مجموعة من الرؤى القيمة حول السياسة والتاريخ واللحظات الفارقة بمصر والمنطقة، قدمها رموز العمل الدبلوماسي المصري في ندوة بمعرض الكتاب الحالي، بعنوان "كتابات دبلوماسية"، حضرها كل من أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، والسفير نبيل فهمي وزير الخارجية السابق، والمفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، والسفير محمد توفيق، وأدارها السفير عمرو الجويلي. قدم أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية الأسبق، استعراضا حول جدوى الكتابات التي وثقها عن مراحل عمله الدبلوماسي، حيث قال: "عملت لمدة 46 عاما بالسلك الدبلوماسي، منها 39 عاما دبلوماسية، و7 سنوات وزيرا للخارجية"، موضحا أن ما كتبه هو تأريخ للفترة التى عايشها من وجهة نظره ولم تكن دفعا عن الذات. وأضاف أن الغرض من الكتابة أيضا هو تحمل المسئولية تجاه الدبلوماسيين الجدد في نقل الخبرات لهم إلى جانب محولة لتصحصح الصور الذهنية لدى الجمهور عن الدبلوماسي، عللا تكثيف الحديث عن ما يبذله من جهد لخدمة الوطن. ووصف أبو الغيط العاملين بالسلك الدبلوماسي بأنهم "وحدة قتال خارجية"، حيث اعتبر أن الدبلوماسي في يعمل على مدار الساعة لخدمة البلاد، وبخصوص ترجمة أعماله أكد أنها لاقت حظها من الترجمة للعديد من اللغات الأجنبية على مستوى العالم. فيما أشار وزير الخارجية الأسبق السفير نبيل فهمي، إلى أن الريادة المصرية تتمثل في مناحي فكرية وحضارية، موضحا أنه تردد قبل الشروع في الكتابة، مضيفا أنه ابتعد في كتاباته عن الحديث عن الأشخاص وكان شاغله الوحيد هو إلقاء الضوء من خلال الكتابة على الأحداث لأن الظرف والمسئولية تحتم علينا وضع الحقائق للاستفادة منها فيما هو قادم. وأضاف فهمي أن الدبلوماسية هي جزء من العمل العام الذي يندرج تحت نطاق الأمانة والمسؤولية يضاف إليها أنك تتعامل مع الخارج والداخل، وأشار أن الدافع لكتابته باللغة الإنجليزية هو محاولة ملء فراغ الكتابة عن الدبلوماسية المصرية لدى الآخر، أما الدافع للكتابة باللغة العربية هو وضع تجاربنا للجيل الجديد من الدبلوماسيين للاستفادة منها، كما أنها تحتوي على تفاصيل لا توجد في النسخة الانجليزية. أما الدكتور مصطفى الفقي، فأوضح انه أصبح دبلوماسيا بغير إرادته، لأنه كان يتطلع للعمل الأكاديمي، مشيرا إلى أنه يصف نفسه بأنه مفكرا عمل بالدبلوماسية، موضحا انه أصدر أكثر من 40 عنوانا في مختلف المجالات، ومشيرا إلى أن دوافعه للكتابة ناتجة عن تجاربه الذاتية، قائلا "كتبت لأنني أريد أن أكتب، واستمتعت بهامش للحرية لم يحظى به دبلوماسيا أخر، وقد وظفت دوري في الخارجية للكتابة من خلال تجاربي في الدول التى عملت بها. ووجه السفير محمد توفيق الشكر لهيئة الكتاب على هذه الدعوة والتواجد وسط هذه القامات من الدبلوماسيين، مؤكدا أن مصر تمتلك قوة فكرية وحضارية كبيرة، مشيرا إلى أن قضية التاريخ مهمة على المستوى الإنساني بشكل عام والمصري بشكل خاص، حيث أن المواطن المصري مهتم بالتاريخ بشكل كبير. وأوضح أن المصدر الأول للتاريخ هو الوثائق التى لا تُفهم خارج السياق، فما يكتبه المسئولون مهم لفهم الوثيقة، وكل إعمالي الروائية تتناول رصد تاريخي للأحداث، مؤكدا أن التأريخ هو جزء أساسي في أعمله لكنه ليس التأريخ الرسمي ولكن التأريخ الشعبي المرتبط بالجمهور يتمثل في العمل الروائي الإبداعي.