قال الكاتب والروائي شريف سعيد، إن رواية "عسل السنيورة"، الصادرة حديثا عن دار الشروق، مستوحاة من قصة حقيقية ل"جوليا" التي كانت تقيم في فرنسا لكن جذورها إيطالية، مشيرا إلى أن أحداث الرواية تدور في إطار تاريخي، رومانسي، وغرائبي. وأضاف سعيد: "وسط تلك الأجواء نتعرف على السنيورة ومَن حولها من أشخاص رئيسية بالرواية، وهم يطرحون عبر أحداثها كثيرًا من علامات الاستفهام حول عدد من المسائل الجدلية، منها: ما موقف المصريين المسيحيين من الاحتلال العثماني والفرنسي؟، ولماذا لم يدافع آل البيت وأولياء الله الصالحون من جوف أضرحتهم عن مصر في مواجهة الفرنسيين وتركوا بونابرت يمر؟، وهل كل مَن في هذه الأضرحة صالحون؟". وتابع: "هكذا تحاول شخوص النص بارتياب الاقتراب من مساحات ما زالت إلى اليوم تؤرقنا رغم فوات أكثر من قرنين من الزمان على الصدام الكبير بين مصر وفرنسا". وكان قد صدر لدار الشروق حديثا، رواية "عسل السنيورة" للكاتب شريف سعيد، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2023. ومن أجواء الرواية نقرأ: "لا أحد يعلم ماذا تواري له الأقدار، ورُبما في حياة كل منا قصة مثيرة لم تبدأ بعد!". وتابع الكاتب: "هذا هو ما دار للزوجة العذراء "جوليا" التي جاءت الإسكندرية على متن مراكب الحملة الفرنسية عام 1798، وإلى الأبد لم تعد إلى بلادها". وأردف: "من باريس إلى ريف المنصورة مرورًا بالقاهرة وحواف مكة، تدور أحداث قصتها التي حيكت بين ثلاث قارات خلال سنوات فارقتْ فيها الزوج إلى حضن الصديق، أنقذت "حُسنة" وهي عارية وسط الخلاء، منحتْ عذريتها إلى "فاطمة" بنت الغورية سترًا لها، ووقع في حبها شيخ العرب وهي معذبة صلعاء، ليُراق من جسدها في الطرقات العسل بمباركة من "أفروديت" آلهة الحب عند الإغريق!". هكذا في رواية مستوحاة من قصة حقيقية يسافر بنا الكاتب شريف سعيد، أكثر من قرنيْن إلى الوراء عبر أجواء مصرية فرنسية غرائبية وساحرة، راصدًا لحظات الصدام بين عالميْن، وبأسلوب أدبي يجعلنا نطل من عيني "السَّنيورة جوليا" على باحات خلفية لتاريخنا؛ مما يدفعنا لإعادة النظر في أي أحكام تخصّ الماضي وحكاياته. شريف سعيد، روائي وكاتب ومخرج وثائقي مصري، وُلد في حي الظاهر وسط القاهرة عام 1979. وتخرج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة "قسم الإذاعة والتلفزيون" عام 2000، وكتب مقالات الرأي بصحف الأهرام والمصري اليوم، والوطن. وأخرج وكتب السيناريو للعديد من الأفلام الوثائقية مثل الجمالية وقطب وجذور والسندي أمير الدم وناس من شبرا. ولاقت روايته الأولى "وأنا أحبك يا سَليمة" إشادات واسعة ووصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة ساويرس الثقافية عام 2018.