بعدها. وأشار عفيفي خلال حديثه لإبراهيم عيسى، إلى أن الرواية تضم أحداثا تتعلق بالملك فاروق، كطلاقه من الملكة فريدة، وتأثير والدته نازلي وشدة والدة الملك فؤاد عليه، ووفاة أحمد حسنين رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق، والذي كان بمثابة العقل المفكر له، فبعدها أصبح الملك فاروق في حالة عدم توازن. وتابع أن الرواية تسرد العديد من التفاصيل المتعلقة بشائعة ترددت حول إبراهيم باشا وأنه لم يكن أبنا لمحمد علي باشا، وإنما تم تبنيه، ومصدر الشائعة ابن أخو إبراهيم باشا، عباس الأول، وكان الغرض منها تشويه صورة إبراهيم، وذلك بخلاف تسليطها الضوء على حدوث صراع ونزاع بين محمد علي وإبراهيم باشا، بسبب كبر سن الأول وتعدد انتصارات الثاني، حيث غار الأب من مجد ابنه بشكل كبير، وهناك أمثلة عديدة في التاريخ على مثل تلك الحالات. وتطرق بعدها عفيفي إلى أن إبراهيم باشا كان لديه ميول عربية وليست عثمانية، وكان يتحدث العربية، وكان يريد ترقية الفلاحين المصريين ويعتز بهم، وأن صورته التي تظهر على الغلاف بأصبعه الذي يشير إلى الأمام، تعبر عن حالة من النجاح والمجد فقد كانت له صولات وجولات وانتصارات وصلت إلى جنوب الأناضول.