رفض مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة مشروع قرار يطالب الرئيس باراك اوباما بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان. غير أن عشرات من أعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه اوباما أيدوا مشروع قرار سحب القوات وهو ما يشير إلى انقسام بشأن سياسة الحرب قبل انتخابات الكونجرس في نوفمبر التي يتوقع أن يحقق فيها الجمهوريون مكاسب. ووافق يوم الأربعاء 65 نائبا معظمهم ديمقراطيون على مشروع القرار الذي أعده دينس كوسينيتش عضو مجلس النواب الديمقراطي الليبرالي بينما رفضه 356 عضوا. وكانت هذه أول معارضة تشريعية من جانب أعضاء ينتمون للأغلبية الديمقراطية في الكونجرس للمشاركة الأمريكية في الحرب منذ أن أمر اوباما بإرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان ومنذ بدء هجوم في الشهر الماضي لاستعادة السيطرة على معقل طالبان في مرجة بإقليم هلمند الأفغاني. ويقول مؤيدو القرار إن الوقت حان كي يقرر المشرعون الأمريكيون ما إذا كانوا يريدون مواصلة الحرب الدائرة منذ نحو تسعة أعوام تقريبا وقتل فيها حوالي 1000 جندي أمريكي وأنفق عليها مئات المليارات من الدولارات. وقال كوسينيتش "ما لم يتحرك الكونجرس للاضطلاع بمسئولياته الدستورية سنبقى في أفغانستان وقتا طويلا جدا وبتكلفة عالية بالنسبة لجنودنا وبالنسبة لأولوياتنا القومية." ويرى معارضو القرار أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها الانسحاب من أفغانستان قبل أن تتمكن الحكومة هناك من توفير الأمن وإلا ستوفر طالبان من جديد ملاذا آمنا للقاعدة في البلاد. وقال النائب هاوارد بيرمان الرئيس الديمقراطي للجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب "أدرك تماما أنه حتى لو بقينا في أفغانستان ... فليس هناك ما يضمن فوزنا في معركتنا ضد القاعدة. لكن إذا لم نحاول الفشل سيكون مؤكدا." ومن جانبه قال ستيني هويار زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب "التخلي عن أفغانستان في وقت بدأت فيه الإستراتيجية الجديدة والقيادة الجديدة تؤتي ثمارها سيكون خطأ في اعتقادي." يأتي هذا في الوقت التي كثفت فيه القوات الأمريكية غاراتها على المناطق الباكستانية القبلية المحاذية لأفغانستان، والتي تعد معقل حركة طالبان الباكستانية وتنظيم القاعدة، والقاعدة الخلفية لحركة طالبان الأفغانية. حيث تجاوزت ال 90 غارة منذ أغسطس 2008 مخلفة أكثر من 820 قتيل معظمهم مدنيين وفقا للجيش الباكستاني و كانت آخر غارتين للجيش الأمريكي علي قرية في وزيرستان الشمالية قد أدت إلي مصرع 16 متشدد وفق حصيلة نشرت يوم الخميس منهم 5 أجانب - و هو تعبير يشير إلي مقاتلي القاعدة العرب أو القادمين من آسيا الوسطي- و ذكر احد المصادر أن هذه الحصيلة مرتكزة على شهادات من السكان.