قدم مسرح روبين سيمونوف في موسكو العرض الأول لمسرحية المخرج دميتري زينيتشيف، التي تحمل عنوانا غريبا ومتناقضا، هو "سر الفاجر العفيف". وتعكس المسرحية رؤية جديدة لشخصية زير النساء دون جوان الشهيرة في الفولكلور الإسباني. اسم دون جوان معروف في جميع أرجاء المعمورة، حيث بات لقبا للرجال الذين يقومون بإغواء النساء. ودخلت هذه الشخصية الأسطورية في الأدب العالمي بقلم الكاتب المسرحي الإسباني تيرسو دي مولينا في القرن السابع عشر، ومنذ ذلك الحين بدأت رحلتها عبر البلدان والفنون المختلفة. وتجسدت قصة دون جوان في النثر والشعر والمسرح والسينما والأوبرا والباليه على أيدي نخبة من الفنانين العالميين، منهم موليير وبايرون وبوشكين وموزارت. أما في أيامنا الراهنة فقد تقدم الكاتب الأوكراني أناتولي قريم برؤيته الخاصة لهذه الشخصية المشهورة. ويقول فياتشيسلاف شاليفيتش المدير الفني لمسرح سيمونوف، والذي قام بدور دون جوان: ان دون جوان شخصية معروفة للجميع، إلا أن الكاتب أناتولي قريم اكتشف فيها بعض الصفات الجديدة وغير المألوفة، ما لفت انتباهنا. كما جذبتنا مسرحيته لكونها تحكي عن الحب الرومانسي والعلاقات بين الناس". لا يصور مؤلف المسرحية بطلها الرئيسي دون جوان رجلا فاجرا بلا حياء يطمح إلى المتعة الجسدية وحدها ويعتبر الحب الحقيقي شيئا تافها لا معنى له. كما لا يصفه بأنه يبحث عن المرأة المثالية، ويترك قلوب مئات من الجنس اللطيف مجروحة ومحزونة. بل يعرضه كرجل كان يعشق نساءً كثيرات دون إغوائهنّ جنسيا، مما أتاح له جعلهنّ يعشن في أوج السعادة حبا ويحلّقن فرحا وحبورا . وهنا يكمن سره الأكبر، الذي كشف عنه دون جوان ساعة احتضاره في حديثه مع الراهب الشاب.