تفقد عشرات الدبلوماسيين الأوروبيين والأجانب، الأربعاء، الأوضاع فى المسجد الأقصى للمرة الأولى منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو نهاية الشهر الماضى، فيما يبدأ مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان، اليوم الخميس، زيارة لإسرائيل. ودخل الوفد الدبلوماسى برئاسة المبعوث الأوروبى للأراضى الفلسطينية سفين كون فون بوجسدروف إلى الأقصى من خلال باب الأسباط فى الجدار الشمالى للمسجد. وقام الوفد المكون من نحو 30 دبلوماسيا بجولة فى الأقصى قبل اللقاء مع مسئولى دائرة الأوقاف الإسلامية فى القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية والمسئولة عن إدارة شئون المسجد. وقال الشيخ عزام الخطيب، مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس إن «زيارة وفد الاتحاد الأوروبى كانت ناجحة، وهى زيارة انتظرناها منذ أمد». وأضاف الخطيب: «أتوا إلينا حاملين معهم رسالتين، الأولى رسالة دعم وإسناد لوصاية العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى مدينة القدس وخاصة المسجد الأقصى المبارك». وتابع: «الثانية هى رسالة دعم وإسناد لدائرة الأوقاف الإسلامية فى القدس التى تقوم بتنفيذ وصاية الملك على المقدسات الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى المبارك». ومضى قائلا: «هم يريدون المحافظة على الوضع التاريخى للمسجد الأقصى وعلى مدينة القدس بشكل عام، وطلبنا منهم أن ينقلوا إلى دولهم أن يعملوا معنا على إعادة الوضع الدينى والتاريخى والقانونى كما كان عليه عام 2000». وشارك فى الزيارة سفراء وقناصل عامون من غالبية دول الاتحاد الأوروبى إضافة إلى سفراء ودبلوماسيين من أستراليا والأرجنتين والمكسيك وبريطانيا والنرويج وتشيلى. وتأتى الزيارة فى وقت تدعو فيها أطراف فى الحكومة الإسرائيلية الجديدة إلى تغيير الوضع القائم فى المسجد الأقصى. وكان مستوطنون إسرائيليون قد اقتحموا، فى وقت سابق صباح أمس، المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلى. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية فى القدسالمحتلة بأن مجموعات متتالية من المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، نفذوا جولات استفزازية فى باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية. إلى ذلك، يجرى مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان، غداً الخميس، أول زيارة رسمية لمسئول أمريكى كبير لإسرائيل بعد تولى حكومة نتنياهو مهامها. ويحل سوليفان ضيفا على نظيره الإسرائيلى تساحى هنجبى وسيلتقى بعد وصوله بالرئيس الإسرائيلى يستحاق هرتسوج ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومجموعة من المسئولين. وسيبحث سوليفان أثناء زياته جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، من بينها الشأن الإيرانى، وقضايا أمنية واستراتيجية مشتركة وسياسات الحكومة الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. إلى ذلك، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» والقناتان ال7 وال14 الإسرائيليين إن تل أبيب ناشدت بابا الفاتيكان فرنسيس، التدخل لإطلاق سراح 4 إسرائيليين تحتجزهما حركة «حماس» الفلسطينية بقطاع غزة منذ 2014، وذلك عقب نشر «حماس» مقطع فيديو هو الأول للمحتجز الإسرائيلى لديها أبرا منجيستو. وذكرت القناة ال14 أن وزير الخارجية الإسرائيلى إيلى كوهين، بعث برسالة إلى بابا الفاتيكان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ورئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إيجر، للتحرك من أجل إطلاق سراح المواطنين الإسرائيليين وجثتى الجنديين المحتجزين لدى حركة حماس فى غزة». وقال كوهين إن «إحضار جثثى الجنديين لدفنهما فى إسرائيل وإعادة المواطنين الإسرائيليين إلى حضن عائلاتهما هو واجب أخلاقى للحكومة الإسرائيلية وجميع ممثلى وزارة الخارجية فى إسرائيل والعالم»، على حد تعبيره. وأضاف كوهين أن إسرائيل ستواصل العمل مع المجتمع الدولى حتى يعود الأسرى والمفقودون الإسرائيليون. والتقى البابا فرنسيس، الشهر الماضى، عائلات الإسرائيليين الأربعة، ووعدهم بالمساعدة فى إعادتهم، بحسب القناة الإسرائيلية. ميدانيا، أصيب 43 فلسطينيًا، الأربعاء، برصاص جيش الاحتلال وبحالات اختناق، خلال اقتحام مدينة نابلس شمالى الضفة الغربية. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى إن طواقمها تعاملت مع 43 إصابة خلال مواجهات اندلعت بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال فى محيط قبر يوسف شرقى نابلس». وأوضحت الجمعية أن من بين الإصابات 6 بالرصاص المعدنى المغلف بالمطاط، وإصابة بقنبلة غاز بشكل مباشر، وإصابة دهس، بالإضافة إلى 35 إصابة بحالات اختناق جرّاء استنشاق الغاز المسيل للدموع». وكانت مواجهات بين شبان فلسطينيين وجيش الاحتلال قد اندلعت فى ساعة مبكرة من فجر اليوم، خلال اقتحام مدينة نابلس. وقال شهود عيان، إن قوات عسكرية إسرائيلية كبيرة اقتحمت منطقة «قبر يوسف» شرقى مدينة نابلس لتأمين وصول مستوطنين للقبر لأداء صلوات تلمودية. وأضاف الشهود أن مواجهات اندلعت بين عشرات الشبان الفلسطينيين وجيش الاحتلال، فيما وقع اشتباك بين عناصر المقاومة وجنود الاحتلال قرب الموقع. واستخدم جيش الاحتلال الرصاص الحى والمعدنى وقنابل الغاز المسيل للدموع، فيما أغلق شبان فلسطينيون الطرق أمام المركبات العسكرية التى رشقوها بالحجارة والزجاجات الفارغة، وأشعلوا الإطارات المطاطية. ويقتحم المستوطنون بشكل متكرر مدينة نابلس لأداء صلوات فى «مقام يوسف»، تحت حراسة الجيش الإسرائيلى، لأداء طقوس دينية، بزعم أنه قبر النبى يوسف عليه السلام. ويؤكد الفلسطينيون أن عمر القبر لا يتعدى 200 عام، وأنه يعود لرجل مسلم سكن المنطقة قديمًا، يدعى يوسف دويكات.