تستعد دول الاتحاد الأوروبي لفرض حظر على استيراد أغلب أنواع الوقود الروسي في إطار العقوبات الغربية على موسكو بسبب غزو أوكرانيا. وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن هناك ثلاث مصافي نفط جديدة في السعودية والكويت وسلطنة عمان يمكن أن تساعد أوروبا في إيجاد بدائل لإمدادات الوقود الروسي التي تقدر بنحو 600 ألف برميل يوميا. ولكن هذه المصافي تواجه تأخيرات طويلة في تجهيزها للعمل بكامل طاقتها. وقال أحمد مهدي محلل أسواق السبع في شركة رينيسانس إنيرجي أدفايزورس بلندن إن "مشروعات التكرير في الشرق الأوسط تواجه تأخيرات... أوروبا لن تستفيد من أي كميات إضافية منها حتى أواخر 2023". ويأتي ذلك في حين يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض حظر على جميع واردات المكررات النفطية الروسية المنقولة بالبحر اعتبارا من الأحد المقبل. ويشمل هذا الحظر مختلف أنواع الوقود، بدءا من وقود الطائرات وحتى البنزين والديزل (السولار). وفي الكويت تعتزم مصفاة الزور زيادة صادراتها من الديزل إلى أوروبا إلى 50 ألف برميل يوميا بما يعادل 5 أمثال مستواها حاليا، إلى جانب مضاعفة صادراتها من وقود الطائرات. وستحقق الكويت هذا الهدف من خلال زيادة إنتاج مصفاة الزور البالغ 615 ألف برميل يوميا. وبمجرد تشغيل المصفاة بكامل طاقتها ستستطيع إنتاج حوالي 145 ألف برميل يوميا من الديزل منخفض الكبريت يوميا، بحسب شركة إف.جي.إي للاستشارات. وفي السعودية توجد مصفاة جازان المملوكة لشركة النفط السعودية العملاقة أرامكو في جنوب غرب المملكة وتصل طاقتها الإنتاجية إلى 400 ألف برميل يوميا، حيث تستطيع إنتاج أنواع الوقود المتوافق مع المواصفات الأوروبية. ولكن المصفاة مازالت في مرحلة التطوير لزيادة طاقتها الإنتاجية رغم أنها تقوم بتصدير بعض المنتجات. وكانت أرامكو تستهدف في البداية بدء تشغيل المصفاة عام 2017، قبل أن تؤجل موعد الوصول إلى الطاقة التشغيلية القصوى للنصف الثاني من 2020. وتوجد جازان بالقرب من الحدود اليمنية وعلى مسافة طويلة من حقول النفط الضخمة في السعودية حيث يتم نقل الخام إليها باستخدام الناقلات وليس أنابيب النفط. وفي سلطنة عمان تشترك السلطنة والكويت في بناء مصفاة جديدة في منطقة الدقم على ساحل المحيط الهندي بطاقة تشغيلية تبلغ 230 ألف برميل يوميا. وكان المستهدف في البداية دخولها مرحلة التشغيل في 2020 لكن تأخر تشغيلها حتى وقت لاحق من العام الحالي. ويستبعد أغلب تجار النفط بدء تصدير أولى شحنات المصفاة قبل نهاية العام الحالي على الأقل. كما تحاول الإمارات العربية المتحدة زيادة صادراتها من الديزل إلى كل من فرنسا وألمانيا بنحو 100 ألف برميل يوميا خلال العام الحالي. وستستخدم الإمارات مصفاة رويس لتحقيق هذا الهدف. ورفعت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" الطاقة التشغيلية للمصفاة إلى أكثر من 900 ألف برميل يوميا.