نوع المحل مقهى، القيمة الإيجارية 34 جنيها و80 قرشا، تحريرا فى15/ 3 /1958، اسم ولقب المرخص إليه ماريا خريستو بانيس بمنطقة المنشية، هذا ما حواه عقد ترخيص المقهى الأشهر بالإسكندرية المعروف بمقهى الهندى. عند دخولك للمقهى ستتذكر ذلك المشهد الشهير لأحمد عز بفيلم ملاكى إسكندرية وهو يقوم بتعزية صديقه منتصر داخل منزله بالإسكندرية والذى يظهر فيه مقهى الهندى واضحا بالبهو العملاق والأسقف الإيطالية ذات الطراز المعمارى المتميز. «الشروق» تحدثت مع طارق على الهندى مالك المقهى الآن ونجل صاحبها الذى اشتهر بسماعه لأغنيات عبدالحليم حافظ خصوصا أغانيه الحماسية من تسجيلات وحفلات. يقول طارق الهندى: «المقهى كانت تملكه اليونانية ماريا خريستو بانيس بالمشاركة مع والدى على الهندى رحمه الله، إلى أن انتقلت الملكية لوالدى كما تشير الرخصة، لكنها اشتهرت منذ تاريخ إنشائها باسم قهوة على الهندى، وهذا اللقب لوالدى يعود لجدى الذى كان هندى الجنسية». يضيف طارق إن المقهى يعتبر تجمعا لمشاهير إسكندرية منذ إنشائها مثل: «على فيدو» أشهر تاجر طيور سمان فى إسكندرية، والفنان السيد زيان، ومظهر أبوالنجا، ورجل الأعمال عرفة وهبة، والمطرب على الحجار، ومحمد نجم، وعبدالباسط حمودة، وريكو والكابتن محمود بكر، وأحمد الكاس، ومحمد عفيفى، وحسن مصطفى. ويكمل طارق قائلا إن «المقهى يعتبر رافدا من روافد الحركة السياحية بالإسكندرية حيث يقبل عليه السياح من روسيا وألمانيا، إضافة إلى السياح العرب خصوصا من سوريا. ويقول سعيد الملقب «بسلكه» العامل بالمقهى: مقهى الهندى هو أول من اخترع عملية تصنيع المعسل تفاحة، وكان تجار المعسل فى القاهرة يأتون خصيصا للمقهى لشراء المعسل. ويضيف إن المقهى كان الوحيد الذى لم يُغلق حين حدث حظر تجول عام 1977 نتيجة لمظاهرات 18 و19 يناير، حيث كنا نقدم الطلبات على هذا السلم الشهير بسلم الخندق مؤكدا فى الوقت ذاته أن المقهى يعتبر ملاذا ومأوى للمتظاهرين على سلالم محكمة الحقانية. كما يشتهر المقهى بأنه يحمل ملامح طراز أثرى تجذب طلب الفنون الجميلة على تحويله إلى مرسم كبير، إضافة إلى اهتمام طلبة معاهد التمثيل بتصوير أفلامهم ومشاريع تخرجهم بالمقهى. والتقت «الشروق» مع أشهر رواد المقهى الكاتب الساخر إبراهيم السايح والذى قال «المقهى كان قبلة المثقفين اليساريين حيث كان يحتوى حوالى 700 يسارى حين كان اليسار فى مصر يسارا». ويضيف السايح إن أول حزب يسارى تأسس فى مصر عام 1976 شهد اكبر عدد من استمارات العضوية من دائرة المنشية كان أغلبهم من رواد المقهى، كما إن قرب المقهى من محكمة الحقانية التى تشهد يوميا مظاهرات ووقفات احتجاجية جعله استراحة للمشاركين فى هذه الوقفات. ويضيف إن المقهى اشتهر بوجود ركن للمثقفين به وركن التجار وركن الفنانين وركن الحرفيين، وركن السياسيين وركن المحامين.